سماء إبراهيم.. مونودراما تستحضر أوبرا "كارمن"
سماء إبراهيم.. مونودراما تستحضر أوبرا "كارمن"
قدّمت الممثلة والمخرجة المصرية سماء إبراهيم عدّة معالجات لنصوص مسرحيّة في أعمالها التي عرضتها خلال السنوات الماضية، وشاركت في تأدية بعضها على الخشبة، كان آخرها "العذراء والموت" للكاتب التشيلي أرييل دورفمان (1942) التي تتضمّن نقداً مركّباً للسلطة الأبوية في أبعادها السياسية والاجتماعية.
في مغامرة جديدة، ذهبت نحو عرضِ مقتبس عن أوبرا "كارمن" لمؤّلفها الفرنسي جورج بيزيه، والتي تحوّلت إلى السينما والمسرح في أعمال حملت رؤى متعدّدة، لكنها تقّمه هذه المرة في مونودراما لا تخلو من الغناء والاستعراض.
"أنا كارمن" عنوان المسرحية التي قامت بتأليفها وإخراجها وتمثيلها، وتُعرض عند السابعة والنصف من مساء السبت المُقبل على خشبة مسرح "مكتبة الإسكندرية"، ضمن فعاليات الدورة العشرين من "مهرجان الصيف الدولي" الذي تنظّمه المكتبة.
النص الذي أعدّته إبراهيم باللهجة العامية ويحتوي أشعاراً زجليّة كثيرة، يناقش فكرة الحرية والوعي بشكل عام، ويبدأ العرض بدخول امرأة من باب الصالة ترتدي معطفاً أبيض اللون وتضع نظارة طبية سميكة تمسك بمكنسة طويلة تكنس بها المسرح وتتحدّث إلى نفسها بغضب شديد تصبّ جامه على مدير المسرح الذي يكلّفها بأعمال شاقة تفوق طاقتها.
عاملة التنظيف في المسرح، تحفظ عرض "كارمن" جملة جمل من كثرة ما سمعته خلف الكواليس، كما أنّها تجد أن العمل يشبه في كثير من جوانبه تجارب عاشتها في حياتها العادية، بل إنّها تحزن حزناً شديداً على موت كارمن، وانحازت لها في مواجهة عشيقها.
تكثّف إبراهيم الحالات الشعورية لدى العاملة والأفكار التي تتوارد على رأسها، وهي تستعيد "كارمن" وهي في مجمل ما تقدّمه، مقتبس من الواقع المصري بمشاكله الاجتماعية التي تواجه معظم أفراده، خاصّة النساء منهم، وفي كلّ مشهد يكتشف المشاهد أنَّ العاملة تمتلك ثقافة ووعياً يتجاوز طبيعة المهنة التي تقوم بها، ليتواصل بوحها، ثم تنتقل لتأدية شخصية أخرى هي ممثلة العرض التي تؤدي أدواراً مختلفة لامرأة مخذولة في الحب، أو ربّة بيت بسيطة، أو ناشطة مؤمنة بالأفكار النسوية، أو امرأة فلسطينية تقاوم الاحتلال.
العرض يعتمد الموسيقى الأصلية لجورج بيزيه، ومقطوعات أخرى لأيمن الخياط، وتوزيع موسيقى لمحمد حسني، وتصميم ملابس لرشيدة علي، بينما أسند التأليف والسينوغرافيا والإخراج لسماء إبراهيم.
