فلسطينيات يمرّرن رسائل عبر أفلام الأنيميشن

فلسطينيات يمرّرن رسائل عبر أفلام الأنيميشن

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
10 مارس 2021
+ الخط -

لم تعُد اللُغة والكلام حِكرًا على الناطقين فحسب، إذ عبَّرت الفلسطينية هبة أبو جزر ومعها عدد من الفتيات ذوات الإعاقة السمعية في قطاع غزة، عن أزماتهن، عبر أفلام كارتونية صنعنها وفق تقنية "الأنيميشن"، التي يعتبرنها أداة الوصل الأقرب بينهن وبين مختلف الفئات المُتلقية.

تحاول الفتيات عبر أفلام الأنيميشن، التي صنعنها بأدوات بسيطة، أن تعكس واقعهن، عبر تحريك الرسوم، التي يُعبرن من خلالها عَمّا يجول في صدورهن، لتروي الصورة والألوان والنص المكتوب، ما عجزت ألسنتهن عن البوح به.

تنوعت المواضيع التي طرحنها هؤلاء الفلسطينيات ضمن الأفلام التي اشتركن في رسمها وتحريكها، إذ تناولت التمييز الواقع بحقهن، والتنمر الذي يتعرضن له بشكل يومي، إلى جانب عدم قدرتهن على الحصول على فرص مناسبة للعمل وفق شهاداتهن وتخصصاتهن الجامعية، وغيرها من القضايا، وليس آخرها تعرضهن للمضايقات خلال تعاملهن بلغة الإشارة الخاصة بهن.

وتمُر عملية صناعة الأفلام الخاصة بالفتيات اللواتي يُتقِنّ فن الرسم، في مجموعة مراحل، تبدأ برسم الشخصيات وأبطال الفكرة المُراد تنفيذها، ومن ثم تصويرها فوتوغرافيًا، تمهيدًا للبدء بتحريكها وفق برامج مخصصة للانيميشن والتحريك الإلكتروني، تتلوها عملية الإلقاء الصوتي، لإضافة النص الذي يكتبنه الفتيات لتغذية الفكرة المُستهدفة. تناولت قصة فيلم "ليش لأ" الذي أنتجته الفلسطينية هبة أبو جزر، برفقة زميلاتها، حكاية فتاة من ذوات الإعاقة السمعية، توجهت إلى أكثر من مؤسسة للحصول على فرصة عمل، إلا أنها تتعرض بشكل مستمر للرفض أو المماطلة. 

وفي أحد الأيام تلقت رسالة على هاتفها المحمول، تفيد بحصولها على وظيفة، وذهبت سعيدة للمكان، إلا أنها فوجئت بأن فرصة العمل عبارة عن عاملة تنظيف، ما سبب لها صدمة، لكن والدتها قررت تنظيم حملة لدعم الفتيات ذوات الإعاقة السمعية، مفادها أن من حقهن العمل في تخصصاتهن وفق الشهادات التي يحملنها. توضح أبو جزر وهي خريجة تخصص تكنولوجيا إبداع، عبر مُترجمة لُغة الإشارة داليا أبو غفرة، أن الفيلم مر بمراحل عديدة، تم خلالها تقسيم الأدوار بين الفتيات المُشاركات، إذ تم تجهيز الأدوات والأوراق والألوان، وتحديد الشخصيات، وتجهيز الخلفيات وتحريكها عن طريق برامج الهاتف، مع العناية بلغة الإشارة، إلى جانب الحفاظ على ملامح الشخصية والتي تُبدي السعادة أو الحزن.

وتهدف المنتجات المرئية إلى تسليط الضوء على قضايا الفتيات ذوات الإعاقة السمعية، وإيصال صوتهن للمجتمع للمساعدة في الحصول على حقوقهن وفق حديث أبو جزر لـ "العربي الجديد".

وبعد سلسلة من الأنشطة والمراحل التي تم تنفيذها داخل "مركز همم الشبابي"، بدأت بمرحلة استخراج القصص المُراد تقديمها للمجتمع، وإنتاج الشخصيات الكارتونية، وعمل الخلفيات والأرضيات الخاصة بالأفلام، ومن ثم مرحلة إسقاط الصوت، تجهيزًا إلى عرض الأفلام على الجمهور. أما فيلم "أنا بحكي عنها" فقد طرح قضية أخرى، تمثلت في عدم قدرة الفتيات على استخدام لغة الإشارة بأريحية في الشارع، إذ يتعرضن بسببها إلى الاستهزاء أو التنمر، فيما عكس أهمية تقبل تلك اللغة على اعتبارها لغة مثل أي لغة أخرى، تستخدمها شريحة هامة من شرائح المجتمع.

وعن رسالة الفيلم توضح إسلام خطاب 27 عامًا، تخصص تكنولوجيا إبداع، من الجامعة الاسلامية، والتي شاركت في إنتاجه بمساعدة عدد من زميلاتها، أنه يحاول التأكيد على حق الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في الانخراط بالمجتمع، والتواصل فيما بينهم وبين الآخرين بلغتهم، والتي يجب على الجميع تعلمها، لتسهيل عملية التواصل. أما مدربة الرسوم المتحركة في مركز "همم الشبابي" حنين كُراز فتشير إلى أن المشروع جاء لتمكين الفتيات ذوات الإعاقة السمعية من إنتاج أفلام كارتونية تُحاكي قضاياهن ورسائلهن وقصصهن مع المجتمع، وقد انعكست مشاركتهن بالإيجاب على حالتهن النفسية، حين تمكن عبر منتجاتهن المرئية من التعبير عن أنفسهن.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

أكدت كاثرين راسل على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في استشهاد أكثر من 13 ألف طفل، وإصابة عدد لا يحصى من الأشخاص.
الصورة

مجتمع

صرح المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر، أن 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة يعانون من الجوع والخوف، ويواجهون خطر هجوم إسرائيلي.
الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ليس بهدف تلقّي العلاج إنّما كمتطوّع في ظلّ الحرب.
الصورة

مجتمع

قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الخميس، إنّ قوات الاحتلال تقتل حوالي 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة فيما يعيش 43,349 طفلاً دون والديهم أو دون أحدهما..

المساهمون