الفيضانات تزيد مأساة نازحي العراق وتغرق مخيماتهم

الفيضانات تزيد مأساة نازحي العراق وتغرق مخيماتهم

09 نوفمبر 2015
كيف سيصمد النازحون في مخيماتهم ؟ (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
ما زالت مياه الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد الأسبوع الماضي، تغمر مخيمات النازحين، وجعلتهم يهيمون على وجوههم لا يعرفون ما يفعلون لإنقاذ عائلاتهم وأطفالهم الصغار.

فيما بدأت موجة الأمطار الجديدة اليوم في أنحاء العراق وسط تخوف النازحين من فيضانات كبيرة قد تجرف مخيماتهم كما حصل قبل نحو أسبوع، في ظل غياب الإجراءات الحكومية المطلوبة.

وجرفت الفيضانات الناجمة عن الأمطار، الأسبوع الماضي، أكثر من 200 خيمة في منطقة بزيبز غرب بغداد، وحاصرت أكثر من 3000 نازح، فيما حاصرت المياه مخيمات النازحين في أبوغريب والغزالية وغيرها، وغرقت المخيمات بالمياه، وسقطت عشرات الخيام على رؤوس ساكنيها.

اقرأ أيضاً: البرلمان العراقي يطلب "فتوى دينية" تغيث النازحين

وهرع ناشطون وبعض أهالي المناطق القريبة لإنقاذ آلاف النازحين، فاصطحبوهم إلى منازلهم وإلى الجوامع والمدارس القريبة، في ظل غياب كامل للدولة.

وقال الناشط جبار حمادي، لـ"العربي الجديد"، أنقذنا آلاف النازحين المحاصرين في مخيم بزيبز جنوب الفلوجة، بعد أن أغرقت مياه الأمطار الخيم بالكامل، وجرفت الفيضانات حوالى 200 خيمة، وسط غياب كامل للدور الحكومي، ونقلناهم إلى المنازل والجوامع والمدارس في المناطق القريبة نسبياً.

ويتابع حمادي "الحال نفسه في مخيمات أبوغريب وبغداد، وما زال النازحون يتخوفون من موجة الأمطار الجديدة التي بدأت اليوم بالهطول، في ظل التحذيرات التي أطلقتها هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي".

وتعرضت البلاد لموجة أمطار غير مسبوقة أغرقت العاصمة بغداد وعددا من مدن الوسط والجنوب. ودخلت المياه عشرات الآلاف من المنازل، فيما توفي أكثر من 57 مواطنا صعقاً بالكهرباء، وقتلت عدة عائلات بكاملها إثر سقوط منازلها نتيجة الفيضانات الشديدة. وحمّل برلمانيون الحكومة العراقية مسؤولية حماية أرواح النازحين في المخيمات المعرضة للفيضانات، واصفين ما يجري في مخيمات النازحين بالمأساة الإنسانية غير المسبوقة.

اقرأ أيضاً: مخيمات النازحين تغرقها السيول والفيضانات بالعراق

وقال المحامي فلاح الدليمي "سنضطر للجوء إلى المجتمع الدولي لإنقاذ النازحين، والمساهمة في دفع خطر الفيضانات عنهم"، موضحاً "قدمنا مع عدد من الناشطين المدنيين طلباً إلى الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، شرحنا فيه المخاطر التي تهدد حياة النازحين، في ظل موجة الأمطار والفيضانات الشديدة التي تتعرض لها البلاد، وغياب دور الحكومة العراقية تماماً".

وتعطلت الحياة في العاصمة بغداد وعدد من المدن والبلدات وسط وجنوب البلاد بسبب الفيضانات، حيث ارتفعت مناسيب المياه في بعض المدن إلى أكثر من متر ونصف في الشوارع والأزقة، وغمرت الأنفاق والأسواق العامة والأحياء السكنية تماماً.

وضربت سيول شديدة البلدات الحدودية العراقية مع إيران، وأدت إلى جرف عدد من الشوارع الرئيسية والجسور والقناطر الرابطة بين القرى والأرياف والمدن المختلفة، فيما حذر الخبراء من مخاطر الألغام التي جرفتها السيول باتجاه البلدات العراقية.

وحذرت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، في بيان، من تأثر العراق بالمنخفض الجوي القادم من البحر المتوسط، والذي من المتوقع أن يسفر عن زوابع رعدية مصحوبة بأمطار متوسطة وشديدة.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حالة الطوارئ في البلاد ضمن المناطق التي تعرضت للفيضانات الناجمة عن الأمطار الشديدة، موجهاً الوزارات والدوائر المعنية والقوات المسلحة ووزارة الداخلية والدفاع المدني، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الفيضانات والسيول، مشكلاً لجنة طوارئ عليا لمتابعة هذا الملف، بحسب البيان.

اقرا أيضاً: مخيمات العراق غارقة ونازحون يتهمون الحكومة بالإهمال