إسرائيل تعزز علاقاتها بأميركا اللاتينية لتقليص اعتمادها على أوروبا

16 نوفمبر 2016
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مستقبلا هيرن (Getty)
+ الخط -

في سعيها الهادف إلى تعزيز مكانتها الدولية وتأمين مصالحها في المحافل الأممية، تواصل إسرائيل تطوير علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية، عبر توسيع دائرة التعاون العسكري والتقني والاقتصادي معها. وتتطلع تل أبيب من خلال هذا التوجه إلى تعزيز قدرتها على إحباط مشاريع القرارات التي تطرح في مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، انطلاقاً من افتراض مفاده أن المبادرة لتقديم الدعم العسكري والتقني وتعزيز التبادل التجاري مع دول العالم تساعد دوائر صنع القرار في تل أبيب على إقناع حكومات هذه الدول على التصويت في المحافل الدولية وفق ما تقتضيه المصالح الإسرائيلية.

ونوهت مجلة "الدفاع الإسرائيلي"، في عددها الصادر أول من أمس، إلى أن إسرائيل وفي إطار استراتيجيتها هذه، وقعت أخيراً على اتفاق مع هندوراس، تعهدت بموجبه بتطوير سلاح الطيران الهندوراسي. وحسب المجلة، سيقوم مجمع الصناعات الجوية الإسرائيلية، حسب الاتفاق مع هندوراس، بتحديث وتطوير الطائرات النفاثة والمروحية لسلاح الجو الهندوراسي، إلى جانب الاتفاق على بيع سفن رصد ودوريات لسلاح البحرية. وذكرت المجلة أن الرئيس الهندوراسي، خوان أورلاندو هيرن، هو الذي اختار مجمع الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليتولى مهمة تحديث الطائرات، مشيرة إلى أن البرلمان الهندوراسي أقر الصفقة، وهي بقيمة 209 ملايين دولار. وحسب الاتفاق، فإن إسرائيل ستطور طائرات هندوراس النفاثة من طراز "إف 5"، ومروحيات من طراز "بل 412"، إلى جانب تزويد سلاح البحرية بسفن " OPV".

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "ميكور ريشون" إن "سلطة الاختراعات والإبداع العلمي" الإسرائيلية وقعت الأحد الماضي على اتفاق تعاون مع "سلطة الاختراعات" التشيلية. ونوهت إلى أن الاتفاق مع "سلطة الاختراعات" التشيلية يكتسب أهمية سياسية خاصة، على اعتبار أن تشيلي تعد ضمن ما يعرف بـ"تحالف المحيط الهادئ"، الذي يضم كلاً من المكسيك والبيرو وكولومبيا وكوستاريكا. وأوضحت أن الاتفاق يعزز الواقع الاقتصادي الإسرائيلي، على اعتبار أن التعاون مع تشيلي يحسن من قدرة تل أبيب على اختراق أسواق دول "تحالف المحيط الهادئ"، التي يبلغ إجمالي ناتجها القومي ثلاثة تريليونات دولار، وهو ما يمثل 40 في المائة من الناتج القومي لكل أميركا اللاتينية، ما يجعل هذا التحالف ثامن أكبر اقتصاد في العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق نظم التعاون بين المؤسسات التي تعنى بالتطوير والاختراع، خصوصاً في مجال التقنيات المتقدمة في كل من إسرائيل وتشيلي.

ونوهت الصحيفة إلى أن التعاون بين الجانبين يركز على تطوير حلول تكنولوجية مشتركة لتحديات الصناعة التقليدية في كل من إسرائيل وتشيلي، بحيث تعتمد هذه الحلول بشكل أساسي على المصادر الطبيعية والزراعة. وأشارت إلى أن تشيلي معنية بالاستفادة من الخبرات الإسرائيلية في تحسين قدرتها على مواجهة التحديات التي تفرضها التحولات المناخية في أميركا اللاتينية، لا سيما الري في البيئة الصحراوية وتطوير استخدامات الطاقة الشمسية. وأشارت إلى أن إسرائيل تأمل أيضاً أن يعزز الاتفاق من فرصها للانخراط في الاقتصاد العالمي. ويتضح أن الاتفاق مع تشيلي يأتي ضمن تصور لتطوير العلاقات مع دول "تحالف المحيط الهادئ". فقد ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أخيراً أن الحكومة الإسرائيلية وضعت خطة شاملة لتعزيز العلاقات مع دول "تحالف المحيط الهادئ" يتم إنجازها على مدى ثلاث سنوات. وأشارت إلى أن الخطة تهدف إلى تقليص اعتماد إسرائيل على الاتحاد الأوروبي كشريكها التجاري الرئيس. يشار إلى أن عدداً من ممثلي دول في الأمم المتحدة، من ضمنهم عدد من ممثلي دول من أميركا اللاتينية، شاركوا قبل شهرين في جولة في إسرائيل نظمت بمبادرة من ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة الليكودي داني دانون. وقال دانون، في حينه، إن تنظيم الجولة يهدف إلى إقناع هؤلاء الممثلين بالتصويت لصالح تل أبيب في مجلس الأمن والأمم المتحدة. وتضمنت زيارة الدبلوماسيين جولة على الحدود مع قطاع غزة ومعاينة مناطق نفذ فيها مقاومون فلسطينيون عمليات.