"مثلث الحزن" يفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كانّ

29 مايو 2022
انضم أوستلوند إلى النادي المغلق للمخرجين الحائزين على "السعفة الذهبية" مرّتين (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مهرجان كان السينمائي، السبت، فوز فيلم "تريانغل أوف سادنس" (مثلث الحزن) للمخرج السويدي روبن أوستلوند، بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم.

و"مثلث الحزن" هو عمل ساخر يتطرق إلى مجتمع الأغنياء فاحشي الثراء والعلاقات بين الطبقات في المجتمعات الغربية، ويحمل الطابع الترفيهي الأكبر في المسابقة.

وبعد خمس سنوات على الفوز بفضل فيلم "ذا سكوير"، انضم السويدي روبن أوستلوند البالغ 48 عاماً إلى النادي المغلق للمخرجين الحائزين "السعفة الذهبية" مرتين، بينهم الأخوان داردين وكن لوتش.

وأوضح رئيس لجنة تحكيم المهرجان الممثل فنسان لاندون، أنّ "اللجنة كلها صُدمت بهذا الفيلم".

وقال المخرج السويدي الذي بدا متحمّساً جداً لدى تسلمه الجائزة "عندما بدأنا العمل على هذا الفيلم، كان لدينا هدف واحد يتمثل في محاولة صنع عمل يثير اهتمام الجمهور ويدفعه إلى التفكير مع منحى استفزازي".

ويروي "تراينغل أوف سادنس" مغامرات يايا وكارل، وهما ثنائي من عارضي الأزياء والمؤثرين على الشبكات الاجتماعية يمضيان إجازة فارهة على سفينة استجمام، لكن رحلتهما تنقلب إلى كارثة.

هذا العمل الذي يبدو أشبه بنسخة معاكسة لـ"تيتانيك" لا يكون فيها الأكثر ضعفا بالضرورة هم الخاسرون، يصور بشكل ساخر التباينات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء وأيضا بين الرجال والنساء أو بين البيض والسود.

ويقدّم المخرج نقداً لاذعاً للرأسمالية وتجاوزاتها.

المخرج السويدي روبن أوستلوند (غاريث كاتيرمول/Getty)
المخرج السويدي روبن أوستلوند بدا متحمّساً جداً لدى تسلمه الجائزة (غاريث كاتيرمول/Getty)

وقال المخرج السويدي الذي تربى على يد والدته الشيوعية ويصنف نفسه بأنه "اشتراكي"، إنه لم يسقط في فخ "تصوير الأغنياء على أنهم أشرار"، مفضلاً "فهم سلوكياتهم".

وبعد "بلاي" (2011) و"سنو ثيرابي" (2014) و"ذا سكوير" (2017)، يواصل روبن أوستلوند تشريح القواعد الاجتماعية مع مكامن الضعف والإشكاليات الأخلاقية.

واستعان المخرج السويدي في "تراينغل أوف سادنس" بممثلين ناطقين بالإنكليزية، بينهم مبتدئون من أمثال عارضة الأزياء الجنوب أفريقية شارلبي دين، وآخرون محترفون مثل الأميركي وودي هاريلسون الذي لفت الانتباه بدوره كقبطان يترك سفينته تترنح فيما هو يسرف في الشرب.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وقد علق في ذاكرة مشاهدي الفيلم مشهد التقيؤ الجماعي على متن السفينة بسبب حالات إعياء عمّت المسافرين جميعاً خلال حفلة عشاء على السفينة المترنحة، أو معركة الأقوال المأثورة بين القبطان الشيوعي وأحد الأوليغارشيين الروس.

ومنحت لجنة التحكيم التي تضم خصوصاً، إلى جانب لاندون، الممثلة البريطانية ريبيكا هول التي برزت في فيلم "فيكي كريستينا برشلونة"، والممثلة الهندية ديبيكا بادوكوني والمخرج الإيراني أصغر فرهادي، والفرنسي لادج لي (مخرج فيلم "لي ميزيرابل")، جائزتها الكبرى مناصفة إلى الفرنسية كلير دوني (76 عاماً) عن فيلمها "ستارز أت نون" والمخرج البلجيكي لوكاس دونت البالغ 31 عاماً عن فيلمه الثاني "كلوس" الذي يقارب مسألة معايير الذكورة.

