حرب أوكرانيا تعيد تشكيل سوق الطاقة في أوروبا

حرب أوكرانيا تعيد تشكيل سوق الطاقة في أوروبا

24 فبراير 2023
تغييرات كبيرة شهدتها سوق الطاقة العالمية بعد عام من بدء الحرب الروسية في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

تطوي الحرب الروسية الأوكرانية، الجمعة، أول أعوامها، الذي ألقى بظلاله الثقيلة على أسواق الطاقة الأوروبية، خاصة قطاع الغاز الطبيعي، الذي أعاد تشكيل أسواقه من جديد.

وفي الوقت الذي كانت اقتصادات الدول تحاول التعافي من آثار جائحة كورونا، شهد صيف 2021 حدوث خلل في التوازن بين العرض والطلب داخل أسواق الطاقة العالمية، لتأتي الحرب الروسية الأوكرانية وتعمّق الأزمة.

ورداً على العقوبات الأوروبية المفروضة عليها بسبب الحرب على أوكرانيا، قررت روسيا تقليص تدفقات غازها الطبيعي لدول أوروبا، عبر تعليق الإمدادات من عدة قنوات أبرزها "نورد ستريم 1".

ودفعت الخطوة الروسية هذه الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن بدائل للغاز الروسي، وضمان ملء مخزوناتها، قبل دخول الشتاء.

وأدت هذه التطورات إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لمستويات قياسية لم تشهدها من قبل.

مؤشرات مركز "TTF" المرجعي، وهو مؤسسة تعنى بتداولات الغاز الطبيعي في هولندا، ويعد بمنزلة "بورصة الغاز"، حيث تشكّل أسعاره مرجعاً للتبادلات في أوروبا، كانت خير دليل على ما شهدته أسواق الغاز الطبيعي هناك.

وفي الوقت الذي كانت فيه أسعار عقود الغاز الآجلة بواقع 30 يورو للميغاوات/ ساعة خلال سبتمبر/ أيلول 2021، ارتفع الرقم إلى 346 يورو للميغاوات/ ساعة في أغسطس/ آب 2022.

وفي 23 فبراير 2022، أي عشية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تناهز 87 يورو للميغاوات/ ساعة، لكنها اليوم عادت للتراجع إلى متوسط 55 يورو.

وتسبب بقاء مخازن الغاز الطبيعي الأوروبية في مستويات أعلى من المتوقع، والظروف الجوية المعتدلة، في انخفاض الطلب على الغاز، الأمر الذي حال دون تفاقم أزمة الغاز في أوروبا خلال موسم الشتاء الحالي.

وكانت المحاولات الأوروبية لكسر التبعية للغاز الروسي، وتعزيز استثماراتها في البنى التحتية لهذا النوع من الطاقة، بمثابة تطورات هي "الأولى" من نوعها في الأسواق.

وكنتيجة لهذه التطورات، انخفضت واردات الغاز الأوروبية من روسيا بنسبة 76% خلال سنة واحدة، لكن يبقى التحدي الحالي بالنسبة للاتحاد الأوروبي في بناء مخزونات للشتاء المقبل.

وفي معرض تعليقها، قالت آنا ماريا جالر ماكاريفيتش، محللة أوروبا لدى معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA) للأبحاث، إن 40% من واردات الغاز الأوروبية كانت من روسيا قبل اندلاع الحرب.

وأضافت في حديثها للأناضول أن أوروبا حاولت تقليص تبعيتها لروسيا بهذا الخصوص، الأمر الذي دفعها لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 60%، خلال الفترة الماضية.

ماكاريفيتش أوضحت أيضاً أن واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية من الولايات المتحدة زادت بنسبة 143% خلال 2022.

كذلك زادت واردات أوروبا من قطر للمنتج نفسه، بنسبة 23% في 2022، بحسب ما ذكرته ماكاريفيتش.

وارتفعت واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال من روسيا بنسبة 12% خلال 2022، مقارنة بالعام الذي قبله.

وشددت ماكاريفيتش على أن زيادة أوروبا وارداتها من الغاز المسال أدى إلى ارتفاع أسعار هذا المنتج إلى مستويات قياسية.

وتابعت: "الغاز الطبيعي المسال بات قطاعاً باهظ الثمن، وخطيراً ومتلاعباً".

وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا هجوما ًعلى أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".

(الأناضول)

المساهمون