صحافيون إسرائيليون يدعون إلى وقف حملة تحريض يشنها المستوطنون عليهم

صحافيون إسرائيليون يدعون إلى وقف حملة تحريض يشنها المستوطنون عليهم

26 مايو 2021
استهدف القصف الإسرائيلي مبنى يضم مكتب "الجزيرة" و"أسوشييتد برس" في غزة (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

دعت وسائل إعلام إسرائيلية كبرى، أمس الثلاثاء، شركتي "فيسبوك" و"تويتر" إلى وقف ما قالت إنها منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحرض على العنف ضد الصحافيين، بعد سلسلة من الهجمات والتهديدات بالقتل التي استهدفتهم من قبل مستوطنين متطرفين يمينيين.

في رسائل إلى الشركتين الكبيرتين، قالت أكثر من 12 صحيفة وموقعاً إلكترونياً ومحطة تلفزيونية وإذاعية إنّ "الصحافيين أصبحوا هدفاً للتحريض، الأمر الذي يعرضهم لخطر واضح وقائم".

وجاء في الرسالة التي أُرسلت نيابة عن 14 منفذاً إخبارياً إسرائيلياً "نُشرت تغريدات لا حصر لها تدعو إلى إلحاق الأذى الجسدي بالصحافيين الإسرائيليين أو وصفهم بأنهم خونة أو أعداء للدولة (إسرائيل) بطريقة تشجع أو تبرر أعمال العنف ضدهم".

وتشمل التدوينات والتغريدات التي سُلط الضوء عليها دعوات للاعتداء الجنسي والقتل واتهامات بالخيانة، وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس".

منذ اندلاع العدوان على غزة في 10 مايو/ أيار الحالي، كشفت نقابة الصحافيين التابعة للاحتلال الإسرائيلي أنها وثقت "ما لا يقل عن 14 حالة اعتداء لفظي وجسدي على الصحافيين من الشرطة والمسؤولين ومواطنين". ووجهت إلى شخصين على الأقل تهمة الاعتداء على مراسلين تلفزيونيين في تل أبيب.

وقالت مراسلة "القناة 12" المخضرمة رينا ماتسليا، هذا الشهر، إنه في حين أنّ انتقاد الصحافيين ضروري "فإن ما يحدث الآن ليس انتقاداً... ما يحدث الآن هو محاولة اغتيال".

واستأجرت القناة حراساً شخصيين لحماية ماتسليا وصحافيين الآخرين بعد تلقيهم تهديدات من يهود يمينيين متطرفين.

خلال الشهر الحالي، تعرض مراسلون من "القناة 12 "وقناة "كان الإخبارية" و"القناة 13" لاعتداءات جسدية، على يد مستوطنين متطرفين يمينيين استهدفوا فلسطينيين في مواقع مختلفة في الداخل المحتل.

وبين من واجهوا اعتداءات الصحافية والمقدمة التلفزيونية أيالا حسون التي كانت جزءاً من طاقم تلفزيوني تعرض للاعتداء بالحجارة في مدينة اللد قبل أسبوعين، من قبل مجموعة من حركة "لا فاميليا" اليهودية اليمينية المتطرفة، وفق ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في 18 مايو/ أيار الحالي.

تعتبر حركة "لا فاميليا" التي تستوحي اسمها من المافيا الإيطالية إحدى أبرز منظمات المستوطنين الفاعلة في الداخل المحتل، وتأسست عام 2005 بهدف توسيع دائرة مشجعي فريق "بيتار القدس" لكرة القدم. 

كما تعرض صحافيون في محطة "كان الإخبارية" الإسرائيلية العامة لهجوم من قبل متطرفين يهود في تل أبيب قبل أسبوعين حين ركلوا وضربوا المصور روليك نوفيتسكي الذي كان يغطي تظاهرة.

وضمن موجة التحريض على الإعلام، غرّد يائير، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعياً إلى التظاهر أمام مكتب "القناة 12"، ومشجعاً أنصاره على "قول لا لغسيل الأدمغة الإعلامي المناهض للصهيونية"، وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست".

موجة التهديدات والاعتداءات التي واجهها مراسلون إسرائيليون خلال العدوان الإسرائيلي على غزة واعتداءات الاحتلال في الداخل الفلسطيني لا تعفي عاملين في القنوات والإذاعات الإسرائيلية من دورهم التحريضي على ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين والدفاع عن انتهاكات المستوطنين.

من جهتها ذكّرت شركة "فيسبوك"، أمس الثلاثاء، بأنها أقامت مركزاً للعمليات الخاصة هذا الشهر للتعامل مع المحتوى الذي ينشر عبر منصتها حول "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، ويشمل المركز متحدثين بالعبرية والعربية للتعامل بشكل وقتي مع النشاط على منصتها، وشجعت المستخدمين على الإبلاغ عن أي محتوى ضار.

وقال متحدث باسم "فيسبوك": "لا نريد أن يشعر أي أحد بتهديد أو يتعرض للمضايقة من خلال تطبيقاتنا... وبما أننا نسمح بتوجيه الانتقاد للشخصيات العامة كالصحافيين، فإننا لا نسمح بتهديدهم أو مضايقتهم، ونزيل ذلك المحتوى عندما نصبح على علم به".

وقالت "تويتر" إنها تدعم الصحافيين وتتبنى سياسة واضحة تحظر على الناس توجيه تهديدات عنيفة ضد الآخرين، إلى جانب سياسات حول السلوك المسيء أو ممارسات الكراهية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على غزة استهدف صحافيين ومقرات إعلامية، بينها مبنى "الجلاء" المكون من 13 طبقة الذي يضم فرق قناة "الجزيرة" ووكالة الأنباء الأميركية "أسوشييتد برس"، في 15 مايو/ أيار الحالي.

وأعربت "أسوشييتد برس" عن "صدمتها وارتياعها"، وقال مديرها التنفيذي غاري برويت، في بيان، "لقد تفادينا بصعوبة خسائر فادحة في الأرواح".

وقال مدير مكتب "الجزيرة" في فلسطين المحتلة، وليد العمري، إنّ إسرائيل لا تريد "فقط نشر الدمار والقتل في غزة، وإنما تحاول إسكات الأصوات الإعلامية التي تشاهد وتوثق وتنقل حقيقة ما يجري".

وفي باريس، أكّدت وكالة "فرانس برس" على لسان رئيسها التنفيذي فابريس فريس "تضامنها الكامل مع وسائل الإعلام التي دمّرت مكاتبها في غزة"، مطالبة باحترام "الحقّ في الإعلام". وكان مكتب "فرانس برس" في غزة قد تعرّض في 2012 لقصف، لكن من دون أن يصاب الصحافيون بأذى.

المساهمون