الذهب يسجل أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من 5 أشهر.. والدولار يرتفع

24 مايو 2024
أونصة الذهب سجلت مستوى قياسياً بلغ 2449.89 دولاراً يوم الاثنين، 20 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الدولار يشهد ارتفاعًا ملحوظًا مقابل العملات الرئيسية عالميًا، مدفوعًا ببيانات اقتصادية أمريكية قوية تعزز التوقعات حول التضخم وأسعار الفائدة، مما يؤثر سلبًا على أسعار الذهب ويقودها نحو أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من خمسة أشهر.
- المعادن الثمينة الأخرى مثل الفضة، البلاتين، والبلاديوم تتكبد خسائر أسبوعية، بينما اليورو والدولار الأسترالي والنيوزيلندي يتراجعون أمام الدولار، مما يعكس تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية والتوقعات العالمية.
- الأسهم اليابانية والأوروبية تواجه خسائر أسبوعية بسبب البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية والتوقعات المتزايدة لاستمرار ارتفاع التضخم، مع تأثر الأسواق بتراجعات في وول ستريت وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.

فيما يواصل الدولار صعوده، تتجه أسعار الذهب إلى أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من خمسة أشهر مع قرب نهاية تعاملات الأسبوع بعدما بلغت أدنى مستوياتها في أسبوعين اليوم الجمعة، لا سيما مع بدء تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة بعدما كشف محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) عن احتمال للتشديد النقدي. ووفقاً لبيانات "رويترز"، ارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2336.86 دولاراً بحلول الساعة 05:46 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل أدنى مستوياته منذ التاسع من مايو/أيار في وقت سابق.

وكان الذهب قد ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 2449.89 دولاراً يوم الاثنين الماضي، لكنه انخفض نحو 5% منذ ذلك الحين. واليوم الجمعة، استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 2337.8 دولاراً. وتعقيباً، قال رئيس إدارة الاقتصاد الكلي العالمي في "تيستي لايف" إيليا سبيفاك: "لهجة التشديد النقدي الواردة في محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن السياسة النقدية في مايو تشير إلى عجز صناع السياسة عن خفض أسعار الفائدة بثقة.. مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة والدولار، ويبدو أن المعادن بما فيها الذهب تأثرت بذلك".

معلوم أن الذهب وسيلة للتحوط من التضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً. ورغم أن السياسة الحالية هي "الإبقاء" على أسعار الفائدة عند مستواها الحالي، كشف محضر الاجتماع الذي صدر يوم الأربعاء أيضا عن مناقشات بشأن احتمال رفعها مرات أخرى. وأظهرت رهانات المتعاملين تزايد الشكوك في أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة أكثر من مرة هذا العام.

وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 30.49 دولاراً للأوقية. وزاد البلاتين 0.3% إلى 1022.35 دولاراً، وصعد البلاديوم 0.6% إلى 974.73 دولاراً. وتتجه المعادن الثلاثة نحو تسجيل خسائر أسبوعية.

وفي سوق العملات، يتجه الدولار صوب تسجيل أكبر ارتفاع أسبوعي له في شهر ونصف الشهر اليوم الجمعة، إذ تسببت بيانات اقتصادية أميركية جاءت قوية على نحو مفاجئ في توتر الأسواق بشأن توقعات التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وأظهرت بيانات مايو/أيار تسارع النشاط التجاري في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين، وأفاد أصحاب الأعمال بارتفاع أسعار المدخلات لتتراجع توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية وتصعد عوائد السندات الحكومية. وارتفع الدولار نحو 1% تقريبا هذا الأسبوع مقابل الين إلى 157.11، على الرغم من ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية أيضاً إلى أعلى مستوياتها خلال عقد وتجاوزت 1% للسندات لأجل عشر سنوات.

وتباطأ التضخم الأساسي في اليابان للشهر الثاني على التوالي في إبريل/نيسان ليتماشى مع توقعات السوق ويظل أعلى من هدف البنك المركزي عند 2.2%. وأظهر محضر الاجتماع الماضي لمجلس الاحتياطي الاتحادي والذي صدر هذا الأسبوع نقاشاً مباشراً بين صنّاع السياسة حول ما إذا كانت المعدلات الحالية للفائدة مرتفعة بدرجة كافية للسيطرة على التضخم. ويتوقع المتعاملون الآن أن يكون أول خفض لأسعار الفائدة من المركزي الأميركي في ديسمبر/كانون الأول.

وتراجع الدولار الأسترالي إلى 0.6592 دولار أميركي الجمعة، بعدما فشل في الحفاظ على المستوى الرئيسي عند 0.6650 ليخسر 1.4% خلال الأسبوع ويظل بعيدا للغاية عن أعلى مستوى له في أربعة أشهر عند 0.6714. كما فقد الدولار النيوزيلندي 0.6% خلال الأسبوع ليجري تداوله عند 0.6098 دولار أميركي. وارتفع اليورو من أدنى مستوى له في تسعة أشهر أمام الجنيه الإسترليني والذي سجله أمس الخميس، عندما زاد مؤشر الأجور الأوروبي الرئيسي. وتم تداول اليورو عند 1.0809 دولار في المعاملات الآسيوية، بانخفاض 0.5% خلال الأسبوع، بحسب بيانات "رويترز".

