"مبدعون خالدون": ذاكرة للفن التشكيلي المصري

29 اغسطس 2022
(عمل لـ جميل شفيق، من المعرض)
+ الخط -

في عام 2018، أطلق "أتيلييه العرب للثقافة والفنون" (غاليري ضي)، في القاهرة، النسخة الأولى من معرض "مبدعون خالدون" الذي سعى إلى تقديم صورة بانورامية للحركة التشكيلية المصرية، بمختلف أجيالها ومدارسها ومناهجها، في النحت والتصوير والرسم بشكل أساسي.

يشير المنظّمون إلى أن الأعمال المعروضة تشكّل مساحة يمكن من خلالها الاطّلاع على تحوّلات الفن المصري المعاصر، وفرصة للباحثين والمهتمّين بدراسة هذه التحوّلات وتوثيقها، لكن دون أن يرافق ذلك جهدٌ بحثي توثيقي ونقدي لتجربة كلّ فنان منهم، أو وضع كلّ لوحة في سياقها التاريخي.

تُفتتح في الغاليري النسخة الرابعة من التظاهرة عند السابعة من مساء السبت المقبل في فرعه بحيّ المهندسين، فيما يحتضن فرع حيّ الزمالك القسم الآخر منها بدءاً من اليوم التالي، ويتواصل لمدة شهر، مقسّمة على اثنين وعشرين معرضاً مستقلاً.

الصورة
(عمل لـ ممدوح عمار، من المعرض)
(عمل لـ ممدوح عمار، من المعرض)

يُحتفى هذا العام بالفنان التشكيلي ممدوح عمار (1928 – 2012) الذي بدأ مشواره في خمسينيات القرن الماضي بعد حصوله على دبلوم كلية الفنون الجميلة في القاهرة، قبل أن يكمل دراساته، حيث نال درجة دبلوم فن الحفر على الخشب من "أكاديمية الفنون" في بكين عام 1958، وكذلك دبلوم "أكاديمية الفنون الجميلة" في روما سنة 1965.

اختار عّمار المجاذيبَ (دروايش الصوفية) موضوعاً لمشروع تخرّجه الذي قدّمه في معرض خاص لاحقاً، حيث قدّم هؤلاء الشخصيات بأسلوب عبثي حطّم خلاله واقعية التسريح للشكل الإنساني، وواصل طريقه بعد ذلك مستمدّاً معظم مصادره البصرية من الطبيعة المصرية والعمارة الإسلامية، كما شكّل السيرك وشخصية المهرّج ثيمة أساسية في مجموعة كبيرة من أعماله.

الصورة
(عمل لـ زكريا الزيني، من المعرض)
(عمل لـ زكريا الزيني، من المعرض)

يضمّ المعرض أعمالاً لعدد من الروّاد مثل زكريا الزيني (1932 – 1993) الذي اهتمّ بتوثيق الطقوس الصوفية؛ كالزار والمولد، إلى جانب الألعاب الشعبية التي أبرز تفاصيل ممارستها، محتفياً بالفرجة والجموع البشرية وحركتها والرموز المتّصلة بها، وسيد عبد الرسول (1917 – 1995) الذي انشغل بتصوير الأرياف والمدن المصرية، واستعار أسلوب تحريك العناصر على جدران المقابر الفرعونية محاولاً محاكاته وتطويره لاحقاً.

كما تُعرض لوحات عمر النجدي (1931 – 2019) المستمدّة موضوعاتها من الطبيعة والبيئة المحلية والتي نأت عن المحاكاة المباشرة، وكذلك اللوحات الحروفية التى تعتمد على تكرارية حرف السين أو الألف واللام والميم في منظومة هندسية، وأعمال مصطفى مشعل (1944 – 2010) الذي اهتمّ باللون كعنصر أساسي في لوحته، متناولاً موضوعات تخصّ القرية المصرية، عبر تسجيل نمط الحياة والشخصيات العادية التي تسكنها، في إطار توظيفه للأسطورة والعديد من الرموز الشعبية.

إلى جانب أعمال فنانين آخرين، منهم: يوسف كامل (1891 – 1973)، وجمال السجيني (1917 – 1977)، و زينب عبد الحميد (1919 – 2002)، وإنجي أفلاطون (1924 – 1989)، وآدم حنين (1929 – 2020)، و ناجي شاكر (1932 – 2018)، وعبد المنعم مطاوع (1935 – 1980)، وجميل شفيق (1938 – 2016)، وسامح البناني (1945 – 2020)، وغيرهم.

المساهمون