قوالب الثلج حلاً وحيداً لمواجهة الحر شمال شرقي سورية 

قوالب الثلج حلاً وحيداً لمواجهة الحر شمال شرقي سورية

سلام حسن

سلام حسن
02 يوليو 2021
+ الخط -

لم يعد الحصول على قوالب الثلج بالأمر الهيّن وسهل المنال، مع القيظ الذي يعاني منه أهالي منطقة الجزيرة شمال شرقي سورية، فقد أصبح الحصول عليه هاجسا يوميا وهمّا يضاف إلى هموم الحياة التي تلاحق المواطن، منها الحصول على الخبز والغاز والوقود والمواد الغذائية

فمع ازدياد ساعات انقطاع الكهرباء وتقنينها وقلة المياه، يضطر المواطنون إلى السعي  للحصول على قالب الثلج يوميا لتأمين مياه شرب باردة، أو الحفاظ على بعض المواد الغذائية ولو لساعات.

من هؤلاء إدريس العلي، صاحب صالون حلاقة، إذ قال لـ"العربي الجديد": "بسبب انقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع درجات الحرارة، نحن مجبرون على شراء قوالب الثلج، لدي 6 أطفال بحاجة لشرب مياه باردة، كون درجات الحرارة لا تحتمل والثلاجات لا تعمل، نعاني من السعر المرتفع، لكن لا حلول أخرى أمامنا لمواجهة الحرّ والحصول على المياه الباردة إلا بذلك عن طريق شراء قوالب الثلج".

بدوره، حبيب موسى، الذي يعمل بنّاء، يقول لـ"العربي الجديد" إنه يحصل على قوالب الثلج من الباعة الجوالين، وليس من المعمل، ويوضح السبب بأنه كان يضطر للوقوف مدة 3 ساعات يوميا للحصول على قالب، وهذا أمر غير معقول.

ويضيف: "أشتري كل يوم قالبين، قالباً للمنزل وقالباً لورشة البناء، فنحن نعمل تحت درجات حرارة عالية، رغم سعره المرتفع نسبيا لكنه غير نظيف، ولا نعرف مصدر المياه الذي  يستخدمونه في صناعة القوالب، سواء من آبار سطحية أو صهاريج مياه قد تكون ملوثة وغير معالجة".

من الأسباب التي تدفع الأهالي لشراء قوالب الثلج ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة في معظم مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، التي تمنعهم من تشغيل الثلاجات، وعدم وجود مواعيد دقيقة وساعات وصل محددة للكهرباء، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل حادة في الفترة الحالية.

من جانبه، يقول تاجر التجزئة فيليب حنا لـ"العربي الجديد": "أشتري كل يوم قالبين أو أكثر بغية تبريد عبوات العصير والمشروبات، وهذا ما يزيد من سعرها، ولا أستطيع بيعها ساخنة للزبائن، فأضطر لوضعها في الثلج، وجاري صاحب محل لبيع الأسماك هو أيضا يستخدم ما لا يقل عن 5 قوالب كل صباح للحفاظ على السمك طازجا".

ويضيف أن "أزمة قوالب الجليد سببها الأساسي هو زيادة الطلب عليها بسبب أزمتي المياه والكهرباء التي تمر بها المنطقة".

في المقابل، أوضح مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن الحل الوحيد لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة بالنسبة لأهالي المنطقة هي توفر الكهرباء، وقضية الخلافات بين الإدارة الذاتية وأصحاب معامل الثلج يقع ضحيتها الأهالي فقط، وهم مجبرون على الحصول عليها  طوال فترة الصيف، لعدم وجود أي بديل بالنسبة لهم".

ويوم أمس، توقفت معظم معامل تصنيع قوالب الثلج عن العمل في مدينة القامشلي، شمال شرق سورية، بعد خلافات بين الإدارة الذاتية وأصحاب المعامل، ما زاد مشاكل الأهالي في الحصول على القوالب الضرورية لهم لمواجهة موجة الحرّ.

ذات صلة

الصورة
أسواق إسرائيل، فرانس برس

اقتصاد

يهرع الإسرائيليون لشراء منتجات الطوارئ، على رأسها مولدات الكهرباء والمصابيح اللاسلكية والبطاريات الاحتياطية، خشية استهداف حزب الله اللبناني البنية التحية.
الصورة
خياط غزي (العربي الجديد)

مجتمع

ينشغل الخمسيني الفلسطيني سعيد اسليم بخياطة قميص على ماكينة الخياطة الخاصة به لكن بطريقة مُبتكرة، يعتمد فيها على دراجة ابنه محمد الهوائية في غزة.
الصورة
الخياط الفلسطيني ماجد أبو حاجب (رويترز)

مجتمع

يقوم خياط فلسطيني بإصلاح قمصان أو سترات الأشخاص الذين نزحوا من منازلهم في غزة بعدما بالكاد تمكنوا من تغيير ملابسهم، لكنه يضطر إلى الاستعانة بدراجة هوائية.
الصورة

مجتمع

أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، وفاة 5 أطفال رضع في "مستشفى النصر" غرب مدينة غزة بعد العثور على جثثهم متحللة.

المساهمون