هنري مور.. كيف رأى الجدار في الحروب؟

17 يونيو 2024
هنري مور يفحص أحد أعماله عام 1953 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يصدر كتاب "هنري مور: ظلال على الحائط" في نهاية الشهر، مستكشفًا سلسلة "المأوى" التي رسمها مور بعد تدمير مرسمه خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تحول الجدار إلى موضوع رئيسي في أعماله، معبرًا عن الحماية والأمان.
- المعرض المصاحب لإصدار الكتاب يعرض خمسين رسمًا توضيحيًا، يبرز كيف أصبح الجدار مرجعية بصرية لمور، خاصة في مشاهد اللجوء إلى محطات المترو خلال غارات القنابل، مستخدمًا تقنيات متنوعة في رسوماته.
- تكشف الأعمال المعروضة كيف ركز مور على الدراما الإنسانية للأشخاص الذين اجتمعوا في ظروف قاهرة، وتطورت هذه الفكرة لتظهر في أعماله اللاحقة، مثل النقوش الجدارية والمنحوتات البرونزية، معالجًا ثيمات لم تُدرس من قبل في تجربته الفنية.

في نهاية الشهر الجاري، يصدر عن "منشورات بول هولبرتون" كتاب "هنري مور: ظلال على الحائط" لمجموعة من الباحثين ومؤرّخي الفنّ، هم: بينيلوبي كيرتس، وألكسندرا غيرستين، وكيتي غوتاردو، وشارلوت دي ميل، ويتضمّن قراءة جديدة لسلسلة "المأوى" الشهيرة للفنّان البريطاني (1898 - 1986).

السلسلة رُسمت بعد تدمير مرسم مور في بدايات الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ في رسم شخصيات تحتمي بالجُدران من غارات القنابل، ليستحوذ الجدار بوصفه مساحة يلوذ بها البشر على انتباهه بطريقة جديدة تماماً، ويُهيمن كمشهد وتكوين على رسوماته.

يُنشر الكتاب الذي يضمّ خمسين رسماً توضيحياً بالتزامن مع إقامة معرض يحمل العنوان ذاته، والذي انطلق في الثامن من الشهر الجاري في "غاليري رسوم غيلبرت وإلديكو بتلر" بالعاصمة البريطانية والذي يتواصل حتى الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل.

ركّز على الدراما الإنسانية للغرباء الذين أجبروا على التجمع في مكان معاً

تكشف رسومات الكتاب والمعرض مدى افتتان مور بالجدار الذي بات بكتلته وحجمه والطوب المبني منه مرجعية بصرية لمشاريعه النحتية في فترة ما بعد الحرب، وانبثقت الفكرة لديه في أثناء هجوم القوات الجوية الألمانية على لندن ما بين أيلول/ سبتمبر 1940 وأيار/ مايو 1941، حيث لجأت حشود من الناس إلى محطّات مترو الأنفاق هرباً من القصف الليلي.

وثّق الفنّان هذه المشاهد في مئات الرسومات التي تُبرز أشخاصاً يقفون ملتصقين بالجدار أو يرتمون على الأرض ورؤوسهم عند أسفل الجدران، أو أناس ينامون و يستلقون على الفراش بالقرب من جدران الملاجئ التي اختبؤوا فيها، وتتنوّع التقنيات والموادّ المستخدمة بين أقلام الحبر والرصاص والطبشور الملوّن والشمع والألوان المائية وغيرها.

لوحة "أربع شخصيات في إطار" لهنري موري على غلاف الكتاب
لوحة "أربع شخصيات في إطار" لهنري مور على غلاف الكتاب

ركّز هنري مور على الدراما الإنسانية للغرباء الذين أجبروا على التجمّع في مكان معاً، ثم بدأ بتطوير المشهد عبر رسم المساحات الضيّقة والجدران المبنية من الطوب في رسومات تخطيطية ظهرت لاحقاً في أعماله التي نفّذها بعد انتهاء الحرب، ومنها نقشٌ جداري على مبنى في روتردام، وكذلك في منحوتة برونزية صغيرة لشخصية جالسة أمام جدار، وُضع في مقدّمة مقرّ اليونسكو بباريس.

المعرض والكتاب يُضيئان ثيمة لم تدرس في تجربة الفنان من قبل، إذ انتقل في رسومات ومنحوتات نفّذها نهاية الأربعينيات، وفي الخمسينيات، إلى تصوير شخصيات تنتمي إلى فترات زمنية مختلفة ومنها هناك امرأة ترتدي قبعة وتريح رأسها بضجر على الحائط؛ لكن لباسها أقرب إلى أزياء القرن الخامس عشر، مع تعابير وجهها البائسة بجانب جدار دمّرت أجزاء منه.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون