المسلسل التركي "بدون حكم"... كل موت يمكن منعه جريمة

المسلسل التركي "بدون حكم"... كل موت يمكن منعه جريمة

20 مارس 2021
طفرة في المسلسلات التركية التي تتناول العنف ضد المرأة (تويتر)
+ الخط -

يستكمل المسلسل التركي "بدون حكم" سلسلة الأعمال الدرامية التي بدأت بقوة تسلط الضوء قضايا العنف ضد النساء، ومن ذلك جرائم الشرف التي شهدت، وخصوصاً عام 2018، أرقاماً مخيفة.

أنتج العام الماضي عدة مسلسلات في هذا السياق، آخرها مسلسل "بدون حكم" الذي عرض الموسم الأول منه على منصة "إكسان" التركية، وهو مؤلف من عشر حلقات.

المسلسل خارج عن المفهوم التجاري للمسلسلات، واتخذ  مباشرة عنواناً له "كُل موت يمكن منعه، جريمة". فهو يعرض قصصاً حقيقية للعنف وقتل النساء والقضايا التي لم يتخذ فيه حكم قضائي صارم ضد القاتل، ما يضفي عليه مسحة وثائقية.

 

تدور قصته حول تولّي المحامية أسماء أوزتورك قضايا قتل النساء التي لم تتم فيها محاكمة القاتل وقيدت ضد مجهول، ويظهر واضحاً اهتمام صناع العمل بأدق التفاصيل بغية إيصال الرسالة، بدءاً من مقدمة العمل التي استعين فيها بعمل الفنان التركي وحيد تونا، حيث علق 440 زوجاً من الأحذية ذات الكعب العالي، على أحد مباني حي كاباطاش في إسطنبول، ويمثّل هذا العدد السيدات اللواتي قتلن على أيدي الرجال في تركيا عام 2018 فقط.

ويرمز الكعب العالي إلى جرائم الشرف. ويرد على لسان بطلة العمل بورتشين تيرزي اوغلو، وهي ترد على طفلة قالت لها إنها عندما تكبر تريد انتعال الكعب العالي، فتقول لها إن الكعب العالي "مقرف ويصعب المشي به".

أهدى المنتج مصطفى أوسلو المسلسل للنساء المعنفات، ولوالدته على وجه الخصوص، إذ قال في تغريدة "لجميع الأمهات،النساء والأطفال الذين تعرضوا للعنف، ولوالدتي على وجه الخصوص".

ومن بين ما اقتبسه المسلسل قصة شيلام دوغان، الأم التركية التي قتلت زوجها بسبب تعنيفه له وإجبارها على ممارسة الدعارة، واعتبر القاضي القضية دفاعاً عن النفس وأفرج عنها بكفالة مالية بقيمة 50 ألف ليرة تركية.

 

واعتبر الحكم انتصاراً للنساء المعنفات. وأدت دورها الممثلة نور فتاح أوغلو، التي كتبت في حسابها على "إنستغرام": "من أجل من تعرضن للعنف. لمن ضربن ضرباً مبرحاً. لمن سلبت أرواحهن.. أنا سعيدة لأنني عملت مع أناس طيبين في عمل يحكي الحقائق بشجاعة".

وتحول اسم المسلسل من "الباطل" إلى "بدون حكم"، وصور في أزمير، وبعد الانطباع الإيجابي الذي تركه تقرر عمل موسم ثانٍ منه.

بدأت الأعمال الدرامية المعنية بالعنف الأسري مع مسلسل "اشرح لهم أيها البحر الأسود "، الذي عرض في عام 2018. ورغم أن أبطاله لم يكونوا من نجوم الصف الأول في تركيا، إلا أنه مع عرض حلقاته الأولى استطاع أن يزيح مسلسل "قيامة أرطغرل" عن عرش نسبة المشاهدة، وأن يلفت انتباه الناس.

لم يتوقع صنّاع العمل هذه النتيجة، ولكن مع تزايد وتيرة العنف ضد النساء في تركيا لقي العمل رواجاً كبيراً، وهذا ما جعل صناع الدراما ينتهبون إلى أهمية طرح هذه القضايا في الدراما التلفزيونية، بعيداً عن قصص الحب الروتينية.

نموذج آخر تمثل في مسلسل "المنزل الذي ولدت فيه قدرك" وهو للكاتبة والطبيبة النفسية جولسيرين بودايجي، وتلاه مسلسل" الغرفة الحمراء" الذي يتناول قضايا العنف من قتل واغتصاب وتحرش مع الاهتمام بالجانب النفسي.

وبعده جاء مسلسل " اللهيب" الذي استند فيه إلى التمييز ضد النساء حتى خلال عمليات الإنقاذ من الحريق الذي وقع في صهريج، إذ ذكر صحافي في تقريره أن عدد القتلى من النساء أكثر من الرجال، الذين كانوا يهربون ويدوسون النساء تحت أقدامهم ولم يفكروا في مساعدتهن.

وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسل "الخائن"، وأخيراً مسلسل  "البراءة" المأخوذ من قصة حقيقية وقعت عام 2009 حين قتل جيم غاريب أوغلو حبيبته مونور البالغة من العمر 17 عاماً وقطع رأسها بالمنشار ورماها في القمامة.

المساهمون