المخرجة الفرنسية كلير دوني (باسكال لو سيغريتان/Getty)
المخرجة الفرنسية كلير دوني فازت بالجائزة الكبرى عن "ستارز أت نون" (باسكال لو سيغريتان/Getty)

كما فاز فيلم "وور بوني"، بجائزة "الكاميرا الذهبية". ويحمل هذا الفيلم، الذي عُرض في فئة "نظرة ما"، توقيع جينا جمال ورايلي كو حفيدة إلفيس بريسلي.

وقالت جينا جمال خلال تسلمها الجائزة على المسرح "أشعر كأنه سيغمى عليّ، هذا من الأفلام الهامة والمميزة هذا العام، ومن الرائع أن نحظى باعتراف بذلك. هذا حلم لنا منذ الطفولة"، وأهدت الفيلم إلى ممثل شاب في العمل فقد والدته حديثاً.

جينا جمال تتسلم جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها "وور بوني" (ستيفان كاردينالي/Getty)
جينا جمال تتسلم جائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمها "وور بوني" (ستيفان كاردينالي/Getty)

ويتتبع فيلم "وور بوني" مصير بيل البالغ 23 عاماً والذي يكافح لإعالة نفسه، وماثو البالغ 12 عاماً والذي يتوق إلى أن يصبح رجلاً، وهما يعيشان في حي فقير في ساوث داكوتا.

جائزة أفضل ممثل للكوري الجنوبي سونغ كانغ 

وفاز الكوري الجنوبي سونغ كانغ هو (55 عاماً)، بجائزة أفضل ممثل في ختام الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، عن دوره في فيلم "بروكر" للمخرج الياباني هيروكازو كوري-إيدا.

الممثل الكوري الجنوبي سونغ كانغ هو (جون فيليبز/Getty)
الكوري الجنوبي سونغ كانغ هو فاز بجائزة أفضل ممثل (جون فيليبز/Getty)

وأدى سونغ كانغ هو في فيلم كوري ــ إيدا، دور رجل مثقل بالديون يكتشف طفلاً متروكاً، ويتطوع للبحث عن عائلة جديدة له في مقابل المال، ويساعده في الفيلم رجل آخر على إتمام "الصفقة" مع الأم الشابة التي تبقى دوافعها غامضة، وتتحول عملية بيع الطفل إلى رحلة بين بوسان وسيول داخل حافلة متداعية.

جائزة أفضل ممثلة للإيرانية زار أمير إبراهيمي

أما جائزة أفضل ممثلة فنالتها الإيرانية زار أمير إبراهيمي عن دورها في فيلم "العنكبوت المقدس" للمخرج علي عباسي. وتؤدي إبراهيمي في الفيلم دور صحافية شابة من طهران تتعقّب بنفسها سفاحاً ارتكب سلسلة جرائم قتل أودت بحياة بائعات هوى في مدينة مشهد الإيرانية وتحاول جعله يدفع ثمن جرائمه.

وقالت إبراهيمي "هذا الفيلم يتحدث عن النساء وجسدهن، هو فيلم مليء بالوجوه والشعر والأيدي والصدور والجنس، كل ما يستحيل إظهاره في إيران".

كذلك قالت بالفارسية "الليلة لدي شعور بأنني مررت برحلة طويلة قبل وصولي إلى هنا على هذه المنصة (...) وهي رحلة تميزت بالإذلال"، وشكرت فرنسا على الترحيب بها.

الممثلة الإيرانية زار أمير إبراهيمي (ليونيل هان/Getty)
الإيرانية زار أمير إبراهيمي فازت بجائزة أفضل ممثلة (ليونيل هان/Getty)

وأصبحت إبراهيمي نجمة في إيران في بداية العشرينيات من عمرها بفعل دورها في مسلسل "نرجس"، لكنها اضطرت لمغادرة بلدها ولجأت إلى فرنسا 2008 بعد فضيحة جنسية.

