السعودية وواشنطن... سفير بخلفية اقتصادية لتحريك العلاقات

السعودية وواشنطن... سفير بخلفية اقتصادية لتحريك العلاقات

21 أكتوبر 2015
سفارة السعودية بواشنطن لها أهمية كبيرة (فرانس برس)
+ الخط -



أصدر العاهل السعودي أوامر ملكية بتعيين عدد من السفراء حول العالم، أبرزها تعيين خالد العنقري (وزير التعليم العالي السابق) سفيراً في فرنسا، وعواد العواد ‏سفيراً في ألمانيا، والأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل ‏سعود سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة، فيما يأتي تعيين الأخير في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية ـ الأميركية حالة برود جديدة، تتمثّل بتغيّر مواقف الولايات المتحدة من قضايا كثيرة في المنطقة.‏

السفير السعودي الجديد في واشنطن، يأتي من خلفية صناعية واقتصادية. إذ أتم دراسته الجامعية كمهندس في المملكة المتحدة، ثم ‏التحق سنة 1975 بالعمل في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، المسؤولة عن أبرز مدينتين صناعيتين في المملكة.‏

وتكتسب سفارة السعودية في واشنطن أهمية مضاعفة بالنسبة للسعودية، بسبب التحالف الاستراتيجي بين البلدين منذ ثلاثينيات ‏القرن الماضي، حيث جاء استثمار الشركات الأميركية في النفط السعودي، والذي ترافق مع تفاهمات استراتيجية سياسية، جعلت ‏الولايات المتحدة الحليف الأقرب للسعودية إبان المد الناصري في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ولاحقا دعمت الولايات ‏المتحدة السعودية ضد الثورة الإيرانية، والتهديدات العراقية لدول الخليج، حيث قادت أميركا تحالفا دوليا لتحرير دولة الكويت ‏‏1991.‏

هذه العلاقة الاستراتيجية لم تخلُ من لحظات عصيبة، يمكن اعتبار أبرزها الموقف السعودي من الحرب العربية ـ ‏الصهيونية في 1973، حيث أعلنت المملكة وقوفها مع الدول العربية وقطع إمدادات النفط، ما أثّر سلباً على العلاقات السعودية ‏‏ـ الأميركية.‏

لكن الشرخ الأكبر في هذه العلاقة، كان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث نفذ العمل 15 سعودياً من بين 19 انتحارياً، ما ‏تسبّب بأزمة سعودية ـ أميركية واتهامات للسعودية بالوقوف وراء الحادث، بحكم العلاقات ما بين زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن ‏لادن، والاستخبارات السعودية، إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان.

إلا أن المحاكم الأميركية برّأت رئيس الاستخبارات السعودية ‏الأسبق، الأمير تركي الفيصل، وأعضاء آخرين في العائلة المالكة السعودية، من أي صلات بأحداث سبتمبر.‏

اقرأ أيضا: القمة السعودية الأميركية: ترميم العلاقات وحسم ملفات المنطقة الشائكة

اليوم تعيش العلاقات السعودية ـ الاميركية حالة برود جديدة، تتمثل بتغيّر مواقف الولايات المتحدة من قضايا كثيرة في المنطقة، من أبرز هذه ‏القضايا الموقف من التحول الديمقراطي في العالم العربي إبان ثورات الربيع العربي، كذلك الاتفاق النووي الإيراني أخيراً. 

‏وقد أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لقادة الخليج، في قمة كامب ديفيد، مايو/ أيار 2015، بأن الخطر على الخليج يأتي من داخل هذه ‏الدول لا من إيران، وطالب قادة هذه الدول بتبني إصلاحات ديمقراطية واسعة، ما أدخل العلاقات الخليجية (خاصة السعودية) ـ ‏الأميركية في حالة تأزم.‏

من هو السفير الجديد؟

وولد الأمير فيصل بن عبد الله بن تركي في الطائف سنة 1951، ووالدته هي الأميرة لولوة بنت عبد العزيز، أخت ملك المملكة ‏سلمان بن عبد العزيز. ‏

تدرّج الأمير عبد الله بالعمل في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، حتى أصبح رئيسا لها في الفترة ما بين 1991 و2000.‏

في سنة 2000، تأسست الهيئة العامة للاستثمار، حيث أصبح رئيسا لها بمرتبة وزير، حتى 2004، حيث ترك المنصب. يترأس ‏الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي الشركة السعودية الإيطالية للتطوير، والتي تأسست سنة 2009 من أجل توفير الدعم للشركات ‏الصغيرة في السعودية.‏

ويشغل الأمير عبد الله بن فيصل المنصب بعد تولي السفير السابق في السعودية، عادل الجبير، وزارة الخارجية في المملكة، ‏والذي سبقه الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية، لعقدين ونصف، في الفترة ما بين 2005 و2007. والذي جاء ‏بدوره بعد الأمير بندر بن سلطان، والذي شغل منصب سفير السعودية في واشنطن بالفترة ما بين 1983 و2005.‏

اقرأ أيضا: لائحة أميركية بأهداف لـ"داعش" خارج العراق وسورية

المساهمون