سورية: الليرة تتهاوى والذهب يخترق مستوى تاريخياً

07 ابريل 2023
أسعار السوق أعلى بنحو 15 ألف ليرة للغرام من أسعار الجمعية المختصة (Getty)
+ الخط -

فيما يستمر سعر الذهب في الارتفاع بالأسواق، هوت الليرة السورية اليوم الجمعة إلى أدنى سعر لها على الإطلاق، بعد أن وصل سعر الدولار في أسواق الصرافة "المرجة والحريقة" في العاصمة دمشق إلى 7600 ليرة، وسجل اليورو 8275 ليرة سورية.

في المقابل، وبسبب التأثر بارتفاع سعر الذهب عالمياً، والإقبال على شراء الذهب بالسوق السورية، هرباً من حيازة واكتناز العملة السورية، قفزت أسعار الذهب بنحو 20 ألف ليرة للغرام خلال أسبوع، ليسجل الغرام من عيار 21 قيراطاً نحو 435 ألف ليرة، ويرتفع سعر الأونصة السورية، بحسب مصادر من دمشق، إلى 15.549 مليون ليرة، والليرة الذهبية من عيار 21 قيراطا إلى 3.570 ملايين ليرة، وهي أعلى أسعار يسجلها الذهب بتاريخ سورية.

وتؤكد الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات لدمشق على الالتزام بالتسعيرة الصادرة عنها "تحت طائلة المسؤولية"، داعية الحرفيين وورش تصنيع الذهب، عند استلامهم بضاعة من أي ورشة، لتحديد الوزن والأجور "بدقة" في الفاتورة وبالليرة السورية حصراً.

ورغم أن أسعار السوق أعلى بنحو 15 ألف ليرة للغرام من أسعار الجمعية المختصة، كما تؤكد المصادر الخاصة، طلبت الجمعية من المواطنين عدم شراء أي ليرة أو أونصة بغير السعر النظامي الصادر عن الجمعية، وفي حال تم الشراء بغير هذا السعر دعت للتقدم بشكوى للجمعية أو مديرية التموين في أي محافظة مخصصة أرقاما للشكايات بحسب البيان الذي أصدرته أمس الخميس.

ويقول نقيب الصاغة بدمشق، غسان جزماتي، إنه بات لزاما على كل صائغ وبائع ذهب أن يضع اسم الشاري في الفاتورة بشكل كامل إلى جانب التفاصيل الأخرى التي تجعل منها فاتورة رسمية ومعتمدة من النقابة، ولاسيما الخاتم الذي يشرعن الفاتورة ويضمن قوة إبراء الرقم المتسلسل الموجود أعلاها، وبطبيعة الحال لا بد من خاتم الصائغ أو البائع الذي اشترى المواطن المصوغات الذهبية منه.

ويشدد جزماتي، خلال تصريح نشرته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام أمس، على أن أي فاتورة ترد إلى النقابة دون أن تحمل على متنها خاتم النقابة ستعتبر بشكل رسمي فاتورة غير نظامية، كما سيعتبر الصائغ أو بائع الذهب الذي نظمها ومنحها "سيئ النية" وسيحال إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة التي تمت فيها عملية البيع لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

ونفى في الوقت نفسه التوقعات التي تقول إن غرام الذهب سيصل إلى 500 ألف ليرة، فـ"من الممكن أن ينخفض أو العكس، لذا لا يمكن لأحد أن يتنبأ بسعر الذهب"، مشيرا إلى أنه "لو كان يستطيع الناس التنبؤ بذلك لاتجهوا نحو الأسواق واشتروا ذهباً تحضيراً لارتفاع سعره، أو باعوا مدخراتهم تفادياً لانخفاض الأسعار".

 ويرى المالي فراس شعبو أن ما يجري بسوق الذهب "طبيعي" نظراً لاستمرار منع التعامل بالعملات الأجنبية، لأن "هروب المكتنزين والمدخرين نحو الذهب هو المجال الوحيد المفتوح والمسموح بسورية"، رابطاً ارتفاع أسعار المعدن النفيس بأسباب دولية، إضافة إلى مخاوف الإبقاء على الليرة السورية التي تراجعت من نحو 6700 ليرة مطلع العام إلى أكثر من 7600 ليرة مقابل الدولار اليوم.

وحول أسباب تهاوي سعر الليرة، رأى أستاذ المالية بجامعة باشاك شهير بإسطنبول شعبو، أن تخفيض المصرف المركزي لسعر الليرة بنحو 2000 لكل دولار قبل أيام بتسعيرة المصارف، ليتراجع سعر الليرة "رسميا بالمصارف" من 4522 إلى 6532 ليرة.

ولفت شعبو، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن تسعير دولار الحوالات رسمياً بنحو 7250 ليرة من المصرف المركزي هو الذي وضع حدا أدنى لسعر الصرف، و"من الصعب تخطي هذا الحاجز، فاعتراف حكومة بشار الأسد بهذا السعر القريب من سعر السوق، زاد من فقدان الأمل بأي انتعاش لليرة بواقع استمرار المضاربات التي يقودها المصرف المركزي بعد انسحابه من التدخل بالسوق".

ويشير المتخصص شعبو إلى أن "الأسباب الاقتصادية، بهذا الشأن، مهمة لا شك، فبلد يستورد حتى الغذاء، يستنزف الدولار من دون أن يعوضه، بعد شلل السياحة وتعطل الإنتاج وعرج الميزان التجاري".

ويذكر أن قرارات مصرف سورية المركزي خفضت، منذ شهر أبريل/ نيسان العام الماضي، حتى آخر نشرة أمس، سعر الصرف الليرة الرسمي في المصارف بنسبة تصل إلى 160 % أي من 2512 إلى 6532 ليرة، وخلال الشهرين الأخيريّن فقط، بنسبة 44%، من 4528 إلى 6532 ليرة.

المساهمون