أفضل سيناريو للسويدي من أصل مصري طارق صالح عن فيلم "صبي من الجنة"

وفاز المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح (50 عاماً) بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه "صبي من الجنة"، وهو عمل تشويقي سياسي ديني ينتقد أداء السلطات المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويغوص في عالم أبرز المؤسسات المعنية بالإسلام السني.

المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح (ليونيل هان/Getty)
المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح فاز بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم "صبي من الجنة" (ليونيل هان/Getty)

فائزون بلجيكيون

وكانت بلجيكا من أبرز الرابحين في المهرجان، إذ بالإضافة إلى فوز لوكاس دونت بالجائزة الكبرى، حصل الأخوان داردين الميالان إلى السينما الاجتماعية، على جائزة خاصة عن فيلم "توري أند لوكيتا"، وهو دراما اجتماعية عن شباب منفيين، في حين حصل الزوجان شارلوت فاندرميرش، وفيليكس فان غارونينغن على جائزة لجنة التحكيم عن "ذي إيت ماونتنز" بالمناصفة مع "إي أو" وهو فيلم عن حمار من إخراج البولندي جيرزي سكوليموفسكي.

وفيما كان للحرب في أوكرانيا حضور بارز خلال المهرجان، من خلال تضمنه عدداً من الأفلام لمخرجين أوكرانيين، وافتتاحه برسالة مقاومة للرئيس فولوديمير زيلينسكي من كييف، خرج المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف خاوي الوفاض.

وبعد أن أصبح رمزاً للفن الروسي في المنفى، تمكن المخرج المناهض لنظام فلاديمير بوتين من الحضور للمرة الأولى إلى مهرجان كان لمواكبة فيلمه المشارك في المسابقة "تشايكوفسكيز وايف".

وأمتع المهرجان الجمهور هذه السنة بحضور نجمين عُرِض فيلماهما من خارج المسابقة، أولهما توم كروز في "توب غان: مافريك"، والثاني النجم الصاعد أوستن بتلر البالغ 30 عاماً في العرض العالمي الأول لفيلم "إلفيس"، حيث يؤدي شخصية "الملك" إلفيس بريسلي. وتعول الصناعة السينمائية على هذين الفيلمين لإعادة جذب الجمهور إلى دور السينما بعد الأزمة الصحية المستمرة منذ عامين

وفي ما يأتي قائمة بالفائزين بجوائز الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان للفيلم التي وزعت مساء السبت:

  • السعفة الذهبية: "تراينغل أوف سادنس" للسويدي روبن أوستلوند (السويد-ألمانيا- فرنسا-بريطانيا)
  • الجائزة الكبرى: مناصفة بين "ستارز أت نون" لكلير دوني (فرنسا) و"كلوس" للوكاس دونت (بلجيكا- هولندا-فرنسا)
  • جائزة لجنة التحكيم: مناصفة بين "إي أو" لجيرزي سكوليموفسكي (بولندا) و"ذي إيت ماونتنز" لشارلوت فاندرميرش وفيليكس فان غارونينغن (إيطاليا - بلجيكا - فرنسا - بريطانيا)
  • جائزة الإخراج: الكوري الجنوبي بارك تشان ووك عن فيلم "ديسيجن تو ليف"
  • جائزة أفضل سيناريو: السويدي من أصل مصري طارق صالح عن فيلم "صبي من الجنة" (السويد - فرنسا - فنلندا - الدنمارك)
  • جائزة أفضل ممثلة: الإيرانية زار أمير إبراهيمي عن فيلم "العنكبوت المقدس"
  • جائزة أفضل ممثل: الكوري الجنوبي سونغ كانغ عن فيلم "بروكر"
  • جائزة الكاميرا الذهبية: "وور بوني" لجينا جمال ورايلي كو (الولايات المتحدة)
  • السعفة الذهبية للفيلم القصير: "ذا ووتر مورمورز" لجيانيينغ تشين (الصين)

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون