سورية: تدفق مياه الخابور بسبب الزلزال يحيي آمال المزارعين

سورية: تدفق مياه الخابور بسبب الزلزال يحيي آمال المزارعين

القامشلى

سلام حسن

سلام حسن
16 فبراير 2023
+ الخط -

أحيا تدفق نهر الخابور من جديد بعد نحو 14 عاما من الجفاف، بعد الزلزال الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا، أمل المزارعين في مناطق شمال شرق سورية التي يمر منها النهر، وهو واحد من الأنهار المهمة لقطاع الزراعة. ويمهد هذا التطور العودة لزراعة الأراضي في المنطقة، وتغيير الواقع الاقتصادي للفلاحين والمزارعين على حد سواء.
وفي هذا الخصوص قال الفلاح عواد الأحمد لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ عشر سنوات قطعت تركيا علينا نهر الخابور، ولكن بسبب الزلزال الأخير على تركيا أجبرت على فتح نوافذ صغيرة من السدود والحمد لله الخابور عامر بمائه اليوم، وجميع الفلاحين سعداء بذلك".
أضاف الأحمد: "منذ أكثر من ثماني سنوات قمنا بأخذ محركات الضخ إلى منازلنا وأغلب الفلاحين هاجروا، أتيت بمحرك الضخ اليوم ووضعته على نهر الخابور لسقاية الأراضي الزراعية، والتي تقدر مساحتها بعشرة دونمات".

وتابع: المزارعون الذين كانوا يزرعون عشرين وثلاثين دونماً أصبحوا يزرعون دونماً واحداً بعد جفاف النهر، نحن نطالب الدول الكبرى بأن تضغط على تركيا لتُبقي على تدفق مياه الخابور لكي نقوي الاقتصاد ونؤمن القمح الذي يسد حاجة الأهالي، أنا واحد من الناس لا أستطيع تأمين ربطة خبز لأولادي، فعندما يبقى الخابور نستطيع أن نزرع كل شيء من الخضر والقمح وغيرهما من المنتجات الزراعية".

بدوره، قال المزارع حسين الحسن لـ"العربي الجديد": "كان نهر الخابور قديما يوفر لنا الماء لنزرع الأشجار والحمضيات والتفاح والعنب والقمح، وكان الدونم ينتج كمية وفيرة من القمح تصل لنحو 800 كيلوغرام، انقطاع الخابور تسبب في تراجع حاد بالمساحات المزروعة، فأنا زرعت هذا العام ما يقارب دونماً ونصفاً من أرضي، وهذا لا يكفيني شيئا. بسبب انعدام الخابور، نتيجة الزلزال الأخير، أصبح لدى تركيا ضغط في سدودها فقامت بفتح القليل من مياه الخابور.
وتابع الحسن: "نحن كمزارعين فرحنا كثيرا بتدفق النهر ووضعنا محركات الضخ، ولكننا نطلب من المجتمع الدولي أن يضغط على تركيا لاستمرار جريان النهر حتى نعيش. انعدم كل شيء فإن نهر الخابور يغطي المنطقة من رأس العين إلى الحدود العراقية مررنا بسنين جفاف فقد ماتت الحياة بسبب انقطاع النهر".

الرئيس المشترك لإدارة الموارد المائية في الحسكة في "الإدارة الذاتية" محمد الأسود قال لـ"العربي الجديد": "يعتبر نهر الخابور من أهم الأنهار في إقليم الجزيرة خاصة وسورية بشكل عام، حيث تمتد على هذا النهر مجموعة خصبة من الأراضي الزراعية تقدر بـ150 ألف هكتار، ابتداءً من منبعه في رأس العين حتى مصبه في بلدة البصيرة وتزرع هذه المساحات الواسعة بالمحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن والذرة والخضار الصيفية والشتوية".

وأوضح أن النهر تم قطعه منذ أكثر من عشر سنوات من الجانب التركي، وأصبح عبارة عن نهر جاف وعدم جريان النهر إلا أوقات هطول الأمطار والفيضانات.

الرئيس المشترك لإدارة الموارد المائية في الحسكة في "الإدارة الذاتية" محمد الأسود قال لـ"العربي الجديد": "يعتبر نهر الخابور من أهم الأنهار في إقليم الجزيرة

وأضاف: "تم عزوف الكثير من المزارعين عن الزراعة ما أدى إلى الهجرة الداخلية والخارجية وتدني الإنتاج الزراعي"، مشيرا إلى أن عودة هذا النهر وجريانه بتدفق 15 متر مكعب في الثانية في هذه الآونة مؤشر إيجابي لعودة حياة السكان وانتعاش الزراعة.

وانعكس جريان نهر الخابور إيجابا ليس فقط على المزارعين والفلاحين في المنطقة وإنما على معامل تعبئة المياه في المنطقة، حيث أوضح العامل في مصنع لتعبئة المياه المعدنية محسن العبد الله لـ"العربي الجديد" أن المعمل توقف منذ حوالي شهرين. وقال: "نحن عمال وهذا المعمل مصدر معيشتنا الوحيد، وإذا توقف سيسبب تشرد 30 عائلة، وعودة المياه لنهر الخابور حلت أزمة حقيقية لنا، لذلك نريد أن يستمر تدفق المياه لنواصل عملنا ونرجو أن يستمر".

والخابور ينبع من عدة ينابيع في منطقة رأس العين السورية، إلى الغرب من مدينة رأس العين قرب الحدود التركية، من أهمها عيون كبريت (2.1)، والحصان، والزرقاء الشمالية، والزرقاء الجنوبية، والمالحة، والفوارة.

المساهمون