حياكة الصوف.. حرفة تضييع الوقت

حياكة الصوف.. حرفة تضييع الوقت

27 مارس 2015
صوف مشغول بالصنارة (العربي الجديد)
+ الخط -


حياكة الصوف حرفةٌ اعتبرها البعض مهنة لكسب الرزق، أمّا البعض الآخر فتعلّمها كهواية لملء وقت الفراغ بشيء مسلٍ ومفيد. حياكة الصوف حرفة تناقلتها الأجيال في فلسطين، كما انتقلت معهم بعد نكبة الـ 1948 إلى مناطق اللجوء، وإلى المخيمات الفلسطينية في البلاد المُحيطة، وذلك لأن الملابس الصوفية اليدوية تُعتبر أفضل من الصناعية.

وعلى الرغم من وجود ملابس صوفية جاهزة في الأسواق فإنها لا تُعدّ منافساً للعمل اليدوي ولا وجه للمقارنة بينهما حتى، ويمكن التفريق بسهولة بين النوعين، فاليدوي يدوم أعواماً عديدة بينما الجاهز يتلف بسرعة. حياكة الصوف فنٌّ يُحاكُ بواسطة صنّارة أو صنارتين أو بالأسياخ ويتطلب ذوقاً في اختيار الألوان وشكل القطبة وحجمها، كي تغدو القطعة متناسقة عند الانتهاء من خياطتها.

إلهام عبدالغني، فلسطينية من قرية السميرية بفلسطين تعمل مشرفة على فريق من الفتيات، تُعلّمهن فن التطريز وحياكة الصوف في مؤسسة "مساواة"، داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا (جنوب لبنان).

تقول إلهام لـ"العربي الجديد": "تعلّمت حياكة الصوف بالصنارة والأسياخ منذ أن كنت في العشرين من عمري. كانت خالتي تعمل على الحياكة أمامي فتعلمت منها الحرفة وطوّرت نفسي، وعملت فترة طويلة بالحياكة إلى أن أُصبت بالتواء في عظم يدي ولم أعد أعمل بشكل جيد فقررت أن أدرب فتيات من الجيل الجديد ليمتهنّ الحرفة".

تُضيف إلهام :"الفرق بين الحياكة بالصنارة والأسياخ هو في شكل القطبة، إلّا أن نفس الخيط يُستخدم في الحالتين، لكن الحياكة بالصنارة أسرع وتفتح المجال للتفنن في شكل القطبة، وهي مرنة أكثر من السيخ، فعند حياكة شال صوف بالصنارة يسهل الانتهاء من صنعه، فيتم انجازه خلال يومين، بينما بالأسياخ فيلزمه أربعة أيام مع استخدام نفس الكمية من خيوط الصوف".

وتُؤكد إلهام أنّ الأكثرية ترغب أن ترتدي الصوف المشغول بالصنارة، لأن قطبتها أجمل ومتنوعة أكثر ويمكن أن تختلف أشكال القطب في القطعة الواحدة، بينما القطب المشغولة بالأسياخ محددة نوعاً ما، كما يُمكن حياكة فساتين وقبعات وشالات وقفازات وكنزات صوف بالصنارة، حسب الشكل المطلوب.

وتؤكد أن الملابس الصوفية المشغولة يدوياً مرغوبة، ولكن حالياً الطلب قليل عليها، نظراً لارتفاع سعرها الذي يعود سببه لارتفاع أسعار خيوط الصوف وأُجرة اليد العاملة، فقلّ عدد النسوة اللواتي يعملن في الحياكة ، لذلك نجد أن الصوف الصناعي رائج، رغم أن المصنوع يدوياً يعطي دفئاً أكثر.

والقطب على أنواعها، سواء كانت مشغولة بالصنارة أو السيخ، تختلف بحسب القياس وسمك خيط الصوف، فلكلّ خيطٍ صنارة أو سيخ خاص به حسب الرقم المدون على "كبكوب" الخيط، ومن خلال الحجم نستطيع أن نتحكم بحجم القطبة وشكلها.
وتختم إلهام مضيفةً: "لا يرغب الجيل الجديد بتعلّم الحياكة وبات يبحث عن كلّ ما هو جاهز، رغم أن أمهاتنا وجداتنا كنّ يجتمعنَ في جلسات لحياكة الملابس الصوفية وبخاصة ملابس الأطفال".

المساهمون