عندما تجتمع الحضارة الأفريقية مع العربية... زنجبار جنة منسية

عندما تجتمع الحضارة الأفريقية مع العربية... زنجبار جنة منسية

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
05 مارس 2020
+ الخط -
"لم أكن أتوقع يوماً أن زيارة شواطئ زنجبار ستكون بهذا الجمال" يقول مارك أودنيال، مدون سياحي. ويضيف "رمال بيضاء، أشجار نخيل تحيط بالمكان، ومياه فيروزية، تجعلك تشعر وكأنك لمست قطعة من الجنة".

تتميز زنجبار بكونها واجهة محببة للعديد من محبي الشواطئ والرحلات المائية، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث يكون الطقس هناك معتدلاً ومشمساً، ما يسمح بقضاء عطلة سياحية استثنائية.

تقع زنجبار في المحيط الهندي تابعة لتنزانيا في شرق أفريقيا. يشار إلى أرخبيل زنجبار في كثير من الأحيان، باسم "جزر التوابل"، يتكون من مجموعة من الجزر التي تقطع طريقها عبر شاطئ شرق أفريقيا. يلفت أودنيال إلى أنه قضى أسبوعاً مليئاً بالمغامرات والاكتشافات، متنقلاً من جزيرة إلى أخرى. 

مغامرات ورفاهية

بدأت رحلة أودنيال من جزر نونجوي، حيث تتمتع بشواطئ رمال الملح البيضاء. تقع على بعد 35 كيلومتراً من البر الرئيسي لتنزانيا. تحتوي الجزيرة على عشرات الفنادق الفاخرة. هناك
يستطيع السائح التمدد على الرمال البيضاء تحت أشعة الشمس، وتذوق أنواع مختلفة من العصائر، أهمها عصير جوز الهند، حيث تكثر هذه الثمرة في تلك الجزيرة.



الصغار والكبار يستمتعون باللعب في الماء والقفز، وممارسة الرياضات المائية المختلفة، كركوب الأمواج وغيرها من الرياضات الممتعة.

بعيداً عن ممارسة السباحة والقفز على الماء، فإن تجربة أخرى تنتظر السياح في فترة المساء. تنطلق العديد من السفن في جولة لاكتشاف الجزر القريبة والتقاط الصور التذكارية، كما يمكن تناول وجبة العشاء على متن هذه السفن، حيث تقام احتفالات فنية ذات طابع أفريقي تساعد في تعريف السياح على الحضارة الأفريقية في زنجبار.

تجربة غنية

تقع جزيرة بيمبا التي تحمل اسم "الجزيرة الخضراء" على بعد 48 كيلومتراً إلى الشمال من زنجبار. إنها الجزيرة الأكثر هدوءاً، حيث يوجد عدد قليل من السياح.

تتميز الفنادق هناك بالنشاطات الترفيهية، والمغامرات التي يمكن للزوار اختبارها. فعلى سبيل المثال، يمكن للزائر تناول وجبة الفطور في صالة زجاجية تحت الماء، يكتشف من خلاله الزائر الحياة المائية في منظر غير مألوف بالنسبة للعديد من السياح. كما تتميز الفنادق في تلك الجزبرة باحتوائها أيضاً على غرف زجاجية تحت الماء.

ما يجعل بيمبا جنة استوائية حقًا، هو مناظرها البحرية المذهلة تحت الماء وحياة بحرية غنية بالألوان ورائعة، وفق أودنيال، الذي يشير إلى أن خوض تجربة المبيت في الغرف الزجاجية، تعطيك دافعاً أكبر للغطس، واكتشاف المرجان البحري.



عادة يقوم الزوار بعمليات الغطس تحت الماء في بيمبا، بمساعدة العديد من المدربين. فلا تفوتوا فرصة اكتشاف أعماق البحار.

تاريخ أصيل

جزيرة زنجبار الأفريقية ليست مجرد جنة مشمسة ورملية فقط، إنها جزيرة ذات جمال مشرق وتاريخ هام. فكل مبنى، فندق، وشارع ضيق، يروي لنا قصة من تاريخ هذه الجزيرة، بحسب ما يؤكده أودنيال.

متحف القصر (المعروف أيضًا باسم بيت الساحل)، تم تشييده في القرن 19، يقع على الواجهة البحرية، وهو أحد المباني الشهيرة في مدينة الحجر في زنجبار. يحتوي القصر على العديد من الرسومات الجدارية التي تحاكي فترة العبودية في تلك الجزيرة.



