المسلسل التركي "البراءة": لفتة تكريمية للناشطة النسوية دويجو أثينا

المسلسل التركي "البراءة": لفتة تكريمية للناشطة النسوية دويجو أثينا

06 مارس 2021
الحلقة الأولى من المسلسل تصدرت الترند التركي على يوتيوب (فيسبوك)
+ الخط -

انضم مؤخراً مسلسل"البراءة" إلى قائمة الأعمال الدرامية التركية التي تتناول قضايا العنف ضد المرأة، مبدياً لفتة تكريمية لذكرى الكاتبة والناشطة النسائية التركية دويجو أثينا، (1946- 2006).

بدأ عرض المسلسل على قناة" فوكس"، وتصدرت الحلقة الأولى منه مواقع التواصل الاجتماعي، واحتلت المرتبة الأولى في "الترند" التركي على يوتيوب، محققة خلال يوم واحد ثلاثة ملايين مشاهدة.

اقتبس مسلسل "البراءة" من قصة حقيقية، وهي الجريمة التي هزت تركيا عام 2009، عندما قتل جيم غاريب أوغلو، وهو ابن عائلة ثرية ومعروفة في تركيا، حبيبته مونور المراهقة البالغة من العمر 17 عاماً، وقطع رأسها بالمنشار، ورماها في القمامة.

وخلال التحقيق في القضية استخدمت عائلة جيم نفوذها، فحاولت أن تتلاعب بعينات ودلائل الجريمة، وتم الحكم على مجموعة من العاملين بالمشرحة، بتهمه التواطؤ مع الجاني وقُبض على والديه، وبعض أصدقائه بتهمة التستر على الجاني، وحكم على والدته بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة إتلاف الأدلة، ومحاولة طمس الجريمة للتغطية على ابنها القاتل.

وتم حينها تغيير رئيس الشرطة الذي صرح بأنه لو كانت عائلة الضحية ربّتها بشكل جيد لم تكن الجريمة لتقع. أما الجاني فقد حكم بعد ست سنوات بالسجن 24 سنة، وانتحر في السجن.

تحولت القضية الى رأي عام وسببت غضباً شعبياً بسبب التأخر في القبض على القاتل، إذ بقي فارّاً ستة أشهر، ووجهت اتهامات للسلطات بالتقاعس، لأن الجاني من أسرة ثرية ونافدة، وتسبب أيضاً الحكم بالاستياء إذ إن البعض طالب بالإعدام، وليس السجن 24 سنة.

ويأتي المشهد المفصلي في استعادة اسم الناشطة النسوية دويجو أثينا، عندما قدمت "بهار" لابنتها "إيلا"  كتاب "لا اسم للمرأة" في عيد ميلادها التاسع عشر، والذي أصدرته أثينا عام 1987.

"لا اسم للمرأة" أول كتاب لأثينا، وينتقد بشدة اضطهاد المرأة والزواج من دون حب، وحُظر عام 1988 من قبل الحكومة بحجة أنه فاحش، وخطر على الأطفال ويقوّض الزواج. وبعد عامين من الدعاوى القضائية، رُفع الحظر، وتحول الكتاب إلى فيلم من إخراج عاطف يلماز.

كما يطرح المسلسل دور مواقع التواصل الاجتماعي، في الضغط الشعبي، والتفاعل مع قضايا العنف ضد المرأة، وذلك من خلال تحول اسم إيلا إلى "ترند" بعد تعرضها للضرب المبرح ورميها في الشارع من قبل حبيبها ومطالبات بمحاسبته.

ويظهر ذلك من خلال محامية الجاني إيلكر التي تقول لوالدته إنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً أمام الحملة ضد ابنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنها تشكل ضغطاً شعبياً لا يمكن تجاهله.

يركز المسلسل أيضاً على المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من يعرفون بـ"الفاشينستات"، وإظهار أن حياتهم تقوم على الكذب، وتصنّع السعادة والرفاهية عبر شخصية "إيرام".

المسلسل من بطولة دينز شاكر التي تؤدي دور "بهار" والدة "إيلا"، وهوليا افشار في دور "هالة ايلجار" والدة ايلكر، وساركاي توتونجو في دور "إيلكر" والذي بعد عرض الحلقة الأولى وبسبب ضربه "إيلا" بوحشية تعرض لهجوم من قبل رواد مواقع الاجتماعي، كما هي الحال مع جانير جيندوروك بطل مسلسل "الخائن" الذي يعرض هو و"البراءة "مساء الأربعاء، الأمر الذي جعل بعض المغردين يعلقون بأن يوم الأربعاء "هو يوم عديمي الشرف".

المساهمون