يصل وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اليوم الاثنين، إلى تونس، في زيارة عمل يلتقي خلالها الرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الخارجية نور الدين الري، لبحث ملف العلاقات الثنائية والعلاقات بين البلدين ومناقشة تطورات الوضع في ليبيا.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري لـ"العربي الجديد"، إن "بوقادوم سيبحث مع المسؤولين في تونس الترتيبات المتعلقة بزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى تونس خلال الأسابيع المقبلة"، مشيراً إلى أن "الجانب التونسي يبدي إصراراً على أن تتم زيارة تبون إلى تونس في أقرب وقت ممكن، وأن الجانب الجزائري استجاب لذلك لطبيعة العلاقات المثالية بين البلدين".
ويُعتقد أن تساهم زيارة الرئيس تبون إلى تونس في خفض الاحتقان السياسي الداخلي، ويجري في هذا السياق التحضير لإلقائه كلمة في البرلمان التونسي، هي الأولى من نوعها في تاريخ الزيارات بين البلدين. وكان من المقرّر أن يزور تبون تونس في 16 مارس/آذار الماضي، لكن تقرّر إرجاء الزيارة قبل يومين فقط من موعدها بسبب الأزمة الوبائية، وانشغال قيادات البلدين في وضع خطط مواجهة انتشار كورونا.
وفي سياق آخر، أكد بوقادوم لوكالة "الأناضول" التركية، على هامش لقائه بنظيره الإيطالي لويجي دي مايو في روما، أن "الجزائر تعمل على منع تقسيم ليبيا، وأن مثل هذا الاحتمال قد يكون خطيراً على الجميع، خصوصاً على البلدان المجاورة"، مضيفاً أنها "مسألة أمن بالنسبة للجزائر، يجب علينا مساعدتهم وجميع الليبيين طلبوا منا لعب هذا الدور، ونحن بطبيعة الحال مستعدون للقيام بذلك".
وقال بوقادوم إن الجزائر تواصل جهودها من أجل الحفاظ على سلامة ليبيا الترابية، في الوقت الذي تدعو فيه جميع الأطراف الليبية إلى الوساطة الجزائرية، مضيفاً: "لا نريد تفريق الليبيين أو اتخاذ موقف قد يمسّ بالسلامة الترابية ومستقبل وسلام ووحدة ليبيا، والجزائر تعمل من أجل السلامة الترابية ووحدة واستقرار ليبيا، لأن الأمر يتعلق بمسائل أساسية بالنسبة لنا".
وأكد الوزير الجزائري أن هدف الجزائر هو لمّ شمل كلّ الليبيين، لافتاً إلى أن "المحادثات يجب ألا تقتصر فقط على بنغازي وطرابلس، بل ينبغي أن تشمل جنوب ليبيا أيضاً، مشيراً إلى أن "هناك في تلك المنطقة الآلاف من العائلات والقبائل التي تشترك في تقاليدها مع الجزائريين في المناطق الحدودية"، مذكراً بتجذر الروابط العائلية بين الجزائريين والليبيين.
وطالب الوزير الجزائري بالإسراع في تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا، بعدما بقي هذا المنصب شاغراً منذ استقالة الوسيط اللبناني غسان سلامة في شهر مارس/آذار الماضي، قائلاً: "نلح على تعيين ممثل خاص للأمين العام في أقرب الآجال".