نازحو العراق يلجأون لبيوت الطين هرباً من الخيام

نازحو العراق يلجأون لبيوت الطين هرباً من الخيام

13 نوفمبر 2015
لم تستطع الخيام أن تحمي النازحين من المطر (GETTY)
+ الخط -
بدأ نازحون في المخيمات التي أغرقتها مياه الفيضانات الناجمة عن الأمطار التي هطلت على العراق مؤخراً، البحث عن بدائل لمخيماتهم المتهالكة والغارقة في المياه والأوحال لإيواء أطفالهم، ما دعاهم إلى بناء غرف من الطين.
ولانقطاع الدعم الحكومي عنهم، وجد النازحون أنفسهم أمام الخيارات الصعبة، فأخذ الشباب النازحون على عاتقهم صناعة قوالب "اللِبن" الطينية وبناء غرف الطين للنازحين مقابل أجور بسيطة، يساعدهم في ذلك عددٌ من الناشطين والميسورين.

وقال الناشط فاضل الدليمي إنَّ "لجوء النازحين لبناء غرف الطين كان حلاً أخيراً لمأساتهم بعد الفيضانات التي جرفت خيامهم وغمرتها بالمياه، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات منهم، وفي الوقت نفسه وجد الشباب النازحون فرصة عمل لهم يسترزقون منها، في ظل البطالة المستشرية في البلاد بشكل عام".

وأوضح الدليمي لـ"العربي الجديد": "من المعروف أنَّ المخيمات المخصصة للنازحين عبارة عن قطع من قماش الخيام، وهي لا تقي من الحر ولا البرد، فقرر عدد من الشباب النازحين البدء بمشروع بناء غرف وبيوت الطين الصغيرة، وأنجزوا عددا منها مكّنت بعض العائلات النازحة من السكن بشكل ملائم نوعاً ما، رغم مخاطر البيوت الطينية في موسم الأمطار والفيضانات".

ويعمل شباب نازحون بالمشروع البسيط يومياً، حيث يجمعون الطين والتبن لصناعة قوالب الطوب "اللبن" الصغيرة، وتركها في الشمس لتجف وفقا للطريقة البدائية.

عامر الفلاحي (31 عاماً)، وهو أحد النازحين من الأنبار، يشرح لـ"العربي الجديد" طريقة بناء البيوت والغرف الطينية للنازحين بدلاً من الخيام موضحاً: "قررنا كشباب أن نجد لأنفسنا وسيلة جديدة للسكن بعد أن تخلت عنا الحكومة العراقية تماماً، وفي الوقت نفسه نجد لأنفسنا فرصة عمل بسيطة نجني منها قليلاً من المال. نقوم أولاً بصناعة قوالب خشبية صغيرة مستطيلة الشكل ثم نجمع التراب الخاص بعمل خلطة الطين والتبن بشرائه أو من المتبرعين به من القرى والأرياف، ثم نخلط الطين بالتبن ونعمل منه عجينة كبيرة نقوم بعجنها وخلطها بأرجلنا وباستخدام المعاول ليتجانس التبن بالطين".

ويتابع "ثم نقوم بصب الطين المخلوط بالتبن في القوالب الخشبية ونتركها في الشمس ليومين أو ثلاثة حتى تجف، ثم نبيعها بسعر زهيد لا يتجاوز 400 دينار (30 سنتا) للقطعة الواحدة، ثم تبدأ مرحلة البناء".

اقرأ أيضا:الفيضانات تزيد مأساة نازحي العراق وتغرق مخيماتهم

مزاحم الحلبوسي بنى لأسرته غرفة طينية بعد أن جرفت مياه الفيضانات خيمته مع 200 خيمة أخرى في مخيم بزيبز قرب عامرية الفلوجة. يقول الحلبوسي لـ"العربي الجديد": "كلفني بناء غرفة طينية صغيرة لعائلتي حوالي 300 ألف دينار، وكنت مضطراً لذلك لأوفر لأطفالي مكاناً أفضل من الخيمة في موسم الأمطار رغم مخاطر البيوت الطينية، فلا نملك حلاً آخر".

وانتقد مراقبون الحكومة العراقية وغياب دورها بشكل تام عن النازحين ومعاناتهم، ما جعلهم يلجأون إلى طرق بدائية جداً للعيش بدءاً من إشعال الحطب للتدفئة إلى شرب مياه الآبار غير الصالحة للشرب، والسكن في خيام بدائية جداً، انتهاءً ببناء بيوت وغرف الطين.

وحذر ناشطون من انهيار بيوت وغرف الطين على النازحين خلال الأمطار الشديدة التي قد تضرب البلاد، كما حدث قبل نحو أسبوعين، حيث هدمت مياه الأمطار والفيضانات الشديدة التي ضربت البلاد العديد من البيوت الطينية في مختلف مناطق شمال ووسط وجنوب البلاد أسفرت عن مقتل عائلات بكاملها.

وكان ناشطون قد أطلقوا نهاية 2014 حملة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي للضغط على الحكومة العراقية بهدف توفير بيوت متنقلة للنازحين "كرفانات"، بعد تنبيه العديد من المختصين إلى الأوضاع المأساوية التي يعانيها النازحون وأطفالهم، لكن الحملة لم تلق تجاوباً حكومياً بحسبهم.


اقرأ أيضا:العراق.. السيول تجرف نحو 70 منزلاً في ديالى