"متحف آرمات عمّان"... ذاكرة حفظتها أيدي الخطاطين

"متحف آرمات عمّان"... ذاكرة حفظتها أيدي الخطاطين

08 مايو 2021
غازي خطاب وسط المتحف الذي أسسه (العربي الجديد)
+ الخط -

تجذب انتباه من يسير في شوارع منطقة وسط البلد الشعبية في العاصمة الأردنية عمّان، لافتة تحمل اسم "متحف آرمات عمّان" تتوسط أعلى البنايات القديمة وبجانبها لافتة أصغر حجماً تؤكد أن الدخول مجاني، في دعوة مباشرة من صاحب المتحف الخطاط غازي خطاب، للناس للتعرف إلى ذاكرة عمان القديمة التي طاولها التغيير بفعل تقدم الزمن، والتي يسعى خطاب لحفظها للأجيال القادمة، في مساحة تزيد قليلاً عن مائة متر.

إرث الخطاطين

وليس من سبيل المصادفة أن يعلو المتحف مقهى السنترال، أقدم مقهى عمّاني والذي تأسس في العام 1930، إذ يشتبك مدخل المقهى مع المتحف في أعلى درج بناية تُحيطها الذكريات، حارسة كنوزاً قديمة تتحول فيها جدران المتحف إلى مساحات تملؤها الآرمات التي تشير إلى زمن قديم تغير وتبدل، وبقيت اللافتات تنام مطمئنة، عند صاحب الفكرة الذي أراد أن يوثق لوحات طُرزت عناوينها بيد أمهر الخطاطين، وخوفاً على هذا الإرث العماني من الاندثار.

الأرشيف
التحديثات الحية

يقول خطاب "ليس الهدف جمع اللوحات القديمة وحسب، بل أسعى للمحافظة على إرث الخطاطين والحفاظ عليه وتحسينه، بدلاً من أن تتحول إلى سكراب".

ممنوع التصوير

يحرص خطاب على عدم تصوير مقتنيات المتحف من مرتاديه، والسبب كما يقول "أرغب بأن يبقى الدافع موجوداً لمن لم يزر المتحف، كي يأتي ويرى بنفسه الآرمات واللوحات القديمة. لأن انتشار الصور قد يطفئ دهشة الزيارة".

متحف آرمات عمّان- العربي الجديد

ويضيف "خصصت ثلاثة أركان يمكن للزوار التقاط الصور بها، هي شرفة المتحف التي تطل على عمان القديمة، والمكتبة، وسيارة الأجرة القديمة التي كانت تقل الناس في ستينيات القرن الماضي".

جهد ذاتي

يكرس غازي خطاب جل وقته لمتحفه، مشيراً إلى أنه تعلم فنون الخط العربي منذ صغره، قبل أن تتحول الهواية إلى مهنة، فأسس الشركة الهندسية لصناعة الإعلان التي تعمل في مجال الإعلانات منذ عشرات السنين.

متحف آرمات عمّان- العربي الجديد

ويختم "أشعر بسعادة بالغة وأنا أستقبل يومياً زيارات الناس، بمختلف أعمارهم ومهنهم وتوجهاتهم. هم يجدون في المتحف متنفساً يعودون إليه، لرؤية مدينتهم القديمة، وهو شيء لا يتوفر أمامهم في عصر السرعة والتكنولوجيا. يكفيني حماس الشباب والطلاب وأنا أراهم يتجولون بفرح بين المعروضات، متسائلين عن قصة كل لوحة".

المساهمون