(كتاب ميسي 34)..ميسي غريب في بلاده

(كتاب ميسي 34)..ميسي غريب في بلاده

31 مارس 2016
+ الخط -

وقع الاختيار على سرخيو باتيستا لخلافة دييغو مارادونا في قيادة المنتخب، حيث حاول استنساخ المنظومة التي كان يلعب بها برشلونة تحت قيادة بيب غوارديولا وإعطاء ليونيل ميسي قدرا أكبر من الحرية، ولكن المشكلة كانت بكل تأكيد أن تشافي وإنييستا لم يكونا هناك للمساعدة، فيما الخطوط الخلفية لم تكن تتمتع بفاعلية بويول وبيكيه نفسها.. كانت المشكلة باختصار أن المدرب كان يسعى لفرض منظومة وليس استغلال المواهب الموجودة لديه.

ذهب باتيستا إلى ما هو أبعد من هذا وكرر ما فعله بيب مع رونالدينيو وديكو، حيث قرر الدخول في مواجهة مع كارلوس تيفيز الذي بدأ في الغياب عن قوائم المنتخب، حيث كان "الأباتشي" من ضمن القلائل الذين وقفوا بجانب مارادونا بعد ما حدث في مونديال جنوب أفريقيا.

غاب تيفيز عن ودية مع البرازيل في الدوحة بحجة معاناته من إصابة عضلية، ولكنه لعب مع فريقه حينها مانشستر سيتي بعدها بعدة أيام، ما فسّره باتيستا على أنه "غياب للولاء". ولكن يوجد سبب كروي آخر في مسألة القطيعة بين تيفيز وباتيستا وهو أن المدرب الجديد أعلن نيته أن يدور الفريق حول ميسي بشكل كامل.

ظلت مشاركة تيفيز في كوبا أميركا 2011 محل شك، وكانت الأرجنتين هي التي ستحتضن البطولة.. حينها كان تسويق "الأباتشي"، الذي أطلق عليه مارادونا لقب "لاعب الشعب"، أفضل من ليو.. صوره منتشرة في كل أنحاء البلاد ووسائل الإعلام، وكانت الضغوطات التي تمارسها الشركات الراعية للمنتخب ضخمة، لذا قبل أيام من انطلاق البطولة تراجع باتيستا واستدعاه.

كما يحدث دائما في الحياة والكرة، خلف كل قائد أو طرف توجد مجموعة من الأنصار. بالنسبة لميسي كانوا بابلو زاباليتا وماسكيرانو والشقيقان ميليتو، وفي تلك البطولة كان باتيستا يسعى للعب بطريقة 4-3-3- على الطراز البرشلوني باستيبان كامبياسو وخابيير ماسكيرانو وإيفر بانيجا كثلاثي خط وسط، ولكن على أن يطبّق اثنان منهما دور صانعي الألعاب، وفي الأمام انضم أزكييل لافيتسي للثنائي تيفيز وميسي.

كانت الصعوبات واضحة منذ المباراة الأولى مع بوليفيا: ليو وتيفيز يقومان بنفس الركض ويستخدمان مساحات متشابهة.. لم يكن هنالك توافق بينهما، وحينما استمر الوقت في المرور دون كسر حالة التعادل عمل كل منهما على تأخير مركزه للمساعدة في تقديم حلول إبداعية ولكن دون نجاح.

تكرر الأمر نفسه في المباراة التالية أمام كولومبيا. تعادلان في أول مباراتين بالبطولة التي تحتضنها الأرجنتين.. هذا أمر سيئ للغاية، وعلاوة على ذلك بدأ صوت الجمهور يتعالى وظهر أنهم يفضلون تيفيز، بل ونظمت هتافات ضد ميسي ووجهت إهانات وسباب له، هذا أيضا يضاف إلى صافرات الاستهجان.

