3 عناوين يبحثها دي مستورا في دمشق

3 عناوين يبحثها دي مستورا في دمشق

12 سبتمبر 2014
دي ميستورا يشدد على الحل السياسي (لؤي بشارة/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن لقاءات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مع المسؤولين السوريين والمعارضة، اندرجت تحت ثلاثة عناوين رئيسية هي مكافحة الإرهاب، والمصالحات، والحل السياسي.

وكان لافتاً تشديد دي ميستورا في تصريحات صحافية، على "ضرورة مواجهة التنظيمات الإرهابية بالتوازي مع إيجاد حل سياسي جامع للأزمة السورية"، معتبراً أن على "المجتمع الدولي والأمم المتحدة مساعدة السوريين لإيجاد حل سياسي للأزمة".

ووصل المبعوث الأممي إلى دمشق الثلاثاء، في أول زيارة له ضمن مهمته الجديدة، إذ استقبله نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، في حين تواردت أنباء عن لقاء جمعه برئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك في اليوم نفسه. كما التقى بوزير الخارجية وليد المعلم، الذي قال إن "الأولوية حالياً لمكافحة الإرهاب، وإن إرادة الشعب السوري هي التي تحدد مصيره ومستقبله".

واجتمع دي ميستورا بالرئيس السوري بشار الأسد بعد ظهر الخميس، في حين علم "العربي الجديد"، أن تغييرات عدة جرت على جدول مواعيد المبعوث، قد يكون سببها تغيير موعد لقائه بالأسد.

واعتبر الأسد، خلال استقباله دي ميستورا، أنّ "ما تشهده سورية والمنطقة، جعل مكافحة الإرهاب أولويّة لأنّه بات الخطر الأكبر الذي يهدد الجميع". وشدّد على أنّ "أيّ تقدّم في هذا المجال، من شأنه أن يسهم في دعم المصالحات الوطنية التي نجحت حتى الآن في العديد من المناطق السورية، لتشكل نقطة انطلاق نحو حوار سوري-سوري شامل".

لكن ترحيب الأسد بمكافحة الإرهاب، قابله تحذير وزير المصالحة الوطنية في سورية علي حيدر، من أنّ "أيّ عمل كان، من أي نوع كان، من دون موافقة الحكومة السوريّة، هو اعتداء على سورية"، وذلك بعد ساعات على اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عزمه شنّ حرب ضد تنظيم "داعش"، تشمل توسيع نطاق الغارات الجوية التي تشنّها المقاتلات الأميركيّة ضده في العراق، وتوجيه ضربات ضده في سورية.

وقال حيدر، رداً على اسئلة الصحافيين، بعد استقباله دي ميستورا في دمشق، إنّه "في القانون الدولي، لا بدّ من التعاون والتنسيق وموافقة سورية على أي عمل كان، عسكري أو غير عسكري، على الأرض السورية". وشدّد على أنّه "ليس هناك امكانية للحديث عن الرد السوري على أي اعتداء على سورية، إلا في حينه، بحسب نوع الاعتداء".

وكان المبعوث الدولي التقى في وقت سابق من أمس الخميس السفير الإيراني في دمشق محمد رؤوف شيباني، الذي قال في تصريح تلفزيوني إن "بلاده تدعم أي جهد من شأنه حل أزمة السوريين"، مشيراً الى أن "الموضوع الأساسي والأولوية الأولى والأخيرة للمجتمع الدولي حالياً، هي كيفية مواجهة الإرهاب الذي يهدد المنطقة برمتها".

وبعيداً عن اللقاءات الرسمية، التقى دي ميستورا وفداً من هيئة "التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي"، بعد ظهر الخميس. وقال العضو في المكتب التنفيذي في الهيئة، صفوان عكاش، الذي شارك في الوفد لـ"العربي الجديد"، إن "وفد الهيئة استمع لميستورا ورؤيته السياسية للأزمة السورية، كما سيقدّم له مجموعة من الأوراق توضح رؤية الهيئة لحل الأزمة السورية". ولفت إلى أنهم سيقدمون "رؤية للحوار السوري ــ السوري بناءً على طلب البعثة الأممية، رغم أن إمكانية إقامة مثل هذا الحوار قد اختفت منذ زمن، ويجب أن يكون الحل عبر ضمانات دولية أممية".

وأضاف "كما سننتقد عمل البعثة السابقة وما جرى في جنيف من اعتماد طرف واحد كممثل وحيد للمعارضة السورية، وعلى القوى الدولية أن تلحظ تغيير الواقع السوري، إذ أصبح ثقل المعارضة في الداخل وليس في الخارج".

وقال إن "الهيئة ستطرح رؤيتها لمحاربة الإرهاب المتمثل بـ"داعش"، وسنلفت نظر المبعوث الدولي إلى أن قوات حماية الشعب في شمال سورية هي المكون الرئيسي الذي حارب "داعش" ودحره في مناطق عدة، تماشت مع وجود كيان سياسي مناهض للإرهاب مكون من الهيئة والإدارة الذاتية وجبهة التحرير والتغيير إضافة إلى ندوة جنيف".

وأضاف "كما سنؤكد على أن الإرهاب هو حصيلة الاستبداد، لذلك يجب أن يكون العمل على محورين سياسي وديمقراطي يدعمان التحرك العسكري".

من جهته، قال نائب رئيس "تيار بناء الدولة السورية" أنس جودة، لـ"العربي الجديد"، إن "المبعوث الدولي لا يحمل شيئاً جديداً، وهو اليوم سيستمع للأطراف السورية فقط"، لافتاً إلى أن "أمام المبعوث الأممي مهمات أساسية تبدأ بالعمل على إنجاز الهدنات المناطقية وتمكين المجتمعات المحلية، تمهيداً لمشاركتهم في مفاوضات سورية تنتج حلاً سياسياً شاملاً".

ورأى "أن عليه التواصل مع القوى الإقليمية صاحبة المصلحة في حل الأزمة السورية، والتي بدأت تبدي مرونة في التعاطي مع الأزمة السورية، كإيران وتركيا وحتى السعودية، إضافة إلى تفعيل الدور المصري، وفي المنحى الثالث عليه العمل بشكل مكثف على الملف الإنساني وخاصة اللاجئين السوريين في لبنان لأن قضيتهم تهدد بحدوث انفجار في لبنان، يزيد من خطر انفجار المنطقة ككل، ويعقد الحل".

ولفت إلى أن "تفعيل عمل البعثة بالتزامن مع الحراك الدولي لمحاربة الإرهاب في سورية لن ينجح إلا في ظل إرساء حل سياسي للأزمة السورية على أساس جنيف 1"، معتبراً أن "الحديث عن تحوّل مكتب البعثة إلى مكتب تنسيق غير مباشر بين النظام والتحالف الدولي المزمع تشكيله لمحاربة "داعش"، أمر مستبعد، وإن حدث تنسيق سيقتصر على الملف الإنساني فقط".

يشار إلى أنه من المرجح أن ينهي المبعوث الأممي زيارته إلى دمشق يوم السبت المقبل، في حين يدير مكتب البعثة في دمشق نائبه رمزي عز الدين رمزي، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية المصري.

المساهمون