"المعجم الموحّد لمُصطلحات كرة القدم".. الرياضة في ضيافة الضاد
إذا كانت الرياضة بعمومها قد صارت موضوعاً للبحث الفلسفي واللغوي، فإنّ كرة القدم بوصفها الرياضة الأكثر شعبية، باتت الشغل الشاغل للعلوم الإنسانية. وكذلك الأمر من حيث هي ظاهرة اجتماعية للُّغة قولٌ فيها بالضرورة، إذ تنامت المفردات المتعلّقة بها، وشاعت على الألسنة وفي الكتابة بشكلٍ عمومي.
بالتزامن مع الحدث الرياضي الأكبر عالمياً؛ كأس العالم 2022، والمُقامة فعالياتُه هذه الأيام في قطر حتى الثامن عشر من هذا الشهر، صدَر عن "المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"، حديثاً، "المعجم الموحّد لمصطلحات كرة القدم". وهذا ما يؤكّد أنّ اللغة العربية تتفاعل بشكلٍ مباشر مع التطوّرات الراهنة، خاصة أنّ "المونديال العربي" قد وضع اللُّعبة في قلب الحياة اليومية الراهنة.
قُدّم المعجم في مقرّ "أكاديمية المملكة المغربية" في الرباط يوم السبت الماضي، وهو يوفّر قاعدة بيانات مصطلحيّة غنية باللغة العربية، تغطّي معظم المفاهيم الرياضية والمتخصّصة في المجال، ويضمُّ 906 مصطلحاً في ثلاث لغات، هي: العربية والإنكليزية والفرنسية، و870 مدخَلاً مشفوعاً بالتعريف.
يُشار إلى أنّ فكرة المُعجَم الأُولى تعود إلى عام 2012، حيثُ كان جزءاً من مشروع "القاموس العربي الموحَّد للمُصطلحات الرياضية"، الذي عُرض على اللجنة العلمية لـ"الاتحاد العربي للتربية البدنية والرياضة المدرسية"، وذلك على هامش دورة الألعاب الرياضية المدرسية العربية التاسعة عشرة التي احتضنتها آنذاك الكويت.
بعد ذلك التاريخ بعامٍ واحد، عُرض المعجم على الدورة الثانية عشرة من "مؤتمر التعريب" الذي انعقدَ في الخرطوم (2013)، وكُلّفت لجنة متخصّصة تضمُّ لغويّين ومختصّين في الرياضة من مختلف الدول العربية بالمراجعة والتقويم في مرحلة أولى، ثم عُرِض العمل في صيغته النهائية على الجلسة العامة للمؤتمر التي صدّقت عليه ووافقت على نشره.
ومع تنظيم كأس العالم لأوّل مرّة في بلد عربي، قرّر مكتب تنسيق التعريب تشكيل فريق لإصدار المُجلّد الخاص بكرة القدم وإغنائه ومراجعته مراجعةً شاملة؛ وذلك بإضافة المصطلحات الجديدة وتدقيق كلّ المصطلحات التي تضمّنها هذا الجزء في نسخته الأُولى.
وتأتي أهمّية هذا المعجم بعد اعتماد "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) اللغة العربية لغةً رسمية لديه، إلى جانب الإنكليزية والفرنسية والإسبانية الألمانية.
