"البحر إلنا"... استراحة صديقة للبيئة على شاطئ بحر غزة

"البحر إلنا"... استراحة صديقة للبيئة على شاطئ بحر غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
09 مارس 2021
+ الخط -

اختار الشاب الفلسطيني علي مهنا ومجموعة أصدقائه المكونة من سبعة أفراد، تأسيس استراحة ذات طابع فني لكسر الشكل المعتاد للاستراحات الموجودة على شاطئ البحر في قطاع غزة، وتعزيز الثقافة البيئية المدمجة بالأعمال الفنية.

أطلق الشبان الفلسطينيون على استراحتهم الواقعة في منطقة الشيخ عجلين جنوب غربيّ مدينة غزة، اسم "تعاونية البحر إلنا"، وأسسوا الجزء الأكبر منها بجهودهم الفردية، إضافة إلى تمويل لدعم مبادرتهم من إحدى المؤسسات المحلية.

اعتمد مهنا (32 سنة)  وفريقه على النفايات الصلبة التي حصلوا عليها من مخازن بلدية غزة، وبعض الشركات المحلية، واستغلوها بشكل يحافظ على البيئة من مخاطر بقائها مكدسة، أو عدم تحللها. خلال بناء مرافق الاستراحة، استخدم الفريق قرابة 270 طناً من النفايات الصلبة، التي تتنوع بين أعمدة خشبية متهالكة أو غير مستخدمة، وإطارات سيارات وشاحنات مختلفة.

يقول قائد فريق تعاونية "البحر إلنا"، علي مهنا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفكرة بدأت برغبتنا في حماية البحر من الأعمال التي يقوم بها المصطافون، ووظّفنا العروض المسرحية والحكواتي والزجل الشعبي بما يعزز المسؤولية المجتمعية تجاه الشاطئ. الاستراحة تختلف عن باقي الأماكن السياحية الأخرى، إذ تضم مكتبة، ومسرحاً، وقاعة للفعاليات، ومساحات مفتوحة تمكن روادها من تنظيم أو ممارسة أنشطة متنوعة".

وتشهد التعاونية فعاليات وأنشطة شبه يومية ينفذها طاقم العمل، أو فرق شبابية، وتتنوع بين أعمال فنية، وأنشطة تفاعلية على الشاطئ، وتستهدف مختلف الفئات العمرية، مع التركيز على الشباب والأطفال.

يطلق مهنا على نفسه لقب "طبيب البحر"، ويرتدي هو وفريقه ملابس الأطباء، ويعود سبب ذلك إلى رغبة والدته في أن يكون طبيباً، وهو الأمر الذي لم يتحقق، ويشير إلى أنّ "الفريق يوظف الفن لتعزيز الوعي بمخاطر النفايات الصلبة، وانعكاساتها على البحر، وضرورة الاهتمام به، باعتباره المتنفس الوحيد لأكثر من مليوني مواطن يعيشون في القطاع المحاصر، والذي يواجه ظروفاً اقتصادية واجتماعية قاسية".

وقالت عضو التعاونية، هناء الغول، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفريق واجه تحديات عدة خلال فترة تأسيس الاستراحة، أبرزها التمويل، والنظرة المجتمعية، إلى جانب القدرة على تنفيذ الأنشطة. اخترنا شكلاً مختلفاً لرسوم الدخول، والاستفادة من الخدمات لا يعتمد على المقابل المالي، بل الحصول على نفايات صلبة، أو إطارات سيارات، أو عبوات المشروبات الغازية المعدنية، أو التطوع لتنفيذ الأنشطة المجتمعية على شاطئ بحر غزة".

يعمل فريق  تعاونية "البحر إلنا" على تحويل النفايات الصلبة إلى أشكال فنية وتحف ولوحات للعرض داخل الاستراحة، أو تعليم أصحابها كيفية الاستفادة من المواد البلاستيكية والمعدنية في المنزل بطريقة تضمن عدم تكدسها، ويطمحون إلى بناء مدينة صديقة للبيئة من النفايات على الشاطئ تكون نموذجاً سياحياً وبيئياً يمكن أن يقلده رواد البحر.

ذات صلة

الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة
فلسطينيون وسط دمار خانيونس - 7 إبريل 2024 (إسماعيل أبو ديه/ أسوشييتد برس)

مجتمع

توجّه فلسطينيون كثر إلى مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة لانتشال ما يمكن انتشاله من بين الأنقاض، وسط الدمار الهائل الذي خلّفته قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

مجتمع

طالبت عشرات المنظمات الحقوقية بالتحقيق فيما حدث منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى هذه اللحظة ضد النساء الفلسطينيات وتوفير الحماية اللازمة لهن وللمدنيين عموماً.

المساهمون