مؤسس "6 إبريل" المصرية: علمت بمخطط الانقلاب مُسبقاً

14 مايو 2014
ماهر بعث رسالة لحركته من سجنه (حسن محمد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

كشف مؤسس حركة شباب "6 إبريل" أحمد ماهر، الثلاثاء، عن "معرفته بمخطط افتعال أحداث عنف وفوضى واشتباكات تسيل فيها الدماء في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، تنتهي بتدخل المؤسسة العسكرية". وقد أفصح له بذلك أحد المقربين من السلطة خلال لقاء جمعه به في فبراير/شباط عام 2013. 

وكتب ماهر المعلومات التي بحوزته في محبسه بسجن "ليمان طره" ونشرتها الحركة، الثلاثاء. وقال إن هذا الشخص سأله "نريد أن تقود (6 إبريل) السيناريو، فهل أنت معنا أم لا؟ فجاءت إجابتي بالنفي وأكدت له أن سيناريو العنف والدم لا يتفق مع مبادئنا وأيديولوجيتنا، وأننا نرفض سيناريو عودة العسكر للسلطة خصوصاً بعد ما حدث عام 2011". 

فرد عليه، ويبدو أن الشخص من العسكر، "إذا كنت ترفض أن تكون معنا فعلى الأقل لا تنتقد العنف والدم وعودة العسكر للسلطة".

 وأضاف ماهر أنه "في أبريل/نيسان 2013، التقيت مصادفة بأحد النافذين بالأجهزة والجهات الرسمية. وكان حديثه أشبه بالنصيحة والتحذير".

ويروي ماهر أن الشخص قال له إنه "في يوليو/تموز المقبل، لن يكون هناك (6 إبريل) أو أحمد ماهر، لا يكفي رفضكم لمرسي، أو معارضتكم لحكم (الإخوان المسلمين)، هناك تخوفات من هتافكم ضد حكم العسكر، لذلك يجري الترتيب على اختفائكم الفترة المقبلة. لن يكون لكم صوت ولن يسمعكم أحد أو يتعاطف معكم. أنت على وجه الخصوص سيتم تشويهك واغتيالك معنوياً".

وأكد ماهر، لمحدثه أن "فكرة رفض الدولة العسكرية ليست خياراً بل هو مبدأ من مبادئ التأسيس ولا يمكن الحيد عنه". 

وواصل ماهر، "عندما بدأ اعتراضنا على الانتهاكات وعلى دعوة وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، إلى تفويضه محاربة الإرهاب، حذرني صديق قديم أصبح فى معسكر السلطة، وقال ليس مسموحاً الاعتراض، نحن في حرب على الإرهاب، لا يوجد شيء اسمه حقوق إنسان، نحن في حالة طوارئ دائمة وغير مسموح بالمعارضة، من ليس معنا فهو ضدنا. احذر فقد تزايد غضبهم منك، حتى فكرة (لا عسكر ولا إخوان) أصبحت مرفوضة". 

من جهة أخرى، انتقد مؤسس "6 إبريل" وقوع الكثير من النخب الليبرالية والثورية والشبابية في فخ تأييد اعتقال وقمع وتلفيق التهم للمختلفين معنا سياسياً؛ حيث أصبح التضامن انتقائياً". 

وأوضح ماهر، أن "الصمت على اعتقال من لا نحبهم يفتح الطريق أمام السلطة القمعية للتنكيل بمن نحبهم ومع الوقت سيعاني الجميع من التشويه والشائعات، فلا عاصم من بطش السلطة مهما كنت منافقاً أو صامتاً. للأسف كنت أعلم من البداية والجميع كان يعلم". 

من جهته، علًق المتحدث الإعلامي للحركة خالد المصري على الرسالة قائلاً إن "الأمر فيه ملابسات كثيرة" وأنه لا يستطيع "إلقاء مسؤولية وقوع الانقلاب العسكري على النشطاء الشباب والحركات الاحتجاجية". 

وحمًل المصري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة "الإخوان المسلمين" مسؤولية ما حدث بسبب تعنتهم وتمسكهم بموقفهم وعدم الاستجابة لمطالب المعارضة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو الدعوة إلى استفتاء على بقاء مرسي آنذاك". 

وأكد في الوقت نفسه، أن مخطط العسكر للانقلاب على المسار الديموقراطي، الذي فرضته ثورة 25 يناير، كان معروفاً للجميع وفي مقدمتهم قيادات الجماعة، خصوصاً بعد أحداث العنف التي شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسي، إضافة إلى دعوة السيسي لأحزاب المعارضة ومؤسسة الرئاسة إلى لقاء في ديسمبر/كانون الأول عام 2012. 

وأضاف "لكن السلطة وقتها ظنت أن باستطاعتها السيطرة على الأمر ولم تتقدم بأي مبادرة لتفويت الفرصة على العسكر".

وفي ما يتعلق بمسؤوليتهم عما حدث، رفض المصري الاعتراف بتحملهم أي مسؤولية، مؤكداً أنهم "لم يجدوا طريقاً آخر لعرض مطالبهم سوى التظاهر في الشارع". لكنه أوضح في الوقت نفسه، أنهم "لم يتوقعوا أن ينتهي الأمر بهذه الطريقة". وقال "توقعنا استجابة مرسي لمطالبنا بإجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء على بقائه من عدمه".

ردود فعل

وتباينت الردود والمواقف حول رسالة ماهر، وعلّق عضو "حركة الضمير وتحالف دعم الشرعية"، عمرو عبد الهادي، ووصف مقال ماهر بأنه "يكشف أسرار ما قبل 3 يوليو". وأشار القيادي في حزب "البناء والتنمية"، طارق الزمر، الى أن "تصريحات أحمد ماهر تكشف عن جانب خطير للمؤامرة، وتبيّن مدى ضرورة وقوف الشعب المصري كله صفاً واحداً حتى لا تكتمل".

وقال الناشط أحمد غانم "لم أتعجب من مقال أحمد ماهر، الذي يثبت بما لا يدع مجالاً للشكّ، ما قلناه من قبل من أن الانقلاب كان سيحدث، بغض النظر عمن كان الرئيس". وكان للمغردة حلا المرابطة رأي آخر "أرجو أن تكون رسالة أحمد ماهر درساً لكل عميل متآمر خائن، قابل الإحسان بالإساءة ووضع ثقته الموازية في العسكر".
وعلق حمزة زوبع على الرسالة قائلاً "كلام يمثل إدانة للقوى الثورية غير الإسلامية، التي كانت على علم بالمؤامرة ورغم ذلك لا تزال مترددة في الاعتراف بالخطأ".
واتهم الناشط ممدوح جلال، ماهر، بالمشاركة في المؤامرة وقال "جاي بعد عشر شهور من الانقلاب تقول إنه كان مؤامرة .. سكوتك في حد ذاته مشاركة في المؤامرة"، ووافقه الناشط، سامح الخطاري "طيب كنت تعلم الانقلاب قبلها بشهور ومع ذلك شاركت فيه! وفي الآخر تقولوا الاخوان باعوا الثورة!".

دلالات