عوالم المخابرات والفساد تغري شركات الإنتاج العربية

عوالم المخابرات والفساد تغري شركات الإنتاج العربية

28 مايو 2022
تعاون مرتقب لسامر رضوان مع التلفزيون العربي (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن المنتج السوري المقيم في دبي إياد النجار يتوقّع أكثر من ما حققه مسلسل "كسر عضم"، من كتابة علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي. الرجل الذي عرف كيف يحرّك مياه الدراما السورية قبل نحو عقد في مسلسل "الولادة من الخاصرة"، من تأليف سامر رضوان وإخراج رشا شربتجي أيضاً، أرسى قاعدة أساسية لهذا النوع من الدراما القائمة على التشويق ورجال المخابرات والفساد.

وأكمل رضوان بعد نحو عشر سنوات من تقديمه "الولادة من الخاصرة" مسيرته ضمن الخط نفسه، عندما قدّم مشروع "دقيقة صمت" لشركة "سيدرز آرت برودكشن" (الصبّاح) اللبنانية التي اختارت مشاركة الإنتاج السوري مع شركة "إيبلا الدولية" في تنفيذ المسلسل. آنذاك، اختير المخرج التونسي شوقي الماجري (1961 - 2019)، اعتماداً على خبرته بالمشهد السوري، لتنفيذ "دقيقة صمت". حقق المسلسل عام 2019 أعلى نسبة مشاهدة على الفضائيات العربية والمحطات السورية. واستطاع سامر رضوان أن يقدّم صورة وافية عن الفساد المستشري في النظام السوري، وأنهى الأحداث بطريقة مهينة جداً للنظام، علماً أنه كاتب سوري معارض، خرج من بلاده قبل اندلاع الثورة السورية، ولجأ إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

على الرغم من الانتقادات التي طاولت مسلسل "كسر عضم"، والسباق على الانتهاء من التصوير الذي استمرَّ حتى أيام العرض الأخيرة، فإن المخرجة رشا شربتجي أعلنت أنها لم توافق على تقديم جزء ثانٍ منه. وأوضحت أن أمامها مشاريع كثيرة، معتبرة أن "كسر عضم" أصبح وراءها، وأنها تسعى إلى محتوى جديد. لكن تصريحات رشا شربتجي لم تقلل من رغبة كتّاب الدراما في سورية وبعض الدول العربية في إنجاز هذا النوع من المسلسلات.

وتؤكد معلومات لـ "العربي الجديد" أن شركات الإنتاج ستحاول اللعب على سيناريوهات لا تخلو من طرح قضية الاستخبارات والفساد، كما رأينا في السنوات الأخيرة، وهو ما سيظهر لاحقاً على مفكرة الأعمال الدراميّة المُفترَض أن تلحق بموسم رمضان 2023. ووفقاً لمعلومات خاصة لـ "العربي الجديد"، فإن شركات إنتاج عربية، ومنها لبنانية، تعمل على دراسة مثل هذا النوع من الروايات، لكن من دون تحديد أو تلميح لأي نظام عربي.

وربما تصوّر هذه الشركات يدخل في إطار ما حاولت الإيحاء به شركة "سيدرز آرت برودكشن" في مسلسل "الهيبة"، واستعانتها في الجزء الأخير بالصراع مع تنظيم "داعش"، لكنها فشلت في إقناع المشاهد. وانخفضت نسبة المتابعة والنجاح لـ"الهيبة" الذي بقي في إطار الرواية الخرافية التي من غير الممكن أن تتماشى مع حد أدنى من واقع العالم العربي اليوم.

كلّ هذه التحوّلات ستحملُ الإنتاجات العربيّة إلى سباق على ضخّ الحماس والتشويق البوليسي الأقرب برأي المنتج إلى عالم الواقع اليومي، وضمان المشاهدة بالوسائل كافة لكسب الأرباح. وهذا ما سيطبّق أيضاً على بعض المسلسلات القصيرة المعروفة بدراما المنصّات التي تعمل على تقديم وإنتاج مزيد من الأعمال البوليسية.

وقبل أشهر، أعلن الكاتب سامر رضوان عن بدء تصوير مسلسل "ابتسم أيها الجنرال" من إنتاج التلفزيون العربي، وسيتناول حقبة المخابرات السورية في عصر حافظ الأسد، وهو من بطولة مكسيم خليل ويارا صبري، والواضح أنه سيكون جاهزاً لموسم رمضان 2023.

المساهمون