"صلامبو": قرطاج كما أوحى بها فلوبير

23 يونيو 2021
من أعمال المعرض
+ الخط -

"حدث ذلك بالقرب من قرطاج، في حدائق أميلكار"، هكذا افتتح الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير روايته "صلامبو" التي صدرت في 1862، وخلقت حالة من الافتتان بالمدينة التي كانت تعتبر وقتها مفقودةً قبل أن تعيدها الحفريات الأثرية نهاية القرن التاسع عشر إلى سطح الأرض.

خلقت تلك الرواية وما أحاط بها من شحذ للمتخيّل نزعةً لدى الكثير من الفنانين لتجسيد قرطاج في لوحاتهم، لكنهم كلما حاولوا رسمها كانوا في الغالب يرسمون مشاهد من رواية "صلامبو"، وهو ما يجمعه كتاب فنّي يحمل نفس عنوان الرواية وقد صدر مؤخراً عن منشورات "غاليمار".

تغلب على اللوحات حضور شخصية صلامبو، وهو ما يشير إلى همينة رواية فلوبير على أذهان الفنانين، ولعلّ هذه الظاهرة تؤكّد أطروحة "الاستشراق" لدى إدوارد سعيد، فالشرق الذي يحضر في الأدب وفي الفن ليس هو الشرق الفعليّ، وإنما هو متخيّل الغرب عنه. 

من اليسير اليوم أن نقارن مدينة قرطاج ــ بمواقعها الأثرية المتعدّدة ــ مع تلك الرسومات، ويكفي أن نعرف أن شخصية صلامبو لم تكن مركزية في تاريخ تلك الإمبراطورية القديمة، لكنّ روايةَ كاتبٍ شهير حملتها إلى ذلك الموقع. 

صلامبو

لا يكتفي الكتاب باللوحات التي تخيّلت قرطاج، بل تحضر أعمال نحّاتين ورسّامي أشرطة مصوّرة، إضافة إلى صور من أفلام استحضرت المدينة.

يُذكر أن هذا الكتاب قد أُنجز بمناسبة المئوية لثانية لولادة الروائي الفرنسي غوستف فلوبير (1821 ــ 1880). ويأتي الكتاب ليوّثف معرضاً يجمع عدداً من لوحات الكتاب في"متحف الفنون الجميلة" في روان.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون