استمرار وصول المساعدات الإنسانية للنظام السوري وسط اتهامه بسرقتها

20 فبراير 2023
دمار كبير يطاول شمال غربي سورية (Getty)
+ الخط -

يستمر وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة النظام السوري صباح اليوم وسط اتهامات له ببيعها وسرقتها لصالح المليشيات بدل توزيعها على المتضررين من الزلزال المدمر فيما سمح النظام بدخول أول دفعة مساعدات إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب بعد أسبوعين على الزلزال.

وقالت مصادر محلية إن باخرة محملة بمئات الأطنان من المساعدات الإنسانية وصلت صباح اليوم إلى ميناء اللاذقية، بهدف دعم المتضررين من الزلزال المدمر. وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إن الباخرة التي وصلت إلى اللاذقية مصرية، وهي محملة بنحو 500 طن من المساعدات الإغاثية لدعم جهود مواجهة تداعيات الزلزال وتقديم الإغاثة للمتضررين.

وأضافت الوكالة أن حمولة الباخرة سيتم تسليمها إلى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، لتوزيعها على المناطق المتضررة من الزلزال

وبحسب مصادر محلية إعلامية تابعة للنظام، فقد دخلت أمس إلى مناطق النظام شاحنات من معبر نصيب تحمل أطنانا من المساعدات قادمة من البحرين وجرى تسليمها إلى الهلال الأحمر السوري، فيما هبطت 11 طائرة أجنبية وعربية في مطارات حلب ودمشق واللاذقية جلها قادمة من الإمارات العربية المتحدة وليبيا وروسيا وباكستان، لإغاثة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب سورية.

ووصلت قرابة 200 طائرة محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية إلى المطارات الخاضعة للنظام السوري منذ وقوع الزلزال المدمر في السادس من شباط الجاري، فيما تتهم مصادر معارضة النظام بسرقة تلك المساعدات وتوزيعها على المليشيات التابعة والموالية له.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية" مساء أمس إن طائرات شحن مقدمة من 22 دولة كمساعدات بلغ عددها 166 طائرة محملة بأكثر من 8632 طن من المساعدات وصلت إلى مناطق النظام حتى صباح يوم أمس، فيما بلغت المساعدات الإنسانية الواصلة عبر الطرق البرية والبحرية 324 شحنة محملة بأكثر 8234 طنا من المساعدات.

وأضاف الفريق: "المساعدات الأممية الواصلة منذ الزلزال تجاوزت أكثر من 4588 طنا من المساعدات، وإجمالي المساعدات الإنسانية الواصلة حتى الآن 21,454 طنا من مختلف التجهيزات".

وقال أيضاً إن "القوافل الأممية الواردة إلى مناطق المعارضة ضمت 196 شاحنة تحمل 3855 طنا من المساعدات، والشاحنات الإغاثية من المنظمات والتبرعات الدولية فيها 116 شاحنة تضم 2845 طنا، وعدد الشاحنات نتيجة التبرعات المحلية 302 شاحنة تضم 5354 طنا من المساعدات".

وأوضح الفريق أن إجمالي المساعدات الإنسانية الواصلة إلى مناطق المعارضة بلغ 12,054 طنا من مختلف التجهيزات. وبالتالي فإن "ما وصل إلى مناطق النظام السوري 64% من إجمالي المساعدات الواصلة إلى سورية، في حين حصل الشمال السوري على 36% من المساعدات".

وأكد الفريق أن "المساعدات الإنسانية الواصلة إلى مناطق الشمال السوري لم تستطع حتى الآن تغطية 8% من عمليات الإغاثة للمنكوبين في المنطقة، دون أي تحرك جاد أو فعلي من المجتمع الدولي. وذلك على الرغم من أن أعداد المتضررين في شمال غربي سورية تبلغ ثلاثة أضعاف المتضررين في مناطق النظام السوري، إلا أن التجاهل الدولي لعمليات الإغاثة في المنطقة لا يمكن التغاضي عنه مطلقاً".

وبحسب "منسقو استجابة سورية" قام النظام السوري بالسطو على جزء كبير من المساعدات الإنسانية الواردة له ويقوم بتوزيعها على المليشيات التابعة له ويقوم ببيع الجزء الآخر للمتضررين، وبذلك استطاع النظام السوري إظهار مناطقه أنها بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وأضاف الفريق: "استطاع النظام السوري التلاعب بالمسؤولين الأمميين والدوليين من خلال إدراج المناطق المتضررة من العمليات العسكرية السابقة على أنها متضررة من الزلزال الأخير، وهذا ما لوحظ من خلال مئات المقاطع المصورة، وتصريحات بعض المسؤولين الأمميين أبرزها الصحة العالمية".

وأنهى الفريق بيانه: "في خضم الإحصائيات الأخيرة والتواطؤ الكبير مع استمرار التطبيع مع النظام السوري الذي تقوده الأمم المتحدة بشكل علني، نطلب إخراج ملف المساعدات الإنسانية الخاص بالشمال السوري من قبضة الأمم المتحدة وتحويله إلى دولة محايدة تدير ملف العمليات الإنسانية بشكل شفاف وعلني أمام المجتمع الدولي".

وفي شأن متصل، أكدت مصادر محلية مقربة من "قسد"، فضلت عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية، أن أول شحنة مساعدات دخلت مساء أمس إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لـ"قسد" في مدينة حلب، وذلك بسبب حصار النظام المستمر للحيين.

وبحسب المصادر دخلت المساعدات عن طريق الهلال الأحمر السوري عبر حواجز الفرقة الرابعة التي تحاصر الحي، مضيفة أن الشحنة التي دخلت هي عبارة عن 3 شاحنات فقط تحمل مواد غذائية وطبية، وذكرت المصادر أن هناك على الأقل 3 آلاف عائلة نازحة ومشردة في مراكز الإيواء داخل الحي بسبب الزلزال.

ونقلت المصادر أن الشاحنات دخلت بعد تدخل روسي وضغط على قوات النظام التي تستغل الحصار، بهدف فرض شروطها على مليشيات "قسد" في مناطق أخرى وإجبار "قسد" على الاستمرار في توريد النفط إلى مناطق سيطرة النظام.

ويحاصر النظام الحيين فعليا منذ سنوات ومنع دخول المواد الغذائية والمساعدات منذ وقوع الزلزال، على الرغم من تضرر آلاف العائلات فضلا عن وجود خطر على حياتهم جراء وجود أبنية متصدعة آيلة للسقوط.

المساهمون