في مدينة الحجر، يقول أودنيال "تشعر وكأنك دخلت عالم ألف ليلة وليلة. نعم فالمدينة، برموزها وأسلوب حياتها خاصة في المساء، تشبه المدن العربية النموذجية".

يمكن للضيوف قضاء أيام في فقدان أنفسهم في الشوارع الضيقة المتعرجة، ويتعجبون من المآذن الشاهقة، من استكشاف المباني الاستعمارية المتبقية من البرتغاليين والبريطانيين والألمان.

خصائص فريدة

للطعام قصة مختلفة في زنجبار. المأكولات البحرية تأتي في قائمة الأطعمة، ولكن هذا ليس كل شيء، عليك تذوق بيتزا زنجبار. إنها البيتزا الخاصة بالبلاد، والتي تتكون من عجينة رقيقة، يضاف إليها العديد من الفواكه الطبيعية.

تتميز زنجبار بأسواقها، خاصة أسواق الطعام والتوابل. فهي جزيرة القرنفل بلا منازع. ولذا يجول السياح في مزارع القرنفل، ويتوجهون إلى أسواق التوابل للتعرف عليها. كما يأتي سوق حدائق فورودهاني في قائمة الأماكن التي لا بد من زيارتها. يتجول الناس وسط أكشاك الطعام للوجبات الخفيفة، بما في ذلك البيتزا في زنجبار ومشروبات قصب السكر والمأكولات البحرية الطازجة. حتى لو لم تكن جائعًا، فإن المكان يستحق الزيارة.



وفي مدينة الحجر، تستقبلكم العديد من البازارات (الخيار الأفضل هو سوق دراجاني)، ومتاجر الظهر المزودة بصناديق زنجبار المزخرفة والمجوهرات الأفريقية والعربية الأصيلة وجميع أنواع الحلي، إضافة إلى متاجر التحف والآثار.

الوجه الآخر

تعد الزراعة الحرفة الأولى لسكان جزيرة زنجبار. وتشير الدراسات التاريخية إلى أن أشجار التوابل الأكثر شيوعاً، والتي دخلت إلى الجزيرة مع سلاطين عمان. تتميز الجزيرة بوجود أشجار القرنفل، هذا بخلاف عدد من المحاصيل الأخرى من بينها جوز الهند والمانغا والذرة، كما أن أهالي هذه الجزيرة يعملون في عدد من الصناعات مثل صناعة الزيت والحلوى والدواء، بجانب حرفة الصيد.



تتميز البلاد بأسعارها الرخيصة. في السابق كان يتم التعامل بالريال الزنجباري أو الريال البرغشي (نسبة إلى السلطان برغش بن سعيد) وهي العملة المتداولة في زنجبار ما بين 1882 و1908، وقد تم استبدال الريال بعد ذلك بالروبية الزنجبارية.

في زنجبار الإقامة ليست غالية، بالطبع يختار السائح دائماً الإقامة في المنتجعات السياحية الفاخرة، والتي تحتوي على الكثير من الرفاهية، وتأتي أسعارها مرتفعة قليلاً، إلا إذا تمكن السائح من حجز غرفته أو جناحه قبل الإقامة بفترة زمنية.

أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام والشراب، فهي رخيصة جداً، خاصة في الأسواق الشعبية، حيث يقوم السكان بطهي الأطعمة، خاصة أطباق الأسماك، وغيرها من المأكولات الشعبية.

دلالات

ذات صلة

الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
فنادق غزة فارغة العربي الجديد

اقتصاد

تسبب تقييد حركة تنقل السياح الوافدين عبر المعابر الحدودية باتجاه غزة، بتراجع عمل القطاع السياحي بشكل عام، والقطاع الفُندقي على وجه التحديد، والذي يعتمد بشكل أساسي على السياحة الخارجية، بالتزامن مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية داخلياً.
الصورة

اقتصاد

تعتبر باكو، عاصمة أذربيجان، كنزاً دفيناً من التاريخ القوقازي المستقطب للسائحين، لاحتوائها على أبنية حجرية تعود إلى عقود ماضية، ولما في شوارعها وأحيائها من أسرار كثيرة لم تُكتشف بعد.
الصورة
سيول... منارة السياحة الفنية

اقتصاد

تختزن مدينة سيول مزيجاً من الطراز الحديث والكلاسيكي التقليدي، ما يجعلها منارة سياحية فريدة في محيطها، وهي تعكف على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمكافحة انتشار كورونا من أجل ضمان تدفق السياح.