"جائزة الرافدَين": ثلاثة أصوات جديدة من مصر والمغرب والعراق

"جائزة الرافدَين": ثلاثة أصوات جديدة من مصر والمغرب والعراق

14 اغسطس 2021
(مبين خشاني، الفائز في فئة الشعر)
+ الخط -

أُعلنت، اليوم، نتائجُ الدورة الثانية مِن "جائزة الرافدَين للكتاب الأوّل" التي تُنظِّمها دارا "الرافدين" و"دَرَج" في العراق، وتُمنَح في مجال الشعر والقصّة والرواية المكتوبة بالعربية لكُتّاب لم يَسبق لهُم نشر كُتُب مِن قبل.

عادت جائزةُ الرواية، في الدورة التي تحمل اسم الشاعر العراقي فوزي كريم (1945 - 2019)، إلى المصري أحمد فضيض عن روايته "صباح الخير يا يافا" التي اختيرت مِن بين ثمانين روايةً مِن مختلف البلدان العربية. وأشار بيانُ لجنة التحكيم إلى أنَّ الروايةَ، التي تتناول محنة عائلة فلسطينية في مدينة يافا المحتلة، "تستحضرُ خصوصيةَ مدينةِ يافا المفتوحةِ على البحرِ بشوارعِها الحديثةِ التي أُعيدت تسميتُها وبمنتدياتِها وأسواقِها ومشاغلِ أهلها وتاريخِها القريبِ والبعيد"، وأنها تتميّزَ بخصائص عدّة؛ من بينها "التمكُّن الناضج من حرفة السرد الروائي، والقدرةُ على خلق عالمها القصصي الحيوي الخاص، وصفاءُ لغتها التي ابتعدَت كلّ البعد عن التزويق اللفظي دون أن تُفرِّط بجمال الأسلوب وتدفُّقه".

الصورة
أحمد فضيض
(محمد فضيض)

وعادت جائزة القصّة إلى المغربي علاء خليفي عن مجموعته "مديح الجنون" التي أوضحَ البيانُ أنّها تميَّزَت "بقدرة متأنّية على الغوص في شخصياتها المنتَخبة مِن غزارة المشهد الواسع لمدينة الدار البيضاء ضمن إطار ثيمة تنتظمُ كلَّ القصص هي حاضرُ العزلة والاغتراب الذي تعيشه هذه الشخصيات"، إضافةً إلى الابتكار والانفتاح على آفاقِ الحداثة السردية والتجريب في تقنياتِ السرد، واستلهام عوالم الواقعيةِ السحرية والفنتازيا والغرائبيةِ والسخرية، والاستلهامات التاريخية والميثولوجية والتناصية المنفتحة على قضايا كبرى لا تنقطع عن مركز الحدث وعن الأزمة الفرديةِ للإنسان في تيه عالم يضجُّ بالمتناقضات.

الصورة
علاء حليقي - القسم الثقافي
(علاء خليفي)

ولفت البيانُ الذي قرأه رئيس لجنة التحكيم، الروائيُّ والمترجم العراقي فلاح رحيم، إلى أنَّ كثيراً مِن المجموعات القصصية المشاركة، وعددُها اثنتان وأربعون، "ظلّ يراوِح في مراحل التدريب الأولى على الكتابة"، داعياً القصّاصين الشباب إلى المزيد من الجهد "لتطويرِ مواهبهم القصصية الواعدة"، مشدِّداً على أنَّ القصةَ القصيرة "فنٌّ عسيرٌ يستلزم جَهداً كبيراً".

وفي مجال الشعر، عادت الجائزة إلى العراقي مُبين خشاني عن مجموعته "مسروقٌ من يد الراحة"، التي قالت لجنةُ التحكيم إنّها "تبشِّر بميلاد شاعرٍ يستحقُّ الرعايةَ والاهتمام"، مضيفةً أنّه أظهر تمكُّناً عالياً من أدوات فنّه الشعري وابتعد عن الحلول المُبسَّطة الجاهزة في خلق عوالمِه الشعرية، وبأنَّ المجموعة تتميّز بكونها "لا تتخلّى عن منطقها الشعري أو تدفُّقها المسترسل مهما تنوّعت الهواجس والمخاوف وصعُبت الحقائق التي تطاردها"، مضيفةً أنّها "تصدرُ من موقع جيلٍ شابٍ مَأزومٍ وَرِثَ شيخوخةَ أسلافِهِ المعذبّةَ".

يقول خشاني:

شيخوخةُ العالمِ جعلتني
لا أعي خطورةَ أن أكونَ في العشرين
رهينَ أربعةِ جدرانٍ تتسع
بينما تضيقُ روحي وتنحسر.
والقوقعةُ التي أصنعُها بنومي
تثيرُ في أمّي خوفَ أن أستحيلَ 
جِداراً خامساً
يُهلكُ أساسَ بيتِنا الهش".

اعتبرت لجنة التحكيم أنَّ المشاركين أثبتوا أنَّ أدبهم سيكون مُختلِفاً

وقال فلاح رحيم إنَّ لجنة التحكيمِ اعتمدت في اختيار الأعمال الفائزة في الدورة الثانية مبدأ احترام الخيارات الفنّية والفكرية للمتسابقِين، وتمّت المفاضلةُ بينَهم على أساس مقدار نجاح كلٍّ منهم في تنفيذ هذه الخياراتِ وتحويلها إلى عمل أدبي يستحقُّ الفوز، مضيفاً أنَّ الشباب المشاركين في الدورة أثبتوا أنَّ أدبهم سيكون مُختلِفاً عن أدب من سبقهم، وأنّ فرادة لحظتهم التاريخية المأزومة ستكون موردهم لإبداع أدبي فريد.

وقد ضمّت لجنة تحكيم الجائزة في هذه الدورة إلى جانب رحيم، كلّاً من الناقدة والمترجمة خالدة حامد تسكام، والقاص زهير كريم، والناقد كه يلان سالار (وثلاثتهم من العراق)، والشاعر نجوان درويش من فلسطين، والشاعر والمترجم محمد ناصر الدين من لبنان.

يُذكَر أنَّ الدورة الأولى (2019) حملت اسم القاص والروائي العراقي محمد خضيّر (1942)، وفاز فيها مناصفةً العراقيّان علي إبراهيم الياسري ووائل سلطان من العراق في فئة الشعر، والجزائري وليد طبي والعراقية رحمة الراوي مناصفةً في فئة القصّة، بينما حُجبت الجائزة في فئة الرواية. وكان مقرّراً إجراء الدورة الثانية العام الماضي، لكنّها أُجّلت نتيجة تفشّي وباء كورونا.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون