"يلّا غزة": القطاع بعيون مخرجين أجانب

"يلّا غزة": القطاع بعيون مخرجين أجانب

28 نوفمبر 2023
من فيلم "إيراسموس في غزة" (IMDb)
+ الخط -

تحت عنوان "يلّا غزة" تزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر/تشرين الثاني)، تنظم منصة فلسطين الثقافية (المنصة) ومسرح وسينماتك القصبة، بالشراكة مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، فعالية سينمائية تضامنية لعروض أفلام أنجزها مخرجون أجانب، تتواصل حتى العشرين من ديسمبر/كانون الأول 2023.
تحمل الفعالية عنوان فيلم الافتتاح، "يلّا غزة" (2023)، للمخرج الفرنسي رولان نورييه، في أول عرض له في المنطقة العربية، وهو الأحدث إنتاجاً من بين الوثائقيات الأجنبية حول قطاع غزة.
تضم فعالية "يلّا غزة" سبعة أفلام، بواقع عرضين أسبوعياً، تتواصل على مدار قرابة الشهر في سينما القصبة بمدينة رام الله،  ويُعرض فيها أفلام صنعها مخرجون من الولايات المتحدة الأميركية، وبلدان أوروبية عدّة، وأُنتج معظم هذه الأفلام بعد عام 2010.

ومن بين هذه الأفلام، إلى جانب إلى عرض الافتتاح: "طريق السموني" (2018) للمخرج الإيطالي ستيفانو سافونا، و"قفزة أخرى" (2019) للمخرج الإيطالي إيمانويل جيروسا، و"غزة" (2019) للمخرجين الإيرلنديين غاري كين وأندرو ماكونيل، و"نادي ركوب الأمواج" (2016) للمخرجين الألماني فيليب غنادت والألماني المصري ميكي يمين.
وتعرض الفعالية، أيضاً، فيلم "غيتو غزة: صورة لعائلة فلسطينية" (1984) للمخرجين السويديين بير ــ آكي هولمكويست وبيير بيوركلوند والمخرج الأميركي جوان مانديل، وهو وثائقي يتمحور بالأساس حول حياة عائلة فلسطينية كانت تعيش في مخيم جباليا للاجئين، وقتذاك.


وتختتم "يلّا غزة" في العشرين من الشهر المقبل، بفيلم "إيراسموس في غزة" (2022) في أول عرض له في فلسطين، ومن أوائل العروض له في المنطقة العربية، وهو من إخراج الإيطالية كيارا أفيساني والإيطالي ماتيو دلبو، والأخير كان من بين صانعي فيلم "قفزة أخرى تكفي".
يوثق "إيراسموس في غزة" الطريق التي سار عليها جرّاح إيطالي طموح، يُدعى ريكاردو كوراديني، هو أول طالب على الإطلاق ضمن برنامج التبادل "إيراسموس". عُرض عدد من المهرجانات السينمائية الدولية العام الماضي والحالي، وحاز عدداً من الجوائر. لا يصور العمل تجربة كوراديني فحسب، بل ينقل أيضاً إحساسه الذي يعكس ما قد يعتمل داخل جيل بأكمله من الأوروبيين، أي إحساس أن تعيش كالسجين في منزلك تحت التهديد المستمر بالقصف.
بالنسبة لمخرجي الأفلام والجهات المنتجة والموزعة لها، فإن "يلّا غزة" فعالية يعبّرون من خلالها عن تضامنهم مع فلسطين، وخاصة قطاع غزة. كما أنّها بمثابة سردية تواجه سرديات الاحتلال بعيون سينمائية محايدة، وثقت ما رأته في القطاع المحاصر على مدار عقود.
تدحض هذه الأفلام الروايات الصهيونية المضللة الساعية إلى تكريس أن العدوان على الشعب الفلسطيني يعود إلى ما حصل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. تظهر هذه الأعمال ما يعانيه قطاع غزة بسبب الحصار الذي بدأ قبل 16 عاماً، إلى جانب الاعتداءات المتواصلة عليه.

بدوره، يشير المدير التنفيذي لمسرح وسينماتك القصبة، سامر مخلوف، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أن "تنظيم هذه الفعالية في مسرح وسينماتك القصبة، بالشراكة مع المنصة وبالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، يأتي في ظل أوضاع فلسطينية غير مسبوقة، تتمثل في العدوان الهمجي على قطاغ غزة. وجاءت إقامة هذه العروض لقناعتنا بأن دورنا كمؤسسات ثقافية، يكمن في تسليط الضوء على الطريقة التي ينقل فيها مخرجون عالميون صور غزة من جوانب عدة ومختلفة إلى العالم، ليؤكدوا عبر عروض أفلامهم هذه في مهرجانات سينمائية دولية ومنصات عالمية، أن الشعب الفلسطيني يعاني منذ 75 عاماً، بسبب سياسات الاحتلال من قتل وتدمير، وكيف أن غزة تحولت إلى سجن كبير، منذ فترة طويلة، وليس بدءاً من السابع من أكتوبر".
يلفت مخلوف إلى أنّ من بين أهداف فعالية "يلّا غزة"، عرض للجمهور الفلسطيني ولغير الفلسطينيين المقيمين في رام الله وغيرها من مدن الضفة الغربية، هذه الصورة التي جابت ومن المقرر أن تجوب العالم بعيون أجنبية حول غزة. يقول: "هذه فعالية تضامنية لصنّاع الأفلام، لأن وصف التضامن لا ينطبق علينا نحن الفلسطينيين، فلا يتضامن الواحد منّا مع نفسه، لذا نسعى، عبر هذه الفعالية، إلى أن نكون جزءاً من الحراك الفلسطيني والعربي والدولي الرامي لتعميم الرواية الفلسطينية التي تعاني من حرب إبادة هي الأخرى، ليس فقط من الاحتلال، بل من جهات مختلفة حول العالم، وهو ما يتآلف مع الدور الكبير والمؤثر لأبطال وسائل التواصل الاجتماعي من فلسطينيين ومتضامنين مع فلسطين، ولإعلاميين فلسطينيين وعرب وأجانب انحازوا للحقيقة رغم كل الصعوبات، فساهموا في تغيير الصورة النمطية عن الشعب الفلسطيني، وهو ما فعله مخرجون ومنتجون فلسطينيون وعرب، وأجانب أيضاً، بعروضهم الإلكترونية المتاحة للعالم".
يضيف: "عبر فعالية "يلّا غزة"، نحن نتجند لنكون جزءاً من هذه المعركة، آملين نجاحها في المساهمة بتحفيز وشحذ همم من يستطيع للانخراط في هذه المعركة ما بين الحقيقة التي نمثلها نحن الفلسطينيون والتزوير والكذب الذي يمثله الاحتلال ومؤيديه".

المساهمون