كل ما تحتاجون معرفته عن الهالوين: الجذور وموقف الأديان

الجذور والعادات وموقف الأديان...إليكم كل ما تحتاجون معرفته عن الهالوين

01 نوفمبر 2017
الهالوين ليس عيداً مسيحياً (الأناضول/Getty)
+ الخط -


مساء 31 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام يحتفل العالم الغربي، وخاصة في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وإيرلندا، بالهالويين، حيث ينتشر اليقطين (القرع) في كل مكان خاصة على أبواب البيوت، كإعلان عن مشاركة أصحابها بالاحتفال، واستعدادهم لتقديم الشوكلاتة والحلويات إلى الواصلين إلى باب بيتهم.

وتنتشر بالقرب من اليقطين وحوله، ملابس الأشباح والأقنعة والهياكل العظمية البلاستكية أو المرسومة على قماش، وصور الساحرات والأقنعة المخيفة. وفي كل عام تطرح الأسئلة نفسها، ويحتدم النقاش حول أصل الاحتفال ومنشئه وعلاقته بالدين المسيحي، وموقف الأديان الأخرى منه:

 


جذور فرعونية وآرامية وأوروبية

الأكثر تداولاً، أن جذور هذا العيد، تعود إلى القرن الثامن في إيرلندا، وأنه كان من تقاليد مهرجانات الحصاد في ثقافة السلتيك، وكان يُعرف بالسالوين، قبل أن يتم تحويله إلى "هالوين". وكان الاعتقاد السائد أن الموتى يخرجون من قبورهم ويتجولون في الشوارع، وكانت مهمة اليقطين المضاء بالشمع هي منعهم من دخول البيوت.

وتقول إحدى الروايات إن له جذوراً قديمة فرعونية كانت ترافق طوفان نهر النيل. وقد عثر على بعض أوراق البردي التي يعتقد أنها تعود إلى عهد الأسرة الرابعة، وفيها تفصيلات عن هذا العيد الذي كان يقام مع اكتمال البدر، في أول شهر قمري يلي موسم الحصاد، وكان لترويج وتزويج النساء اللاتي تقدمن قليلاً بالعمر دون أن يحالفهن الحظ في الزواج بعد.

كما يحكى أن الآراميين نقلوا هذا العيد إلى البلاد السورية، وعُرف بعيد "الحالافين"، وهي اللفظة الآرامية للجميلات، وبقيت عادة مكافأة المتزوجين من نساء قبيحات، بكميات كبيرة من اليقطين. 



وكانت إحدى التطورات على معنى هذا العيد هو تحوّله إلى عيد للصلاة والتواصل مع أرواح الأجداد، وإصدار الحاكم الآرامي أوامره بحبس الشريرات، أي الآنسات غير المتزوجات والبشعات، طيلة الليلة، على أن يقمن، وهن في بيوتهن، بحفر الفائض من المخزون من القرع واليقطين.
 

وتقول الأسطورة أيضاً: يجب على الجميع من كبار وصغار التنكر كي لا تعرفهم الأرواح الشريرة، لأن الأسطورة تحكي بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة إلى الأرض وتسرح وتمرح حتى الصباح التالي. ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال لملئها، ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين الشكولاتة وحلوى الكراميل تغضب منه الأرواح الشريرة.
 



موقف الإسلام والمسيحية من الهالوين

بسبب وقوع احتفال الهالوين في مساء 31 أكتوبر/تشرين أول، وهي الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين المسيحي، حدث خلطٌ بين المناسبتين واقترنت إحداهما بالأخرى، وأصبح الشائع بين الناس أن الهالوين هو عيد مسيحي، علماً أن الكنيسة قد حاربته واعتبرته خطراً على الأولاد.


وهناك تصريح مشهور لأسقف سان مارينو-مونتي فلترو "يدعو إلى عدم الاستخفاف بـ"هالوين"، لأنه عيد مختلف كلياً عن تقاليدنا، ويتم فرضه علينا تجارياً كموضة، وهو يحمل وراء مظاهر العيد والفرح والمرح، أفكاراً وثنية متجددة ومعادية للمسيحية عن الحياة والموت". ويضيف الأسقف "ظاهرياً، ما من سوء البتة في الاحتفال، وليس أمراً سلبياً بل على العكس، هو يتجاوب مع حاجة بشرية، فالاحتفال يعني تقاسم فرح العيش والشعور بالانتماء إلى الجماعة".

ويتابع: "فبحسب تقليد مزعوم، عشية عيد جميع القديسين، تقوم رؤوس القرع والمشاعل المضاءة بطرد الأرواح الخبيثة التي تأتي إلى زيارتنا في هذه الليلة لكي تأخذ أرواحنا، وطردها يعني أن حياتنا في أمان، وأننا لسنا بحاجة للجوء إلى خلاص يأتي من العلاء". ويشرح الأسقف أن ألوان العيد وبهجته تخفي وراءها شعوذات وأفكار خرافية وغير مسيحية تتعلق بالسيطرة على الموت وبتخليص الذات لا انطلاقاً من الفداء بل باستعمال الشعائر الخرافية مثل رؤوس القرع وغير ذلك".


إسلامياً، وحول الاحتفال بعيد "الهالوين" يقول أستاذ الفقه وأصوله بالجامعات الأردنية، أحمد سعيد حوى، في فتوى منشورة على الإنترنت إن "عيد الهالوين هو عيد القديسين، وهو من أعياد المسيحيين، وينبغي على المسلم الذي يعيش في بلاد الغرب أن يوعي أبناءه على حقيقة هذه الأعياد، وأن المسلم لا ينبغي أن يقلدهم في أعيادهم".

وصاحب الفتوى هنا يخلط، كما هو واضح، بين الهالوين وعيد جميع القديسين المسيحي فعلاً، كما فعل أحد مشايخ مونتريال، في تصريح إذاعي، عندما خلط  بين الهالوين وعيد البربارة المسيحي.



تجارياً

الهالوين هو مناسبة تجارية بامتياز بعد أن تم تجريده من معانيه المرتبطة بثقافة عصره، مثله مثل عيد الحب وعيد الأب وعيد العمال وعيد الربيع وأعياد الاستقلال وغيرها، فقد طغى على هذه المناسبات الطابع التجاري، وأصبح هدفه الربح فقط، لذلك يتم الترويج له قبل ثلاثة أشهر تقريباً، وتخصص محلات محددة لبيع أدوات وثياب التنكر، والألعاب المنسجمة مع هذه الثياب والأقنعة.


والإعلانات والأفلام التلفزيونية والسينمائية كلها تخاطب الأطفال والمراهقين وتحضهم على الإسراع باقتناء ما يحتاجونه منها قبل نفاذها، وهكذا يعيش الأهل تحت ضغط طلبات الأولاد، ويضطرون لتخصيص قسم من ميزانية العائلة لإنفاقها في المناسبة.

أخيراً لا بد من الإشارة إلى أنه عند وصول المسيحية إلى إيرلندا كان شعبها يؤمن بإله الموت، لذلك كانت طقوس الهالوين هي لخدمة وإرضاء هذا الإله الذي كان أحياناً يطلب، كي يرضى عن الناس، ضحية بشرية. إلا أن العيد ومعانيه خضعت كما هي العادة إلى التطوّر في المضمون والشكل، كي يلبي حاجات البشر المتطورة، إلى أن استلمته العولمة فتم فرضه دون استشارة أحد.

المساهمون