"دحر الغزاة" تحاكم 400 عنصر لـ"داعش" في إدلب: "زائلة وتتبدد"

14 فبراير 2018
المعارضة تتهم النظام بتسهيل وصول عناصر "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -
قال الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات "دحر الغزاة"، اليوم الأربعاء، إنهم سيشكّلون محكمة خاصة للتعامل مع أكثر من 400 عنصر من تنظيم "داعش" ممن اعتقلوا في معارك جنوب إدلب.

وأوضح النقيب ناجي في تصريح لوكالة "سمارت" أنّ الأسرى موجودون حالياً في سجون الفصائل المشاركة في غرفة العمليات والبالغ عددها 12 سجناً، مشيراً إلى أنهم سيخضعون لتحقيقات أمنية ومن ثم ستشكل محكمة خاصة للنظر بأمرهم.

وأضاف أنه بعد معارك استمرت أربعة أيام، في جنوب قرية الخوين بإدلب، استسلم عناصر التنظيم، مؤكداً خلو محافظة إدلب من تنظيم "داعش" بشكل عام، باستثناء بعض الجيوب والخلايا النائمة. وتابع أن التحقيقات مع عناصر التنظيم المعتقلين كفيلة باكتشاف الخلايا للقضاء عليها.

وشدد ناجي على أن لديهم معلومات تثبت سماح النظام السوري وحلفاءه لعناصر التنظيم بالمرور نحو إدلب من مناطق سيطرتهم، مؤكداً أن "الدول التي تدعي محاربة الإرهاب لم تطلق رصاصة على عناصر التنظيم، بينما الجيش الحر هو من يحارب الإرهاب".

وكانت فصائل الجيش الحر والكتائب العاملة في غرفة عمليات "دحر الغزاة"، و"هيئة تحرير الشام" أعلنت أمس الثلاثاء، القضاء على تنظيم "داعش" جنوب شرق محافظة إدلب، واعتقال المئات من عناصره.

وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" إن الفصائل العسكرية اتفقت مع "هيئة تحرير الشام" على تقاسم عناصر التنظيم نظراً لضخامة عددهم وتحسباً لاستهدافهم من قبل طيران النظام أو الطيران الروسي في حال تم سجنهم في مكان واحد، مضيفاً أنه سيعامل هؤلاء الأشخاص حسب مقتضيات العدالة والقانون والضرورات الأمنية.

واتهمت فصائل المعارضة قوات النظام وحلفاءه الإيرانيين والروس بتسهيل وصول التنظيم إلى جبهات القتال مع الفصائل العسكرية في إدلب وحماة، مؤكدة زيف ادعاءات الروس بمحاربة الإرهاب. وطالبت في بيان لها المجتمع الدولي بالإسراع في محاكمة نظام بشار الأسد وحلفائه الذين رعوا الإرهاب، وقمعوا ثورة الشعب السوري بذريعة محاربة الإرهاب.

من جهته، قال القائد العام لـ"جيش المجاهدين" المقدم أبو بكر، إن تنظيم "داعش" انتهى تماماً في الشمال السوري. وأضاف في تدوينة له على " تويتر": "كما دُحرت دولة الخوارج عام 2014 في الشمال السوري الحر على أيدي الأبطال من الثوار بكافة مشاربهم وانتماءاتهم، اليوم تنتهي دولتهم المزعومة ويقطع قرنها وفي الشمال السوري الحر أيضاً".

وفي السياق ذاته، وصف القائد العام لـ"جيش الإسلام" التابع للمعارضة السورية، عصام بويضاني، في تدوينة له على "تويتر" عناصر "داعش" بأنهم "خوارج العصر"، مشيراً إلى أنه وبعد أن "كان شعارهم باقية وتتمدد، بات شعارهم زائلة وتتبدد".

من جهتها، قالت "هيئة تحرير الشام" في بيانٍ لها: "إنها خاضت لأكثر من أربعة أشهر أعنف المعارك مع خوارج جماعة الدولة (داعش) في ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي، بعد تمرير النظام لهم إلى المناطق المحررة".

وأكدت أنها "قدمت خيرة رجالها ودفعت كامل عدتها وعتادها، لرد الخوارج في ظل تخاذل الجميع وانشغال البعض بمعارك هامشية مفروضة عليهم من الخارج، وآخرين بمعارك جانبية بدلًا من الوقوف معنا في مواجهة الخطر الذي كان يتهدد المنطقة كلها".

ولفت إلى أن عناصر التنظيم حاولوا خلال الفترة الماضية التقدم إلى قريتي الخلاخيل وأرض الزرزور، "إلا أن عناصر الهيئة كانوا بالمرصاد ونكلوا فيهم أيما تنكيل، ليتجهوا إلى الخوين حيث واجهتهم الهيئة وبعض الفصائل وصدوا اقتحامهم".

وأشارت "تحرير الشام" إلى أن "المفصل الأمني في الهيئة نفّذ عملية واسعة لتنظيف القرى الحدودية، من خلايا التنظيم في التمانعة والرفة والهلبة".

من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية في جنوب دمشق إن أربعة من قيادييّ تنظيم "داعش" وصلوا قبل عدة أيام إلى المنطقة التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم عن طريق معبر القدم - عسالي، وذلك بالتنسيق مع حواجز قوات النظام المحيطة بالمنطقة.

ونقلت وكالة "ستيب نيوز" عن تلك المصادر قولها إنّ القياديين الذين وصلوا هم من جنسيات عربية مختلفة (جزائري، مغربي، تونسي، عراقي) ويُرجح أنهم أتوا من منطقة حوض اليرموك في ريف درعا، كما يُعتقد أنهم دخلوا بهدف إعادة هيكلة التنظيم من جديد، كخطوة أولى بعد حالة عدم الاستقرار والتوتر التي عاشها التنظيم في الفترة الماضية، خصوصاً بعد فرار عدد كبير من العناصر الذين كانوا في صفوف التنظيم إلى جنوب البلاد.

ولفت مراسل الوكالة في المنطقة إلى أن الأيام الماضية شهدت عمليات اعتقالات طاولت أمنيي التنظيم وبعض المبايعين لهم، كما رجّح البعض أنّ دخول القياديين قد يرتبط بالتجهيز لعمل عسكري باتجاه المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام.

وكانت مصادر إعلامية محلية تحدثت أخيراً، عن تنسيق مشترك بين قوات النظام ومقاتلي التنظيم وذلك عبر عمليات خروج دورية لمقاتلي التنظيم بعد دفع مبالغ مالية، كما أن النظام ساهم بإدخال أسلحة وأموال عبر التنسيق مع قيادات التنظيم في المنطقة لمحاربة كل من فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام" المحاصرتين من قبله غربي مخيم اليرموك.

وأشارت تلك المصادر إلى إجلاء جرحى التنظيم عبر حواجز النظام ومليشياته أكثر من مرة لتلقي العلاج في مشفى المهايني الواقع بمنطقة الميدان بدمشق.