تونس: أطباق شعبية مهددة بسبب اختفاء البيض

23 ديسمبر 2021
تعتمد معظم الأطباق التونسية على البيض في إعدادها (العربي الجديد)
+ الخط -

يشغل اختفاء البيض وارتفاع أسعارها أصحاب المطاعم الشعبية في تونس، حيث يعد المكون الأساسي لأغلب الأكلات التي تقدم في المطاعم، أو على العربات المتنقلة التي يقصدها التونسيون بحثاً عن وجبات غنية بالدسم وأسعارها رخيصة.

وتعرف أسواق تونس منذ أسابيع أزمة تزويدها بالبيض، بعد مطالبة المنتجين بتعديل وتحرير الأسعار الحكومية، محافظة على توازناتهم المالية وربحية القطاع. غير أن تجفيف السوق من المادة الأساسية في غذاء التونسيين أصبح مصدر قلق للأسر وأصحاب المطاعم الشعبية ممن يبذلون مجهوداً مضاعفاً لتوفير مخزون سلع يسمح لهم بمواصلة تقديم أطباق "الكفتاجي" و"الصحن التونسي" و"كسكروت المروّب"، من دون الاضطرار إلى مراجعة الأسعار ورفعها.

تعتمد الأطباق الشعبية في تونس بدرجة كبيرة على البيض الذي يقدم في طبق "الكفتاجي" مقلياً مع تشكيلة من خضار الطماطم والفلفل وزيت الزيتون والبهارات، فيما يقدم في "الصحن التونسي" مسلوقاً بطريقة خاصة وتضاف إليه تشكيلة من السلطات وزيت الزيتون والهريسة والتونة. أما "كسكروت المروّب" الذي يباع في العربات المتجولة، فمكونه الأساسي البيض المسلوق الذي يقدم في الخبز مع الهريسة وزيت الزيتون، بعد أن يسلق في أوعية خاصة، ويقدم مباشرة لمرتادي هذه العربات.

ويقول ناصر، وهو صاحب محل أكلات شعبية شهيرة في حي المنزه الأول في العاصمة تونس، إنه يواجه كغيره من أصحاب المطاعم مشاكل الملاءمة بين الكلفة وسعر البيع، ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أن أسعار أغلب مكونات الأطباق الشعبية زادت بنسبة لا تقل عن 20 في المائة، ما يؤثر على السعر النهائي، معبراً عن خشيته من أن يحوّل الغلاء الأطباق الشعبية إلى "لا شعبية".

ويقول منصف، وهو صاحب عربة لبيع ساندويشات البيض المسلوق في مدينة أريانة (محافظة تونس الكبرى)، إن تجار التجزئة رفعوا سعر البيض من 980 مليماً لكل أربع بيضات إلى 1200، مؤكداً أنه يسعى إلى التزود من تجار الجملة، لكن الأمر غير متاح دائماً بسبب عدم رغبة التجار في بيع بضاعتهم بالسعر الحكومي، ويضيف متحدثاً لـ"العربي الجديد": "قد نضطر إلى زيادة سعر الكسكروت، لكنها ستبقى دائماً في متناول التونسيين البسطاء".

ويعرف التونسيون بإقبالهم على الوجبات السريعة التي قد تتعدّد في اليوم الواحد، وهم في طريق عودتهم من العمل أو بعد الدراسة أو عند لقائهم الأصدقاء والزملاء. ومن الوجبات السريعة التي يُفضَّل استهلاكها خارج المنزل: "الكفتاجي" و"الفريكاسي" و"اللبلابي" و"الصحن التونسي" و"كسكروت المروّب" وغيرها. فعلى الرغم من سهولة تحضيرها في المنزل، إلا أن تناولها على الطريق له سحره الخاص.

ويمثل البيض واحداً من المصادر الأساسية للبروتين في غذاء التونسيين، إذ يقدر الاستهلاك الشخصي للفرد الواحد شهرياً بنحو 17 بيضة، فيما يرتفع هذا الرقم إلى 26 بيضة في رمضان.

وكشف بحث ميداني حول المستهلك التونسي وجودة خدمات المطاعم، أجراه "المعهد الوطني للاستهلاك"، على عينة من 700 شخص في إقليم تونس الكبرى، أن 44 في المائة من العينة المستجوبة تقبل على تناول الطعام خارج المنزل ست مرات في الأسبوع، وبنسب متقاربة بين الذكور والإناث. أما بالنسبة للأماكن التي قصدها المستجوبون لتناول غذائهم فهي غير متماثلة، إذ يمكن القول إن الإناث يقصدن مطاعم الوجبات أساساً، خلافاً للذكور الذين يقصدون المطاعم الشعبية والعربات المتجولة أكثر. وتعتمد أغلبية العينة المستجوبة على تذاكر الأكل، ويراوح معدل قيمة تذكرة الأكل حسب العينة ما بين 5 و6.5 دنانير.

المساهمون