"حصون ماونسيل": فندق 5 نجوم

"حصون ماونسيل": فندق 5 نجوم

16 يوليو 2016
صمم تلك الأبراج جي ماونسيل، سنة 1943 (Getty)
+ الخط -
ظلت مجموعة الأبراج البحرية المعروفة بـ"حصون ماونسيل"، مهجورة بعد أن أغلقتها الحكومة البريطانية في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين. فلم يكن لها دور سوى اعتبارها مزاراً تاريخياً لإحدى منصات الدفاع الجوي العبقرية، التي أسهمت في انتصار الحلفاء بالحرب العالمية الثانية. لم تستخدم الأبراج بعد الحرب، إلا في فترة وجيزة حين كانت تبث منها إذاعة غير قانونية تدعى "راديو القرصان"، كانت تخلط برامجها بين الأغراض الترفيهية والسياسية. ومؤخّراً، تدرس الحكومة البريطانية الموافقة على طلبٍ بتحويل الحصون إلى فندق سياحي يتضمن 44 غرفة، للاستفادة من تصميمهما وتاريخها المميز. ويطلق على تلك الأبراج المسلحة أيضاً اسم "قلاع ريد ساندز". صمم تلك الأبراج المهندس المدني، جي ماونسيل، سنة 1943، وكان تصميمها هو النموذج الأخير من بين عدة نماذج تقدم بها مونسيل لتلبية طلب الأدميرالية البحرية الملكية، التي أرادت عمل حصون في القنال الإنكليزي، وتحديداً في مصب نهر التايمز، قادرة على تحدي سفن العدو وغاراته الجوية أيضاً.
والحصون عبارة عن منشأة تضم سبع منصات مترابطة من الصلب، أربعة أبراج تحمل مدافع عيار 3,75 بوصات، مرتبة في شكل نصف دائرة أمام مركز السيطرة والتحكم في الموقع. وبرج في مؤخرة مركز التحكم يرتكز عليه مدافع بوفور عيار 40 ملم. في حين كان البرج السابع الموضوع إلى جانب الأبراج المسلحة، ويبعد عنها قليلاً للخارج، يعد برجاً استطلاعياً مزوداً بإضاءة كاشفة. ويشبه تصميم الأبراج تصميمات الحصون التي تستخدم ملجأ للرتب العسكرية في الميدان؛ نظرا لأنها تنتهي بركائز مؤمّنة بقوة وتقع تحت الماء. وتعيش أنواع كثيرة من الأسماك بالقرب من الحصون؛ إذ يوفر البناء الفولاذي غطاء لها. فكرة إقامة حصون في مصبات الأنهار سبق للبريطانيين استخدامها للدفاع ضد السفن ثم الغواصات الغازية منذ عام 1855، مثل برج "ناب" الذي كان جزءاً من منظومة مضادات الغواصات في الحرب العالمية الأولى، والذي تأخر تثبيته حتى عام 1920.
أما حصون ماونسيل؛ فقد تضرر منها حصن "نوري" الأقرب للشاطئ سنة 1953 عندما اصدمت به سفينة نرويجية، وفي ذلك الحادث، قُتل أربعة مدنيين ودمرت الأسلحة ومعدات الرادار الموجودة في البرج، واعتبرت بقايا وأنقاض البرج خطراً على النقل البحري؛ فجرى تفكيكها نهائياً سنة 1960 وتم سحبها للشاطئ. كما اصطدمت سفينة أخرى بأحد الحصون فدمرته، فيما فكك سلاح المهندسين الملكي حصناً ثالثاً.




دلالات

المساهمون