أكد تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت برج الجلاء في مدينة غزة، خلال عدوانها الأخير على القطاع في مايو/ أيار الماضي، على الرغم من توفر معلومات أكدت أن المبنى يشمل مكاتب وسائل إعلام أجنبية ومحلية.
وقال التقرير إنه "بمجرد أن أرسل الجيش إخطارات ورسائل نصية لسكان وصحافيين في المبنى، تنذرهم بأنه سيتم قصفه، توالت الاتصالات بالجهات الإسرائيلية، بما في ذلك من صحافيين أجانب، للتأكيد على وجود مقار ومكاتب صحافية في برج الجلاء، وبالتالي تجنب قصفه، ولاحقًا إمهال الصحافيين وقتاً كافياً لإخراج معداتهم وأجهزتهم من المبنى، إلا أن الجيش الإسرائيلي، وبقرار واضح، قرر قصف المبنى، بالرغم من تحذير جهات داخل الجيش والمنظومة العسكرية من الأضرار التي قد يسببها قصف البرج".
وبحسب تقرير الصحيفة، فقد كان بمقدور جيش الاحتلال الإسرائيلي إلغاء عملية قصف البرج، وأن أمرًا بإلغاء القصف كان يحتاج لقرار من رئيس الأركان، أفيف كوخافي، وشعبة الاستخبارات العسكرية والقيادة السياسية.
وقالت الصحيفة إن وجود شبكات تلفزة ووسائل إعلام في المبنى كانت معروفة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه الحقيقة لم تنقل لقيادة وزارة الخارجية وجهازها الإعلامي، خصوصاً أن الجيش زعم بعد قصف المبنى أنه كان "قاعدة عملياتية استخباراتية مهمة لحركة حماس". كما زعم جيش الاحتلال أن مكاتب الصحافيين كانت بمثابة "درع واقٍ" لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وأن ناشطي الحركتين قاموا بإخلاء عتادهم العسكري من المبنى، مستغلين المهلة التي حددها جيش الاحتلال لسكان المبنى والعاملين فيه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن "القرار لم يكن بالضرورة لاعتبارات عسكرية، بل لأن المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل شعر بأن حركة "حماس" حققت انتصارات في الوعي الإسرائيلي عند إطلاقها صواريخ باتجاه القدس"، خلال العدوان الإسرائيلي المذكور، والذي أطلقت عليه المقاومة في غزة عنوان "معركة سيف القدس". وكانت إسرائيل تبحث عن صورة لانتصار عسكري من خلال قصف برج الجلاء.
وخلال العدوان على غزة، ركزت الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأبراج السكنية التي تضم أكبر قدر ممكن من وسائل الإعلام، إذ بدأت باستهداف برج هنادي، ومن ثم برجي الجوهرة والشروق، اللذين يضمان العديد من الوكالات والصُحف والقنوات المحلية والعربية والدولية، وصولًا إلى استهداف برج الجلاء الذي يضم مقر قناة الجزيرة، ووكالة أسوشييتد برس الأميركية، وإذاعة الأسرى، وبرج البث الخاص بإذاعة صوت القدس، وغيرها من الوسائل الإعلامية المحلية.