وفي هذا السياق، أشار رئيس التيار الوطني (الإطار التنظيمي الذي أسسه عون)، الوزير جبران باسيل، إلى أنّ فريقه يتعرّض لما يشبه الفيتو والإقصاء قاصداً الطائفة المسيحية، مضيفاً: "إذا مارسوا حق الفيتو علينا فنحن أيضاً سنمارسه عليهم ولا طائفة تسود على أخرى في لبنان من خلال استعمال حق النقض أو الفيتو".
وأكد باسيل على خوض تياره المعركة السياسية حتى النهاية، مشيراً إلى أنّ التكتل "يعطل انتخاب الرئيس لإنه رئيس غير ميثاقي، والإبقاء على قوانين انتخاب الحالية هو غير ميثاقي وكذلك التعيينات الأمنية".
كذلك، أوضح أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب إبراهيم كنعان، أنّ "لا حوار فوق الدستور والميثاق ولا نفاوض على حضورنا ولا نفرض على سوانا ولا نقبل بأن يفرض علينا سوانا شيء".
وشدد أن فريقه "سيقوم بكل الخطوات الاعتراضية التي يكفلها الدستور، وإذا فرض علينا التعبير بقوة فلن نعود إلى الوراء"، في رسالة واضحة إلى نية التكتل والتيار التحرّك على الأرض مجدداً في محاولة لفرض عون رئيساً للجمهورية، بدعم وغطاء من "حزب الله" أيضاً. مع العلم أنّ مسؤولين في التيار الوطني الحر ومقرّبين من عون سبق أن أكدوا استعداد الأخير لخوض معركة سياسية فعلية دفاعاً عن "الميثاقية" و"الدستور"، من دون يستبعدوا لجوءه إلى الشارع.
غطاء التعطيل لم يتأخر مسؤولو "حزب الله" في تأمينه لعون من خلال سلسلة تصريحات وبيانات أكدت على دعم التكتل وتفهّم موقفه. إذ أكد رئيس المجلس السياسي في الحزب، إبراهيم أمين السيد، على أنّ "الموقف الذي اتخذه الحزب بمقاطعة جلسة الحكومة الأخيرة له علاقة بأنه يرى الأمور من موقع المسؤولية تجاه هذا البلد فحاول أن يبادر لمعالجة ما يمكن علاجه قبل أن تتدحرج الأمور إلى مشاكل كبرى"، وتمنى أن "يعي الناس مسؤولياتهم ويتحملوها بأكثر تعقل وحكمة حتى نعالج مشاكلنا".
أما نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، الشيخ نبيل قاووق، فقد أشار إلى أنّ حل الأزمة في لبنان "ينحصر في رفع الفيتو السعودي عن ترشيح عون لسدة الرئاسة، وبالتالي فإن أي حديث عن قلب المعادلات الداخلية مآله إلى الفشل".
ودعا السعودية إلى أن "تعتبر من جميع التجارب السابقة، لأن لبنان فيه خصوصية وتوازنات ومعادلات سياسية داخلية أكبر من أن يتجاهلها أو يتجاوزها أحد".
وبرر قاووق مشاركة "حزب الله" وعون في مقاطعة جلسة الحكومة بأنها تأتي من "موقع الحرص على المصلحة الوطنية، ولأننا نحرص على استمرارية هذه الحكومة التي تحفظ الشراكة الفاعلة والعادلة بين مختلف المكونات الداخلية".