هل المقارنة بين الكعب العالي والبدلة عادلة؟

هل المقارنة بين الكعب العالي والبدلة عادلة؟

15 مايو 2016
بعض الشركات تفرض الكعب العالي على السيدات (Getty)
+ الخط -
أثار طرد موظفة بريطانية في يوم عملها الأول بسبب عدم انتعالها الكعب العالي، جدلاً واسعاً في المملكة المتحدة وخارجها، وخاصة بعد تكرار الحادثة مع نادلة في مطعم، نشرت صورة أدميت فيها قدماها بسبب إجبارها على الحذاء بكعب عال طول ساعات الدوام.

وأصبحت قضية فرض بعض الشركات زياً موحداً يشمل الكعب العالي على السيدات مثار نقاش حاد، فهناك من قارن بين إلزام الرجال بارتداء بدلة مع ضرورة التزام النساء بالكعب العالي، على اعتبار أن الأمرين متشابهان.

في حين اعتبره آخرون تمييزاً ضد المرأة وله أبعاد جنسية وليس مهنية، ولا يأخذ الضرر الذي يلحق بها بعين الاعتبار.

وتبادرت أمثلة مختلفة إلى الأذهان، مثل مهرجان كان السينمائي الذي يُمنع الدخول إليه إلا بكعب عال، وفي النقيض تداولت وسائل التواصل الاجتماعي، ظهور مذيعة في بي بي سي تقدم نشرة أخبار بحذاء رياضي لأسباب صحية.

وكتبت سيوبهان فينتون مقالاً في "إندبندنت" انتقدت فيه الموقف الاجتماعي الذي لا يرى مشكلة في انتعال المرأة الكعب العالي طوال ساعات العمل، دون الاكتراث بما يسببه لها من ألم.

فالعامل الأهم الذي يوجه القرارات هو كيف تبدو المرأة وكيف تتوافق مع نظرة الجنس الآخر.

وقالت إن ما يثير القلق أن حادثة طرد الموظفة هذه ليست معزولة، فهي تعرف العديد من زميلات الدراسة والصديقات اللواتي يتمتعن بالذكاء والموهبة، وعند تقدمهن إلى أول وظيفة بعد التخرج، طُلب منهن ارتداء ملابس أكثر أنثوية، تحت ستار أن هذا يجعلهن يظهرن أكثر ذكاء ومهنية.

وأضافت أن إحدى السيدات بدأت عملها في جريدة وطنية، وطُلب منها عدم ارتداء السراويل أبداً، لأن تقاليد العمل لديهم تفرض ارتداء النساء للتنانير.

وقالت إن الأمور ليست على هذا النحو من الصرامة بالنسبة للرجال، حيث جاءت فكرة البدلة الرسمية من تواؤمها مع المكتب، وألا تكون ذات طابع شخصي، وتغطي معظم الجلد في الوقت نفسه.

وتعتبر البدلة مرادفاً للاحتراف بالنسبة للرجال، لكن لا يوجد معيار مكافئ تماماً بالنسبة للنساء، لأن العديد من قطاعات العمل كانت مغلقة ومحتكرة من قبل الذكور لوقت طويل، ولم يتطور زي موحد يلائم السيدات بالطريقة التي حدثت مع البدلة، وأفادت أن رمزية الملابس هذه ما تزال تذكر بالواقع المرير أن المرأة تعتبر سلعة حتى الآن.



(العربي الجديد) 

دلالات

المساهمون