الدمية "شام": استغلال اللاجئين تجارياً

الدمية "شام": استغلال اللاجئين تجارياً

22 أكتوبر 2017
الدمية شام (فيسبوك)
+ الخط -
لم تعد المتاجرة باللاجئين السوريين جديدة أو غريبة في الوقت الحالي، فمنذ سنوات والشركات التجارية والمحطات الإعلامية تحاول أن تتاجر بهذه القضية بهدف تحقيق الانتشار أو الربح، فسبق وأن صممت ثياب خاصة للاجئين مثلاً. وتعامل المصممون والمسوقون مع اللاجئين باعتبارهم كائنات أدنى وشريحة تختلف عن باقي البشر، ويجب أن يكون لهم أغراضهم ومنازلهم وملابسهم الخاصة والمختلفة. واليوم بدأت شريحة من السوريين تؤمن بهذا الاختلاف، وتساهم بنشر الصورة النمطية للاجئين السوريين وتكريسها، وما المشروع الذي أطلقته اللاجئة السورية ميشلين يوسف، إلا دليل على ذلك.

فكرة مشروع يوسف هي تصميم دمية، سمتها "شام"، وهي دمية مخصصة لأطفال اللاجئين السوريين، وترتدي أزياء اللاجئين السوريين. وتحاول يوسف في الوقت الحالي أن تجمع 10 آلاف دولار من خلال حملة أطلقتها عبر فيسبوك، لتصنيع الدمية وتوزيعها على أطفال اللاجئين السوريين بمناسبة عيد الميلاد بعد شهرين.

وبحسب تصريحات يوسف، فإن شكل اللعبة مستوحى من صورة شاهدتها لفتاة في المخيم، ترتدي ثوباً فضفاضاً مرقعا وجزمة بلاستيكية، وتحمل بيدها لعبة محطمة. ولذلك فإن الدمية "ِشام" تحمل بيدها الدمية "ياسمين"، ودلالة الدمية "ياسمين" بحسب يوسف، فهي مرتبطة بتعلق أطفال اللاجئين بألعابهم بعد أن يهربوا من الدمار، واحتفاظهم بتلك الألعاب طيلة فترة اللجوء؟

وبالإضافة للعبة، فإن يوسف وعدت متابعيها بطباعة سلسلة من القصص المصورة لتشرح فيها قصة الدمية "شام". وتتضمن هذه السلسلة قصة تشرح حكاية اللجوء، وتسرد فيها علاقة الدمية "شام" بصديقتها "ياسمين" التي ماتت بالحرب، وكيف استبدلت صديقتها الميتة بدمية تحملها بيدها. وتتضمن كذلك قصة تسرد فيها رحلة النزوح بين البر والبحر، كما تتضمن قصة نجاحها كلاجئة في أوروبا. وفي هذه القصص سنتعرف إلى شخصيات نمطية أخرى، ستتحول إلى ألعاب في المستقبل.

وبالاستناد إلى القصص التي سيتم طرحها قريباً، والمحتوى الإنساني للدمية، تعتقد يوسف أن دميتها "شام" ستتفوق بشعبيتها على "باربي"، وتعتقد بأن الناس سيميلون لشراء الدمية "شام" ليساهموا بإسعاد الأطفال اللاجئين حول العالم. وتسببت هذه التصريحات النارية بإثارة ضجة إعلامية كبيرة. والسبب هو تكريس صورة اللاجئ، وترسيخها في ذهن الأطفال بدل السعي إلى دمجهم في مجتمعات اللجوء بانتظار عودتهم إلى بلادهم. ويذكر أن صحف النظام السوري احتفت بهذا المشروع، بينها صحيفة "الثورة" ووكالة "سانا".







المساهمون