وبدأت الصين يومها الثاني من المناورات الحربية حول تايوان. واستقر اليوان اليوم الجمعة عند 7.2454 للدولار متجهاً صوب أكبر انخفاض أسبوعي له منذ مارس/آذار. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.6% تقريبا خلال الأسبوع إلى 105.1 نقاط في طريقه لتحقيق أكبر ارتفاع أسبوعي له منذ منتصف إبريل/نيسان. ويترقب المتعاملون مجموعة من البيانات الاقتصادية في وقت لاحق من اليوم منها البيانات النهائية للناتج المحلي الإجمالي الألماني ومبيعات التجزئة البريطانية والكندية وطلبات السلع المعمرة الأميركية وتصريحات لصانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي ومجلس الاحتياطي الاتحادي.

أسهم اليابان تسجل خسارة أسبوعية بفعل توقعات الفائدة الأميركية

في بورصات الأسهم، انخفض المؤشر نيكاي الياباني اليوم الجمعة، على أثر تراجع نظرائه في وول ستريت بعد بيانات اقتصادية أميركية قوية عززت الرهانات على أن التضخم قد يؤخر تحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي لخفض أسعار الفائدة. وانخفض نيكاي 1.17% إلى 38646.11 نقطة عند الإغلاق، وكان قد هبط في وقت سابق بما يصل إلى 1.9%. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.44%.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الثلاثة الرئيسية الليلة الماضية بقيادة داو جونز الذي انخفض 1.5%، بعدما أعلنت المصانع الأميركية ارتفاع أسعار مجموعة من المدخلات مما يشير إلى أن تضخم أسعار السلع قد يرتفع في الأشهر المقبلة. وقفزت عوائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوع عند 4.498% مع تقليص المتعاملين رهاناتهم من خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام إلى احتمال الخفض بمقدار ربع نقطة مئوية فقط.

وفي هذا الصدد، قال خبير الأسهم في شركة نومورا للأوراق المالية كازو كاميتاني: "يبدو بالتأكيد أن التحركات في أسعار الأسهم اليابانية على المدى القصير على الأقل معتمدة على مستويات عوائد السندات الأميركية". وأضاف أنه مع تحول المؤشر ليصعد بشكل طفيف مع إغلاق تعاملات اليوم الجمعة "من المحتمل أن يستقر نيكاي عند المستويات الحالية أو حتى يتجه لتحقيق مكاسب من الأسبوع المقبل".

وخسر المؤشر 0.36% على مدار الأسبوع، لكنه ربح أكثر من 15% هذا العام مما يجعله ضمن الأسواق الأفضل أداء على مستوى العالم. وارتفع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 41087.75 نقطة يوم 22 مارس قبل أن يتراجع في الشهر التالي إلى أدنى مستوى له عند 36733.06 نقطة. وتراجعت أسهم شركات الرقائق اليوم الجمعة بشكل حاد لتكون من بين الأسوأ أداء على المؤشر نيكاي بعدما ارتفعت أمس الخميس، بفضل توقعات أرباح إنفيديا. وانخفض سهم أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق 4.5%، وهبط سهم طوكيو إلكترون لمعدات صناعة الرقائق 2.8%، ونزل سهم ليزرتك 4.5%.

أكبر انخفاض للأسهم الأوروبية في 5 أسابيع

وتراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم الجمعة، وهي في سبيلها لتسجيل أكبر نسبة انخفاض أسبوعية في أكثر من خمسة أسابيع في وقت ظهرت مؤشرات على استمرار ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وتعافي اقتصاد منطقة اليورو، مما قلص آمال تنفيذ بنوك مركزية كبرى لخفض أسعار الفائدة هذا العام. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7% بحلول الساعة 07:10 بتوقيت غرينتش، وفقاً لبيانات "رويترز".

وتعرضت أسهم شركات التكنولوجيا الأوروبية الحساسة لأسعار الفائدة لأكبر خسائر وهبط مؤشر قطاعها 1.4%، وتلاها قطاع شركات المرافق ثم البنوك. لكن أسهم شركة رينو ارتفعت 2.4% بعدما أعلنت شركة تصنيع السيارات الفرنسية خطة إعادة شراء للأسهم ورفع بنك يو.بي.إس من توصيته للسهم إلى الاحتفاظ من البيع. وعوض سهم شركة ناشونال جريد البريطانية للمرافق بعض خسائره التي سجلها أمس الخميس، عندما هوى بأكثر من عشرة بالمائة بعدما أعلنت الشركة خططا لجمع نحو سبعة مليارات جنيه إسترليني (8.9 مليارات دولار) وسجل السهم اليوم ارتفاعا بنسبة ثمانية بالمائة تقريبا. ووصلت عائدات السندات الألمانية لأجل عامين لأعلى مستوى في ستة أشهر الخميس، بعدما أظهر مسح أن أنشطة الأعمال في منطقة اليورو نمت بأسرع وتيرة في عام هذا الشهر. وجرى تداول تلك السندات دون تلك المستويات مباشرة اليوم الجمعة.

المساهمون