تونس: مهنيو السياحة يدفعون بقياداتهم نحو الوزارة

تونس: مهنيو السياحة يدفعون بقياداتهم نحو الوزارة

13 فبراير 2020
تونس جذبت 9.4 ملايين سائح (Getty)
+ الخط -
يسعى العاملون في قطاع السياحة في تونس لإقناع رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ بتعيين مسؤول من داخل القطاع على رأس وزارة السياحة، معتبرين أن السياحة تحتاج إلى شخصية قادرة على إحداث نقلة نوعية في قطاع يعد العمود الفقري للاقتصاد المحلي.

ورغم إجماع المختصين في الشأن السياحي والاقتصادي على تحقيق الوزير الحالي، روني الطرابلسي، إعادة ديناميكية القطاع وتحقيق نتائج قياسية بجلب أكثر من 9 ملايين سائح العام الماضي، إلا أن مهنيي السياحة يعتبرون أن الطرابلسي لم يعد قادراً على تقديم المزيد من الإضافات بالنسبة إليهم وأن قطاعهم يحتاج إلى مهني ملمّ بتحديات المرحلة المقبلة.

ويتداول في كواليس السياحة اسم محمد علي التومي الذي تسعى وكالات الأسفار والنزل بالدفع به نحو منصب الوزارة.

والتومي هو الرئيس السابق للجامعة التونسية لوكالات الأسفار وهو عضو المكتب السياسي لحزب البديل التونسي الذي يقوده رئيس الحكومة السابق المهدي جمعة. 

ويبرر مهنيو السياحة عدم رغبتهم في تجديد الثقة للوزير الحالي، روني الطرابلسي، رغم دعوات تثبيته في منصبه بأن قطاع السياحة يقدم على مراجعات جذرية في السنوات المقبلة، ويجب أن يؤمنها مهني من القطاع له دراية بمطالب أهل المهنة.


ويقول ظافر لطيف كاتب عام جامعة السياحة لـ"العربي الجديد"، إن المهنيين يولون اهتماماً كبيراً بشخصية وزير السياحة المقبل، معتبراً أن قرب الوزير الجديد من القطاع السياحي محدد لهام لإنجاح تحديات السنوات المقبلة.

وأفاد بأن وزير السياحة الحالي روني الطرابلسي حقق نتائج جيدة، مؤكداً أنه نجح في الاستفادة من تحسّن الوضع الأمني في تونس الذي اشتغلت عليه الحكومة لسنوات سابقة ما ساعده على جلب 9 ملايين سائح العام الماضي.

غير أنه أكد أن تحديات المرحلة القادمة تختلف عن تحديات سابقتها، مشيراً إلى أن المهنيين يتطلعون إلى نقلة نوعية في السياحة التونسية بالاتجاه نحو سياحة الجودة وزيادة الاستثمارات في القطاع، مشدداً على ضرورة اختيار وزير قريب من المهنة ومدرك لخصوصياتها وفق قوله.

واعتبر لطيف أن الوزير المقترح محمد علي التومي قادر على تأمين هذه المهمة نظراً لخبرته الطويلة في المهن السياحية وفق تقديره. وأكد الطرابلسي انه عندما وقع تعيينه وزيراً، قام بكل ما لديه للنجاح في مهمته "أنا باق أم لا، فأنا أقوم بمهمتي من أي موقع". 

وأفاد الطرابلسي في تصريحات إعلامية أمس الأربعاء بـ"أنه لم يتلق أي دعوة من رئيس الحكومة المكلف لتجديد الثقة فيه على رأس وزارة السياحة".


والعام الماضي جاوزت السياحة التونسية أهدافها المرسومة لعام 2019، باستقطاب 9.4 ملايين سائح، متخطية بذلك الأهداف التي وضعها الوزير روني الطرابلسي، منذ تسلمه حقيبة الوزارة، بجذب 9 ملايين وافد، بزيادة 36% في إيرادات القطاع، قياساً بعام 2018.

وبلغت إيرادات القطاع السياحي، بحسب الأرقام الرسمية التي كشفت عنها وزارة السياحة، يوم الجمعة، 5.4 مليارات دينار ( 1.8 مليار دولار) بزيادة تقدر بنحو 35.7% عن الإيرادات المحققة عام 2018.

واتسم عام 2019 بعودة كبار متعهدي الرحلات، وزيادة الاستثمارات في القطاع الذي تعزز بمشاريع سياحية ذات طابع عالمي في الجنوب التونسي، بعد استغلال مجموعة "إنترا" منتجعاً من فئة 5 نجوم نفذته مجموعة "الديار" القطرية، وتم تدشينه مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.


وتسعى تونس إلى تنويع المنتوج السياحي، وفتح مسالك سياحية غير تقليدية، تقوم على الثراء الطبيعي في المناطق الداخلية، فضلاً عن تكثيف تظاهرات السياحة الصحراوية الجالبة للسياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية.

دلالات

المساهمون