خطر فقدان السمع يداهم المدمنين على ألعاب الفيديو

خطر فقدان السمع يداهم المدمنين على ألعاب الفيديو

31 يناير 2024
ثلاثة مليارات شخص مارسوا ألعاب الفيديو في 2022 (Getty)
+ الخط -

حذّرت دراسة جديدة من احتمالات تعرض المدمنين على ألعاب الفيديو إلى خطر فقدان السمع، أو الإصابة بطنين الأذن الذي لا يمكن علاجه، بحسب النتائج التي توصل إليها فريق بحثي.

وأجرى الفريق تجارب على أكثر من 50 ألف شخص، غالباً ما يتعرضون إلى مستويات صوت في ألعاب الفيديو، تقترب أو تتجاوز الحدود الآمنة المسموح بها.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم مارسوا ألعاب الفيديو في 2022.

وفي بحث بثلاث لغات نُشر يوم 16 يناير/كانون الثاني الحالي في مجلة BMJ Public Health، لفت المؤلفون إلى أن مخاطر ألعاب الفيديو على صحة الأذن تعرضت لفترة طويلة من التجاهل، رغم شعبية هذه الألعاب التي غالباً ما يمارسها اللاعبون بمستويات صوت عالية ولساعات عدة في المرة الواحدة.

ولمحاولة بناء قاعدة أدلة، مسح الباحثون قواعد البيانات بحثاً عن الدراسات والنشرات الإخبارية والتقارير والإجراءات ذات الصلة المنشورة في أي وقت باللغات الإنكليزية أو الإسبانية أو الصينية.

وضمّن القائمون على البحث نحو 14 دراسة، راجعها نظراء من تسع دول، تشمل الولايات المتحدة الأميركية، وبلداناً من أوروبا وجنوب شرق آسيا وآسيا وأستراليا، وشملت ما مجموعه 53833 شخصاً، في المراجعة.

وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة، لورين ديلارد، الباحثة في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة، في جامعة كارولينا الجنوبية الطبية، في الولايات المتحدة الأميركية، إن الدراسة الجديدة اعتمدت على نتائج دراسات سابقة، منها 11 دراسة، نظرت ست منها في الارتباطات بين السمع والكمبيوتر أو ألعاب الفيديو، بينما ركزت أربع دراسات على مراكز الألعاب أو غرف الكمبيوتر الشخصية، التي تحظى بشعبية كبيرة في آسيا، في حين ركزت دراسة واحدة على أجهزة الهواتف المحمولة.

ضرر الأصوات النبضية في ألعاب الفيديو

أشارت ديلارد في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن مستويات الصوت المبلغ عنها تراوحت بين 43.2 ديسيبل في الأجهزة المحمولة، إلى 80-89 ديسيبل في مراكز الألعاب، بينما يختلف طول التعرض إلى الضوضاء حسب وضع وتكرار الوصول، من يومياً إلى مرة واحدة في الشهر، لمدة ساعة على الأقل في مرة واحدة بمعدل ثلاث ساعات أسبوعياً.

وأوضحت الباحثة أن الأصوات النبضية، مثل تلك الصادرة من الأجهزة الإلكترونية، تتكون من رشقات نارية تدوم أقل من ثانية واحدة، وتكون مستويات الذروة أعلى بمقدار 15 ديسيبل على الأقل من صوت الخلفية.

وذكرت إحدى الدراسات التي اعتمدت عليها ديلارد وزملاؤها أن الأصوات النبضية وصلت إلى مستويات تصل إلى 119 ديسيبل في أثناء اللعب، وتبلغ حدود التعرض المسموح بها قرابة 100 ديسيبل للأطفال و130 إلى 140 ديسيبل للبالغين.

ومستوى الضوضاء المسموح بها وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الصحة العالمية، هو 80 ديسيبل لمدة 40 ساعة في الأسبوع، بمعدل صرف 3 ديسيبل، أي أن وقت التعرض المسموح به ينخفض إلى النصف مع كل زيادة قدرها 3 ديسيبل في مستوى الضوضاء.

على سبيل المثال، يكون معدل الصرف عند 83 ديسيبل يساوي 20 ساعة، وعند 86 ديسيبل يكون 10 ساعات، وعند 98 ديسيبل يكون 38 دقيقة. ويختلف الأمر في حالة الأطفال، إذ يُحدَّد مستوى التعرض المسموح به للضوضاء بـ75 ديسيبل لمدة 40 ساعة في الأسبوع.

كما أظهرت النتائج وجود ارتباط بين ارتياد تلاميذ المدارس لمراكز ألعاب الفيديو، وزيادة احتمالات الإصابة بطنين الأذن الشديد وفقدان السمع عالي التردد في كلتا الأذنين.

وذكر الباحثون أن أكثر من عشرة ملايين شخص في الولايات المتحدة الأميركية، قد يتعرضون إلى مستويات صوت عالية أو عالية جداً من ألعاب الفيديو أو الكمبيوتر.

المساهمون