"ما نعيشُه": تأمّلات في الوباء والعولمة والديمقراطية

"ما نعيشُه": تأمّلات في الوباء والعولمة والديمقراطية

23 أكتوبر 2020
من مدينة الدار البيضاء في نيسان/إبريل 2020 (Getty)
+ الخط -

شهدت سنة 2020، التي توشك على الانتهاء أحداثاً كثيرة. غير أنَّ فيروس كورونا المستجدّ يضلًّ الحدث الأبرز فيه؛ حيث بلغ عدد الإصابات المؤكّدة به في أنحاء العالم أربعين مليوناً، بينما تجاوز عددُ حالات الوفاة جرّاء الإصابة به مليون حالة.

فرض الوباء على العالَم حالةً غير مسبوقةٍ من الإغلاق كانت لها تداعيات على جميع مناحي الحياة، بدءاً بالمجالات العامّة ووصولاً إلى طبيعة الحياة البشرية نفسها. وقد وجدت هذه الحالةُ اهتماماً في الفنّ والفكر والأدب.

منذ بدء الجائحة نهايةَ 2019، صدرت العديدُ من الكتب التي قاربت الموضوعَ من زوايا مختلفة. وفي البلاد العربية، كان الحضور الأكبر من نصيب الكتب الجماعية التي تضمّن كثيرٌ منها نصوصاً تتأمّل فترة الوباء.

مِن بين تلك الأعمال كتابٌ صدر حديثاً باللغة الفرنسية عن "منشورات ملتقى الطرق" في المغرب، بعنوان "ما نعيشه.. تأمُّلات في جائحة كوفيد-19"، وضمَّ مقالاتٍ مرفقةً بأخبار ورسوماتٍ حول الجائحة.

الصورة
ما نعيشه - القسم الثقافي

في هذا الكتاب، يُسهم قرابة ثلاثين كاتباً وصحافياً ومفكّراً من مجالاتٍ مختلفة في تقديم تأمُّلاتهم في ما عايشه سكّان العالَم بشكل عام، والمغرب بشكل خاص، وتحليلاتهم الخاصّة حول مرحلة ما بعد كوفيد-19، وتأثيرات الأزمة على الحرية والديمقراطية والإنسانية.

وتقرأ نصوص المشاركين، من منظورات وزوايا مختلفة، الحياة في ظلّ الوباء، كما تتطرّق إلى تداعياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية والثقافية، في المغرب والعالَم.

ومن بين الكتّاب الذين شاركوا في العمل: خليل الهاشمي الإدريسي، وجليل بناني، ومحمد برادة، وليلى مزيان، وبهاء الطرابلسي.

يحتوي الكتاب، أيضاً، صُوَراً تُنشَر للمرّة الأولى لمدينة الدار البيضاء التُقطت خلال فترة الحجر الصحّي، وتؤرّخ لحالة الغلق والترقُّب التي عاشتها البلاد.

من خلال التأمُّلات التي يمتزج فيها التفكير بالعاطفة، يسعى الكتاب، بحسب كلمةٍ لناشره عبد القادر الرتناني، إلى جعل كلّ مواطن يلامس جميع أبعاد فترة الأزمة، بما فيها لحظات اللايقين والتساؤل.

وفي تقديمه للكتاب، تساءل الأكاديمي فتح الله ولعلو عن دور العولمة في مواجهة الوباء، معتبراً أنّ الصدمة الاقتصادية التي سبّبتها الجائحة أثبتت هشاشة العولمة التي كانت إلى وقت قريب في موقع المنتصر، مضيفاً: "إذا كنا ما نزال بعيدين عن الخروج من الأزمة، فنحن نعلم مسبقاً بأن العولمة لن تخرج سالمة منها".

المساهمون