إسقاط طائرة تركية في عفرين... وروسيا تتحدّى مجلس الأمن

إسقاط طائرة تركية في عفرين... وروسيا تتحدّى مجلس الأمن مجدداً

11 فبراير 2018
رئيس الأركان التركي خلوصي أكار متابعاً عفرين (أمين سنسار/الأناضول)
+ الخط -

تحوّلت عفرين إلى محطة مفصلية في الحراكين السياسي والميداني، مع بروز تطورات عدة، ومنها إسقاط طائرة تركية من قبل مقاتلين أكراد، ومقتل طيارييها. وجاء ذلك في خضمّ درس مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار لـ30 يوماً في سورية، ورفض روسيا له، مع توجهها لتشكيل منطقة لخفض التصعيد في عفرين.

في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس السبت، عن مقتل عسكريين تركيين كانا على متن مروحية "أتاك" تحطمت خلال عملية "غصن الزيتون"، في غرب عفرين في المنطقة المقابلة لمنطقة كركهان التركية في ولاية هاتاي (لواء إسكندرون). وتوعّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالردّ بقسوة على الحادثة، قائلاً في كلمة باجتماع لفرع العدالة والتنمية في مدينة إسطنبول: "تم إسقاط حوامة تركية، سيدفعون ثمن ذلك بشدة، إن هذا أمر سيحصل، نحن في حرب، وسيكون لنا خسائر، لقد قمنا بتدمير كثير من مخازن الصواريخ، وهذا ما جعلهم يجنون".

في غضون ذلك، سعت روسيا إلى فرض حلٍ في عفرين، إذ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن "تشكيل منطقة لخفض التصعيد في عفرين، سيكون موضع بحث في محادثات أستانة للسلام"، التي لم يُحدّد موعدها، وإن رُوّجت أنباء عن إمكانية عقدها في 20 من الشهر الحالي. والمحاولة الروسية أقرب إلى مساعٍ لتطويق دراسة مجلس الأمن الدولي مشروع قرار "مطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في سورية للسماح بتسليم مساعدات إنسانية". كما نصّ المشروع على "الإنهاء الفوري للحصار، بما في ذلك حصار الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث أدت حملة قصف مكثفة تشنها القوات النظامية السورية إلى مقتل أكثر من 240 شخصاً منذ الإثنين". كما نصّ المشروع على "إلزام جميع الأطراف في سورية بالسماح بعمليات الإجلاء الطبي في غضون 48 ساعة من دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ، والسماح لقوافل المساعدة التابعة للأمم المتحدة بإيصال شحنات أسبوعية للمدنيين المحتاجين، وخصوصاً إلى مئات الآلاف من السوريين تحت الحصار في مناطق يصعب الوصول إليها". وقدّم المشروع يوم الجمعة، السويد والكويت. وجاء مشروع القرار غداة فشل مجلس الأمن في دعم اقتراح مسؤولي الإغاثة الأمميين الداعي إلى هدنة مدتها شهر للسماح بتوصيل الإغاثة إلى المرضى والمصابين.


رفض موسكو لمشروع القرار ظهر في ردّ السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بالقول إن "الدعوة لوقف إطلاق النار غير واقعية لأن الفصائل التي تقاتل قوات الرئيس بشار الأسد قد لا توافق على ذلك". ورأى دبلوماسيون أن "موقف موسكو إزاء مشروع القرار الجديد لم يتضح بعد في هذه المرحلة، ولم يُعرف ما إذا كانت تعتزم استخدام حق النقض (فيتو) لمنع إقراره". ومن المتوقع بدء النقاش حول مشروع القرار غداً الإثنين.

بدوره، كشف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، أن "الضربات الجوية السورية والروسية على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، أسفرت عن مقتل 230 مدنياً خلال الأسبوع الماضي، في أحداث تعد من أسوأ أعمال العنف في الصراع السوري، قد تصل إلى حد جرائم الحرب". وأضاف أن "مكتبه تلقى تقارير بينها تغطية مصورة لاستخدام محتمل لعناصر سامّة في الرابع من فبراير/شباط الحالي في بلدة سراقب بمحافظة إدلب".

وتابع، إنه "بعد سبعة أعوام من الشلل في مجلس الأمن، بات ضرورياً إحالة الوضع السوري للمحكمة الجنائية الدولية ولبذل جهد منسق على نحو أكبر بكثير لإحلال السلام. وهناك تسعة مستشفيات على الأقل بينهم مستشفى أساسي كان لا يزال ينشط في إدلب ومستشفى متخصص في الأمراض العقلية وعيادة في الغوطة الشرقية، وكلها تضررت بالغارات الجوية". ودعا المفوض الأعلى إلى "تحرّك دولي عاجل في سورية لإنهاء حالة الإفلات من العقاب السائدة وحماية المدنيين".



واتهم مسؤولون في الأمم المتحدة النظام السوري بـ"عرقلة جميع قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة منذ يناير/كانون الثاني الماضي". كما اتهمت مجموعات تدافع عن حقوق الإنسان النظام بـ"اعتماد سياسة التجويع والحصار للمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة".

وسبق لمنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية بانوس مومتزيس، أن دعا يوم الثلاثاء، إلى "هدنة لمدة شهر في أنحاء سورية، وسط تصاعد المعارك في منطقتي الغوطة الشرقية وإدلب". وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن "عشرات الأطفال قُتلوا، هذا الأسبوع، وأن الحياة وسط أعمال عنف كتلك أصبحت كابوساً بالنسبة لهم".

ميدانياً، تواصلت العملية العسكرية واسعة النطاق التي يقوم بها الجيش التركي وفصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة ضد الوحدات الكردية في منطقة عفرين. وفي هذا السياق، أعلنت رئاسة الأركان في الجيش التركي أمس عن "تحييد 1141 إرهابياً منذ انطلاق عملية (غصن الزيتون) ضد الوحدات الكردية في عفرين". ونقلت وكالة "الأناضول" عن بيان للأركان التركية كشفه أن "المقاتلات التركية تمكنت من تدمير 36 هدفاً للوحدات الكردية في عفرين، بينها ملاجئ وتحصينات ومخازن للأسلحة والذخائر"، مؤكداً "استمرار العملية العسكرية بنجاح، مدعومة بغطاء جوي وبري، وفق المخطط".

في إدلب، قُتل 13 شخصاً، معظمهم مدنيون، وجرح آخرون جراء انفجار عبوات ناسفة في المدينة أمس، وجراء هجوم على سيارة تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" في ريف إدلب. وتحدث مصدر محلي لـ"العربي الجديد" عن "مقتل سبعة مدنيين وإصابة عشرين آخرين من المدنيين وعناصر هيئة تحرير الشام جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة دوار الساعة وسط مدينة إدلب".

في الغوطة الشرقية، تعرضت مدينة دوما أمس لقصف مدفعي عن أضرار في الأحياء السكنية، فيما أكدت تنسيقية المدينة أن "حصيلة الحملة العسكرية من قبل قوات النظام على الغوطة الشرقية من تاريخ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ولغاية يوم الجمعة، بلغت 809 قتلى منهم 188 طفلاً". وأوضحت أن "طيران النظام أغار 1405 مرات على الغوطة، كما تعرضت الغوطة لـ 10745 قذيفة مدفعية، و2013 صاروخ أرض أرض، و47 صاروخاً عنقودياً، و24 صاروخاً للكلور، و25 خرطوماً من مادة "تي أن تي" شديد الانفجار، و14 صاروخاً من النابالم".



المساهمون