يعود خبر تكريم وإقامة حفل للمطربة اللبنانية فيروز في الرياض إلى الواجهة، وسط احتفاء جماهيري برفضها الحضور في العاصمة السعودية. القصة بدأت قبل عامين، عندما حاولت هيئة الترفيه السعودية الاتصال بعدد من الفنانين، محاولةً أن تعرض عليهم المشاركة في فعاليات الرياض الفنية، وتلقّيهم التكريم هناك.
قَبِل عددٌ من الفنانين الطرح السعودي، وزاروا المملكة وأحيوا فيها حفلات وكُرّموا. من أبرز هؤلاء، نجاة الصغيرة، التي ظهرت في حفل الجوائز "جوي أووردز" (أقيم في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني في الرياض).
قبل أسبوع، صرّح الفنان اللبناني غسان الرحباني أن فيروز رفضت عرضاً للغناء في المملكة العربية السعودية. كلام الرحباني جاء عبر إذاعة "شام أف أم"، وتناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين انقسموا في أي صف يقفون؛ فبعضهم رأى أن على فيروز قبول العرض السعودي، وآخرون كانوا أكثر تشدداً؛ إذ شنّوا هجوماً على منظمي الحفل، مشيرين إلى أن ظهور فيروز سيسيء لقامة فنية اختارت البعد عن الأضواء بإرادتها أمام ما يسود عالم الفن والغناء اليوم، وهذا من شأنه أن يحافظ على صورتها أيقونةً فنية عربية.
في الأول من سبتمبر/أيلول 2020، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيروز، ومنحها وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أرفع تكريم رسمي في فرنسا، لكنّ ردات الفعل يومها جاءت موحدة نوعاً ما، قياساً بما يحصل اليوم أمام عرض التكريم السعودي، على اعتبار أن رئيس دولة كبرى هو من حضر إلى منزل فيروز، وبشروطها، ما اعتُبر أنها كرّمت ضيفها في هذا اللقاء، وليس العكس.
باختصار، تؤكد المعلومات أن لجنة الترفيه السعودية اتصلت بمحامي فيروز، وطلبت موعداً للقاء يجمع بين ابنتها ريما الرحباني وأصحاب "العرض". استفسر المحامي عن الأسباب، المتمثلة بالرغبة في دعوة فيروز لإقامة عرض في الرياض. وكانت الإجابة أن فيروز لن تحيي حفلات في الوقت الحاضر، وهي ترفض كل العروض التي تصلها.
كان من المفترض أن يقفل باب المزايدات، خاصةً أن لا تصريح ولا بيان رسمياً أصدرته هيئة الترفيه ينفي أو يثبت صحة المعلومات التي لا تزال حتى اليوم مجرد "تداولات" في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ هيئة الترفيه التزمت الصمت، وكذلك المكتب الرسمي لفيروز، فيما حاولت ريما الرحباني الإيحاء، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن لا حفلات في المملكة ولا خارجها، وكل ما يجري تداوله هو مجرد تحليلات تخص أصحابها، ما دام لا يوجد بيان ولا تصريح رسميّ بهذا الشأن.