بحر أضاع عنوان بيته

بحر أضاع عنوان بيته

25 نوفمبر 2016
رضا درخشانی/ إيران
+ الخط -

العرض والطلب
کلّ صباحٍ
أصطحب إلى الدائرة نمراً
کي يلتهم رئيسي

کلّ مساء
يعود بي النمر
إلی البيت مأکولاً

وکلّ ليلةٍ
أقدّم طلبًا
لنمرٍ جديد.


***

درّاجة
لأنـَّه کان صادقًا
مع مزهريَّته
ذهبتْ لتأتي له بالغابة والمطر
ولأنه کان متوحدًا
مع نافذته
أهدتـه ببغاء
ولأنـَّه
کان مبتسما لجارته
ملأتْ کأسه بحليب ساخن
فرکب درَّاجته
وذهب باحثا
عن لا أدري.


***

أغنية علی شرفة الصيف
إذا جاء البحر
لا تقولي
اخلعْ موجاتك وادخل
فالبحر بلا موج ٍ
طفلٌ أضاع عنوان بيته

إذا جاءت الغيمة
هنئيها على فستانها الصيفي المطير

إذا انحنت الصفصافة
على شرفتكِ
انشري ابتسامتك يماماتٍ لها

وإذا رنّ الهاتفُ
اعلمي
هناك رجلٌ يغنّي
اسمه: أنا
عنوانه: أنتِ.


***

الشجرة المرأة القصيدة
أقتلُ کلّ المسيئين
إلى الشجرة والمرأة والقصيدة
أمسك بجلباب المدينة
وأقذفها وراء الجبال کي تموت من البرد
فکم انتظرتُ
انتظرتُ
أن تطلق المئذنة
عصافير وفراشاتٍ وشرابًا طهورًا
في دنيانا
لکنها تواطأت
وأسدلت الستائر على أسماء المطلوبين
في مهرجان لا ينتهي

ولهذا
سأشتري من الأفلام الأميرکية
بندقية وبارود
وحصانًا وحزامًا مرصعًا بالرصاص
وقليلاً من جان وين

وإذا لم يف بالغرض
أعيروني قبعةً سحريةً
کي أغيب خجلاً
عن وجه الشجرة والمرأة والقصيدة.


***

حُبٌّ من ألف عام
سيـدة الحرير
عيونكِ
تغزل ربيعا صغيرًا
لوجنتـَيْ
أنتِ كتاب الصنوبر
بآلاف الأوراق
بمفردة واحدة
حُـبٌّ حُـبٌّ حُـبٌّ
بلا نهاية

أريد أن اُكلمكِ عن الحُبِّ
تعالـَيْ بثيابك الكرديَّة
فعيون حسرتي
مُسَمَّرة على الباب
تحيك الضجر

تعالـَيْ...
ففي هذه الليلةِ
عيوني بندقية ٌ
تتمنـَّى غزالاً

اصعدي السُّــلـَّم المنتظر
وامسحي بمنديلك
جبين القمر الغارق
في الحُمَّى
فإنه يبحث عنك
في خواطره
كجادةٍ زرقاء
أو درَّاجةٍ
في زقاق طفولته

قولي امطرْ
لأمطر كغيمة
قولي احترقْ
لأحترق كنخلة
وقولي كنْ مُراً
لأحلو
مثل غابة البلـُّوط

تعالـَيْ
وضعي شفاهك
على جبيني:

- الله يا موسى
ما هذه الحُمَّى؟!
يفترض أن تكون ميتًا
من ألف عام.

***

زحمة سير في الحمراء
كلماتٌ دهستها العجلات
كلمات تموءُ
تنبحُ، تزقزقُ، ترفرفُ،
تنبضُ بالبحر، تزأر بالغابات
كلمات تتسول
كلمات تبيع
كلمات تسرق
كلمات تهذي
كلمات تتأبط شرًا
كلمات ترتدي ثياب الشعراء
وكلمات تعشق
كلماتِ الله الزرقاء
على أرصفة الحمراء.


***

الذكرى العبقة
الخريف يغنـّي
وشـجرة جارتنـا
تمطر عصافير
لسـتِ فـي الدار
بسمتكِ
اختفت عن الرّف
والألبومُ
سلَّم صورتكِ إلى النـَّوم

أخاف أن أفتح النافذة
فتقفــز ذكراكِ خارجاً

إيَّاك أعني
أيتها الجالسة
في زجاجة العطـْر.


* شاعر ومترجم من إيران والقصائد هنا مكتوبة مباشرة باللغة العربية 

دلالات

المساهمون