أمام كل هذا، اضطر خورخي ميسي، والد اللاعب، للدفاع عنه، لذا قال في تصريحات إذاعية: "ليو يمر بوقت سيئ للغاية. إنها أول مرة يتعرض فيها لصافرات استهجان. إنه شيء لم يكن ينتظره، وهو أمر في غاية القسوة. حرية الرأي مكفولة للجماهير، ولكن الصحافة تعمل على تغذية وإشعال هذا الوضع. الانتقادات مفهومة، ولكن يجب في الوقت نفسه أن تعتني الصحافة بفريقها".

لم يكن أمام ليو سوى الرد بطريقته في أرض الملعب، حيث كان الفوز على كوستاريكا مسألة حياة أو موت.. كانت المباراة تُلعب في مدينة كوردوبا، وترك الجمهور التفاهات وعمل على تشجيع الفريق، وهو الأمر الذي أحبه ليو، لذا قدم مباراة رائعة.

مصاحبة سرخيو أغويرو ودي ماريا وإيغواين في الهجوم كانت جيدة، وكذلك جلوس تيفيز على الدكة، حيث صنع ميسي أحد هدفي أغويرو وذلك الذي يخص دي ماريا في المباراة التي انتهت لصالح الأرجنتين بثلاثية نظيفة لتتأهل لربع النهائي.

كان ليو في ربع النهائي على موعد مع كلاسيكو "نهر لابلاتا" أمام أوروغواي، التي لُعبت منقوصة لمدة 48 دقيقة، ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء التي أهدر فيها تيفيز ركلة، لتخرج الأرجنتين من البطولة التي احتضنتها.

في البداية لم تكن أصابع الاتهام موجّهة لليو.. عنونت صحيفة "أوليه" الرياضية صفحتها الرئيسية بعبارة "الفشل الوطني"، ولكن بعدها عادت الأسطوانة نفسها والاتهامات القديمة ضد ميسي الذي فكر جديا في ترك المنتخب.

يقول ميسي في حوار مع قناة "تي واي سي" الأرجنتينية، حول هذا الأمر في عام 2013: "الحقيقة أنني مررت بأشياء سيئة وقبيحة مع المنتخب، وسمعت أشياء كثيرة.. أعرف أن المنتخب لم يكن يلعب جيدا، ولكن لم أكن وحدي. الجماهير أو الصحافة كانت تتحدث كما لو كنت أنا المنتخب أو الذي أحقق الفوز وحدي".

يضيف ميسي في الحوار نفسه: "أعتقد أن بعض الأشياء قيلت بنية سيئة وبعيدا عن كرة القدم. قيلت الكثير من الأشياء للتشكيك بي بعيدا عن لعب الكرة بشكل جيد أم لا. هذا هو ما كان يؤلمني بشدة".

اقرأ أيضا
(كتاب ميسي 33).. "الشيطان" ميسي ونهائي ويمبلي
(كتاب ميسي 32) مورينيو وموسم مليء بالمواجهات
(كتاب ميسي 31).. إسبانيا تهاجم ليو ميسي!
(كتاب ميسي 30)..أزمة مارادونا ومونديال 2010
(كتاب ميسي 29).. إبراهيموفيتش وجوارديولا..علاقات شائكة
(كتاب ميسي 28)..الكرة الذهبية ومونديال الأندية
(كتاب ميسي 27)..نهائي روما وبداية عداوة ميسي ورونالدو 
(كتاب ميسي 26).. رباعية بايرن والمهاجم الوهمي وسداسية البرنابيو
(كتاب ميسي 25)..غوارديولا يبدأ في صقل الأسطورة
(كتاب ميسي 24).. أزمة أولمبياد بكين وملحق دوري الأبطال 
(كتاب ميسي 23)..لابورتا يجعل ميسي أساس البرسا
(كتاب ميسي 22)..ميسي ولعنة الإصابات
(كتاب ميسي 21).."هاتريك" الكلاسيكو وهدف خيتافي المارادوني
(كتاب ميسي 20).. مونديال 2006 وإهانات متنوعة بحق ليو
(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني 
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر 
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين 
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو 
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي 
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه 
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو" 
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش! 
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

المساهمون