المغرب يخسر مزيداً من إيرادات الفوسفات منذ بداية العام

المغرب يخسر مزيداً من إيرادات الفوسفات منذ بداية العام

07 نوفمبر 2023
يُعزى تراجع الإيرادات إلى انخفاض مبيعات الأسمدة الطبيعية والكيميائية (Getty)
+ الخط -

تواصل إيرادات صادرات الفوسفات ومشتقاته تراجعها في المغرب منذ بداية العام الحالي، متأثرة بانخفاض أسعار الأسمدة في السوق العالمية، بعدما بلغت مستويات قياسية في العام الماضي، وهو عام اعتبره مراقبون استثنائياً.

ويُظهر أحدث تقرير شهري صادر عن مكتب الصرف حول مؤشرات المبادلات الخارجية للمغرب، أن إيرادات صادرات الفوسفات ومشتقاته تراجعت في آخر سبتمبر/ أيلول المنصرم، إلى 5.35 مليارات دولار، بعدما بلغت في الفترة نفسها من العام الماضي 9.1 مليارات دولار.

ويعزى تراجع تلك الإيرادات إلى انخفاض مبيعات الأسمدة الطبيعية والكيماوية بنسبة 38.1%، والفوسفات الخام 47% والحامض الفوسفوري 52.7%، غير أن تركيز المراقبين ينصب أكثر على إيرادات الأسمدة التي لعبت دوراً حاسماً في ريادة المغرب في الأعوام الأخيرة في سوق الفوسفات ومشتقاته.

وكان "المجمع الشريف للفوسفات" (مجموعة تملكها الدولة) كشف عن انخفاض الإيرادات والهوامش بفعل انخفاض أسعار الأسمدة في النصف الأول من العام الجاري، خاصة في تأخر التوريد، في بلد مثل البرازيل، حيث كان المزارعون يتوقعون انخفاضات جديدة في أسعار الأسمدة، في الوقت نفسه، شهدت أسعار بعض المدخلات مثل الكبريت والأمونياك، انخفاضاً خلال تلك الفترة.

ويعتبر "المجمع الشريف للفوسفات" أن السوق اتسمت بانخفاض الأسعار مقارنة بالمستوى الذي بلغته في العام الماضي، مضيفاً أن بعض العملاء أجّلوا عمليات الشراء مراهنين على الاستفادة من شروط تفضيلية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويضيف أن أسعار الفوسفات الخام والحامض الفوسفوري تأثرت بشروط سوق غير ملائمة، وتراكم فوائض من الأسمدة الفوسفاتية، وتقليص الدعم الحكومي، خاصة في الهند وإندونيسيا.

ويشير تقرير الشركات والمؤسسات المملوكة للدولة، إلى أنه على أثر الارتفاع الكبير الذي عرفته أسعار منتجات الفوسفات في العام الماضي، تحت تأثير ضغوط التضخم المرتبطة بالنزاعات الدولية حقق "المجمع الشريف للفوسفات" في العام الماضي رقم معاملات قياسي في حدود 11.1 مليار دولار.

ويضيف التقرير الصادر بمناسبة عرض مشروع موازنة العام المقبل الذي يناقشه البرلمان في الوقت الحالي، أن الصادرات بجميع فئاتها المتمثلة في الفوسفات والأسمدة والحامض الفوسفوري، انتقلت من 8 مليارات دولار في عام 2021، إلى 11.1 مليار دولار في العام الماضي.

ويعتبر المهندس يونس عمار لـ"العربي الجديد" أن قدرات الإنتاج لدى المغرب تساهم في دعم الحضور القوي لـ"المجمع الشريف للفوسفات" في سوق الأسمدة والفوسفات، كما تتيح له نوعاً من المرونة للاستجابة لجميع العملاء.

ويوضح أن المغرب لديه مخزون من الفوسفات يمثل 72% من الاحتياطي العالمي، يستطيع منذ سنوات التعاطي مع السوق بطريقة تساعده على تكييف عرضه بما يحافظ على هوامشه، خاصة بعدما راهن على تحويل الفوسفات الخام لتوفير الأسمدة ذات القيمة المضافة المرتفعة.

وطالما دأب "المجمع الشريف للفوسفات" منذ أكثر من عقد ونصف على تبني سياسة تقوم على توسيع حضوره في السوق العالمية عبر مصانع في بلدان أفريقية، والعمل على تقليص التكاليف، وتثمين الفوسفات الخام عبر توفير الأسمدة التي تتيح هوامش أرباح مهمة.

ويتطلع المجمع الذي يتحكم في حوالي 72% في مخزون الفوسفات في العالم، إلى بلوغ رقم مبيعات بنحو 10 مليارات دولار في العام الواحد، بعد السياسة الاستثمارية الطموحة التي كشف عنها في العام الماضي.

ويطمح المجمع عبر مخططه الصناعي، الذي يدعمه برنامج استثمار بقيمة 13 مليار دولار، إلى بلوغ قدرات إنتاج على مستوى الأسمدة بـ20 مليون طن بحلول عام 2027، مقابل 12 مليون طن حالياً.

ويأتي سعي المجمع لتوسيع قدراته الإنتاجية بالنظر لتقديرات الطلب الآتي من القارة الأفريقية، حيث تحتاج إلى 8 ملايين طن في العام، بينما ينتظر أن يصل استهلاكها إلى 40 مليون طن لضمان أمنها الغذائي.

المساهمون