"الفن البنيني": منذ القرن الخامس عشر إلى اليوم

"الفن البنيني": منذ القرن الخامس عشر إلى اليوم

18 يناير 2023
من المعرض
+ الخط -

في آب/ أغسطس 2021، أعلنت ألمانيا عن اتفاق لتسليم مئات القطع الأثرية والأعمال الفنية التي نُهبت من نيجيريا في الحقبة الاستعمارية، وكانت معروضة في المتاحف الألمانية. وكذلك فعلت فرنسا خلال الفترة ذاتها، بعد سنوات من الضغط السياسي والحقوقي، ورُفِع خطابٌ يدعو إلى إعادة التراث الأفريقي من متاحف المدن الغربية إلى أوطانه الأصلية.

الآثار المُعادة تنتمي إلى عصر مملكة بنين، التي حكمت مناطق مختلفة من غرب أفريقيا منذ أواخر القرن الحادي عشر عشر وصولاً إلى نهاية القرن التاسع عشر، ونهبها الجنود البريطانيون بعد احتلالهم تلك المناطق، حيث توزّعت القطع المنهوبة بين عدد من المتاحف الغربية التي لا تزال تحتفظ بنحو 90% منها، وسط تزايد المطالبات الأفريقية باسترجاعها جميعاً.

الصورة
من المعرض
من المعرض

"الفن البنيني بين الأمس واليوم.. من الاسترداد إلى الانبعاث" عنوان المعرض الذي افتتح مساء أمس الثلاثاء في "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" بالرباط، ويتواصل حتى الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل.

المعرض الذي تنظّمه "المؤسسة الوطنية للمتاحف" في المغرب، و"الرواق الوطني لدولة بنين"، تنطلق رحلة زوّاره بعرض فيديو يستعيد النقاط البارزة في مسار الاسترداد وتقديم القطع الستّ والعشرين التي تمّ استردادها من قبل "متحف دو كاي برانلي - جاك شيراك" في باريس.

وينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام تشمل "التواتر - التغاير"، التي تمسّ شتى الجوانب المقدّسة من مملكة بنين التي ازدهرت في القرن الخامس عشر، وهي قطع نهبت من "المذابح" وتضيء المعتقدات والتصوّرات الدينية لدى قبائل بنين آنذاك وكيفية تقديمهم القرابين. و"التحول أو التحولات"، التي تستكشف الشخصيات التاريخية والأرواح والأسلاف، حيث تُعرض التماثيل الخشبية المجسَّمة والعروش الملكية. و"التجاوز - التهجين"، الذي يجسّد الاستبطان والأسئلة الوجودية للفنانين الذين برعوا في النحت والفخار والنقوش.

الصورة
من المعرض
من المعرض

كما يعرض أكثر من مئة عمل تعكس الرؤى المختلفة لأربعة وثلاثين فناناً معاصراً من بنين، في محاولة لتقديم صورة شاملة عن المشهد التشكيلي، في البلد الذي كان يعرف باسم "داهومي"، قبل أن تطلق عليه تسميته الحالية بعد الاستعمار الفرنسي، وتتنوّع التقنيات والوسائط التي يستخدها الفنانون، لا سيما الصباغة والنحت والرسم والفن الرقمي وفنّ الأداء.

يُذكر أن القطع الأثرية التي استرجعتها بنين قبل نحو عامين، بقيت مئة وتسعة وعشرين عاماً في المتاحف الفرنسية، قبل أن يتمّ الاعتراف الرسمي الفرنسي لأوّل مرّة عام 2017 بنهبها خلال مهمّة استكشافية فرنسية قادها الكولونيل ألفريد دودز عام 1892، حيث اقتحمت قوّاته الاستعمارية قصر أبومي، مقرّ الملك البنيني بيهانزين، واستولت على مقتنياته التي احتفظ بها الكولونيل قبل أن يبترّع بها إلى "متحف الإثنوغرافيا في تروكاديرو" في العاصمة الفرنسية بعد سنوات، ثم نُقلت إلى "متحف دو كاي برانلي - جاك شيراك" سنة 2000.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون