"الإسلام في أوروبا": عودة إلى القرن الحادي عشر

"الإسلام في أوروبا": عودة إلى القرن الحادي عشر

14 سبتمبر 2022
(قماش عليه زخارف إسلامية في كاتدرائية هيلدسهايم، من المعرض)
+ الخط -

شهِد القرن الحادي عشر الميلادي مواجهات قاسية بين العالم الإسلامي والغرب، حيث تمكّن ألفونسو السادس من احتلال مدينة طليطلة الأندلسية، ودارت معارك ضارية بين المرابطين وجيوش أوروبية، وانطلقت في أواخر هذا القرن أولى الحملات الصليبية على المشرق العربي.

يعود "متحف كاتدرائية مدينة هيلدسهايم" في ألمانيا إلى تلك المرحلة الحساسة التي عرفت صراعاً عنيفاً وتفاعلاً حضارياً في الوقت نفسه، من خلال معرض "الإسلام في أوروبا، 1000 - 1250"، والذي افتتح الأربعاء الماضي ويتواصل حتى الثاني عشر من شباط/ فبراير المقبل.

يضمّ المعرض مجموعة واسعة من القطع الأثرية من المناطق التي أثّر الدين الإسلامي في تشكيلها وتكوينها داخل أوربا، والتي لا تزال محفوظة في العديد من كنائسها، ومنها خزانة كاتدرائية هيلدسهايم، بمقتنيات تركها المسلمون خلال حكمهم إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا وإيطاليا.

يضيء المعرض "الإنجازات المشتركة والتشابك الثقافي فيما بين الثقافات، حيث تلعب مختلف هذه الأعمال المتميزة - التي تعرض على سبيل الإعارة من المقرضين الدوليين، بما في ذلك القطع الفنية القادمة من فلورنسا ولندن وباريس وفيينا - دوراً في منح الزوار فرصة فريدة لاستكشاف تاريخ له تأثير مباشر على الاهتمامات المعاصرة"، بحسب بيان المنظّمين.

الصورة
(اسطرلاب لمحمد بن الصفار في مكتبة برلين منذ عام 1029م، من المعرض)
(اسطرلاب لمحمد بن الصفار في مكتبة برلين منذ عام 1029م، من المعرض)

تُعرض نحو ثلاث وتسعين قطعة تعكس الازدهار الذي عاشته مدن قرطبة وغرناطة وباليرمو بصقلية في قطاعات مختلفة كالعلوم والفنون والتجارة، إلى جانب قطع أخرى صُنعت في القاهرة والقسطنطينية خلال الفترة نفسها، وتضمّ أواني مصنوعة من الكريستال الصخري الثمين والأقمشة الحريرية والعاج المنحوت.

وفي جانب من المعرض، تحضر ترجمات الأدبيات العلمية التي وجدت طريقها من مناطق يسود فيها الدين الإسلامي وفكره إلى أوروبا الوسطى، ومع انتقال الأشياء ونقل المعرفة والتكنولوجيا، تشابكت الثقافات، وساهم ذلك في تطوير العلوم، ما ساهم في نقل الأوروبيين إلى عصر النهضة لاحقاً.

تحتلّ المعروضات مساحة تتجاوز سبعمئة وسبعين متراً مربعاً، ويتضمن بعضها صوراً وأيقونات مسيحية بكتابات عربية، وكذلك أحجاراً كريمة وقطع شطرنج وغيرها من المجوهرات والنفائس التي أصبحت جزءاً من الكنوز الفنية الأوروبية.

يعكش المعرض روابط عبرت حدود العقيدة واللغة على امتداد مسافة جغرافية شاسعة، بدءاً من العراق وإيران اليوم، مروراً بشمال أفريقيا وإسبانيا، ووصولاً إلى أوروبا الوسطى، لتشهد هذه القطع التي حُفظت في خزائن الكنيسة على القواسم التي تشاركتها هذه الثقافات في تلك الحقبة.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون