رئيس الوزراء العراقي يمنع تنصيب مسؤول فُرض بقوة السلاح

رئيس الوزراء العراقي يمنع تنصيب مسؤول فُرض بقوة السلاح... من يكون؟

06 يناير 2019
شكّلت حكومة عبد المهدي مجلساً لمكافحة الفساد (Getty)
+ الخط -

بعد ساعاتٍ قليلة من إصدار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بياناً وصف بالأول من نوعه منذ تشكيل الحكومة الجديدة، أمر بموجبه بوقف إجراءات تنصيب مسؤول في سلطة الطيران المدني العراقي تمّ فرضه بقوة السلاح، أكدت مصادر حكومية عراقية أن الشخص المعني في بيان رئيس الحكومة هو أحد المقربين من مليشيا "حزب الله" العراقية، وأدين سابقاً بملفات فساد عدة في الحكومة العراقية السابقة برئاسة حيدر العبادي.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي بياناً في ساعة متأخرة من ليلة أمس السبت، ذكر فيه أن عبد المهدي أمر بإجراء تحقيق حول معلومات "تشير الى صدور أمر إداري من قبل مدير عام سلطة الطيران المدني، لتعيين إحدى الشخصيات بمنصب نائب مدير عام السلطة، تحت طائلة التهديد والتخويف"، مبيناً أنّ رئيس الحكومة "جمّد أمر التعيين، وعدّه غير نافذ، وأن يستمر العمل بالسياقات السابقة لحين إنهاء التحقيق".

وأضاف البيان أنّ "رئيس الحكومة وجّه باتخاذ الإجراءات الكفيلة، وإنزال أشد العقوبات، بحق كل من يستخدم التهديد أو يستغل سلطاته، لإرغام المواطنين أو مؤسسات الدولة على القيام بإجراءات مخالفة للقانون والنظام".

وشكّلت الحكومة العراقية، الأسبوع الماضي، مجلس مكافحة الفساد، الذي يعمل على اتخاذ الاجراءات الرادعة وتوحيد جهود الجهات الرقابية في سياق عمل جديد، للتصدي للفساد والمفسدين.

وحول ذلك، أكد مسؤول بالحكومة العراقية باتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن الشخص المعني في البيان هو زيد الوكيل، نائب رئيس سلطة الطيران المدني العراقي، المقال من منصبه بتهم فساد سابقة، وينتمي لمليشيا "حزب الله" العراقية، وتم إخراجه من منصبه نهاية حكومة حيدر العبادي السابقة.

وبحسب المسؤول، فإن الوكيل اقتحم يوم الخميس الماضي مقر سلطة الطيران المدني برفقة مسلحين من مليشيا "حزب الله"، وقام بالدخول إلى مكتب رئيس سلطة الطيران وإجباره على توقيع كتاب ينص على تعيينه نائباً لرئيس سلطة الطيران المدني العراقية.

ويتهم الوكيل بملفات فساد مالية وإدارية كبيرة، من بينها تلاعب بملف التوظيف في سلطة الطيران مقابل مبالغ مالية ومن دون اعتماد الضوابط المعمول بها وعقود وهمية وتلقي هدايا وعمولات من شركات خارجية ومحلية، عدا عن ملف زيادة رحلات الطيران بين العراق وإيران إلى الضعف، رغم عدم وجود جدوى اقتصادية من ذلك، ما أدى الى تكبد شركة الخطوط الجوية العراقية خسائر كبيرة.

ووفقاً للمصدر، فإن مسؤولين في سلطة الطيران المدني تمكنوا من مقابلة رئيس الوزراء بوساطة أحد أعضاء "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، وشرحوا له الاعتداء الذي تمّ وكيف أن زيد الوكيل عاد إلى منصبه بقوة السلاح وباقتحام أربعة مسلحين من مليشيا "حزب الله" مؤسسة رسمية عراقية بالسلاح وتهديد موظف أثناء عمله.

وتعد خطوة عبد المهدي الأولى من نوعها في إطار مكافحة الفساد، وقد أثنى عليها سياسيون، داعين إلى أن تكون بداية لفتح ملفات بقية الوزارات والدوائر الحكومية.

ويعد ملف الفساد من أخطر الملفات في العراق، حيث إنّه استشرى خلال السنوات السابقة في كافة مفاصل الدولة، ما دفع الشارع العراقي إلى الخروج بتظاهرات واسعة خلال فترة الحكومة السابقة، والتي وصلت إلى حد اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان، لكنّ الحكومة رغم ذلك لم تستطع القضاء على رؤوس الفساد.