لبنان: منع مراسلة "الجديد" من دخول القصر الجمهوري

لبنان: منع مراسلة "الجديد" من دخول القصر الجمهوري والقناة تقاطع

16 سبتمبر 2021
ربطت المراسلة بين طلب القصر الجمهوري وإشكال قديم (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

تلقت قناة "الجديد" اللبنانية قراراً رسمياً من قصر بعبدا الجمهوري يقضي بمنع مراسلتها، ليال سعد، من الدخول إلى القصر لتغطية نشاطات الرئيس، ميشال عون، وتم نصحها بانتداب زميلٍ آخر.

وردّت القناة بالرفض التام، معلنةً مقاطعة إرسال مندوبين إلى تغطية نشاطات قصر بعبدا والاكتفاء بما يرد على الإعلام الرسمي "إذا كان له من ضرورة" وسلك طريق القضاء.

وقالت قناة "الجديد" في بيان: "يسرنا أن نبلغ بدورنا قصر بعبدا أن قناة الجديد ليس لديها أي فرع آخر ولن تنتدب أي زميل ينوب مكان ليال سعد مع أن زملاء عديدين من الكفاءات المهنية العالية هم قادرون اليوم على التغطية وتعبئة الهواء بأفضل ما يتمتعون بخبرات في هذا المجال على مدى سنوات، والأمر لم يعد يتعلق ببديل بل هي معركة أصبحت في صلب الحريات وتحويل بعبدا إلى أداة لقمع الكلمة والوجود".

ونصحت قناة "الجديد" في هذا المجال، بـ"تعديل بنود البيان الوزاري (أقرّه مجلس الوزراء اليوم) ليضمن فقرة عن هذا القمع المدمر الذي لا يتقبّل إلا الصورة النمطية التقليدية على شاكلة يحيا الزعيم المفدى".

وأضافت في بيانها: "بناء على قرار بعبدا تؤكد الجديد حرصها على كرامة الزملاء في عبارة واحدة يعرفها الرؤساء قبل مستشاريهم: ليال سعد أو لا أحد، وأمام حالة منعنا هذه فإن الجديد تجد نفسها مضطرة إلى رفع دعوى قضائية ضد المعنيين في قصر بعبدا والذي يعُتبر قصراً لكل الشعب"، مشيرة إلى أن "القانون لم يحظر على مواطن لبناني الدخول إلى أي مؤسسة رسمية إلا تلك التي غير المتاح الدخول لها لمقتضيات الأمن القومي".

وأوضحت ليال سعد في مداخلة عبر القناة أن "منعها الدخول إلى قصر بعبدا لتغطية جلسة مجلس الوزراء برئاسة الرئيس عون اليوم المخصصة لإقرار مسودة البيان الوزاري يعود إلى إشكالٍ حصل بتاريخ 21 أغسطس/آب الماضي في القصر"

وتابعت أنها "كانت تقوم بعملها بشكل طبيعي وتحضر لنقل بيان معين إذ سألت عدداً من الزملاء حينها "عون بدو يحكي" من دون أن تستخدم أي ألقاب فسارع مسؤول أمني في الحرس الجمهوري لمهاجمتها واعتدى عليها لفظياً علماً أنها على حدّ قولها لم تكن في رسالة مباشرة أو موجهة إلى أي مسؤول أمني أو إعلامي في القصر بل كانت تطرح السؤال في جلسة بين الزملاء".

وأضافت سعد: "يومها لم أغادر قصر بعبدا وحصلت اتصالات أيضاً تقدمت لي بالاعتذار عن ما حصل واليوم وبعد شهرٍ على الحادثة منعت من الدخول وتبلغت إدارتي أنه من الأفضل إرسال مراسل آخر غيري". وتحدثت ليال عن كيف تمت عرقلة مسارها اليوم عبر بوابات الأمن والتفتيش لحين منعها تماماً من الدخول وتغطية وقائع الجلسة.

وهذه ليست أول مرة يمنع فيها مراسل من التغطية في قصر بعبدا الجمهوري نتيجة مواقف معينة ضدّ الرئيس عون، سواء نابعة منه شخصياً أو على صعيد المحطة التي يعمل فيها أو بسبب نزع صفته الرسمية عنه والاكتفاء باسمه من دون لقبه. ومنها مثلاً منع مراسل قناة "أم تي في" نخلة عضيمي في 31 أغسطس/آب 2020 من دخول القصر لمواكبة الاستشارات النيابية الملزمة بحجة أن "القناة هاجمت رئيس الجمهورية ونزعت صفته الرسمية وتمادت بشتمه".

يومها سلكت "أم تي في" بدورها طريق القضاء الذي أبطل قرار رئاسة الجمهورية والزمها الرجوع عنه والسماح لفريق عمل المحطة بدخول الأماكن المخصصة للإعلاميين في القصر الجمهوري وفق الآلية المعتمدة مع غيرها من المؤسسات فما كان من قصر بعبدا إلا أن تقيّد بمضمون القرار القضائي.

واستنكر تجمّع نقابة الصحافة البديلة منع ليال سعد من دخول قصر بعبدا، وشدد على أنه بمثابة انتهاك سافر للحريات الإعلامية التي يكفلها الدستور والقوانين المرعية الإجراء.

وعبّر التجمّع عن "رفضه تصفية الحسابات السياسية مع المراسلين والصحافيين عبر صدِّ ابواب المقار الرسمية ومنها مقر رئاسة الجمهورية، فهذا لا يعكس إلا نهجاً قمعياً في دوائر القصر"، مؤكداً أن "المقرات الرسمية ليست ملكاً لساكنيها ولا مسرحاً للأمنيين والمستشارين فيها كي يقرروا من يدخلها ومن لا يدخلها من الصحافيين".

من جهته أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أنه "في تاريخ سابق، وخلال وجود سعد في قصر بعبدا، صدر عنها كلام مسيء ونابٍ بحق رئيس الجمهورية، وذلك خلال حوار بينها وبين الإعلاميين الموجودين في القصر، على الأثر، طُلب إلى إدارة محطة الجديد استبدال الإعلامية سعد بممثل آخر عن المحطة لتغطية أخبار الرئاسة. وتم بالفعل إرسال مندوبين آخرين طوال الفترة الماضية، من دون أي إشكال".

وقال المكتب في بيان: "بتاريخ اليوم، أعيد إبلاغ إدارة المحطة باستمرار التدبير نفسه لجهة إرسال مندوب غير الإعلامية سعد، في انتظار معالجة تداعيات الإساءة التي نتجت عن الكلام الذي صدر عنها بحق رئيس الجمهورية، إلا أن المحطة أصرت على إرسال الإعلامية سعد لتغطية جلسة مجلس الوزراء اليوم خلافاً لما كانت أبلغت به إدارة المحطة. وعليه، طُلب إلى الإعلامية سعد مغادرة القصر ريثما تتم معالجة ما حصل سابقاً".

المساهمون